على مر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي اعتقلت إسرائيل أكثر من 800 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 10 آلاف امرأة، الكثير منهن لهن قصص تتعلق بالتحرش بهن جنسياً وتفتيشهن عاريات أثناء التحقيق، لكن قلة تكلمن عن ذلك، لكن بعضهن قررن كسر جدار الصمت والحديث عن التجربة المظلمة.
وقالت س.هـ التي رفضت الكشف عن اسمها لأسباب خاصة، وهي فتاة فلسطينية تم أسرها من قبل إسرائيل ثم أفرج عنها في وقت لاحق: "تمت تعريتي، والمحقق جلس إلى جانبي أثناء التحقيق، وحاول ابتزازي والتحرش بي، لكني رفضت التجاوب معه".
وأفرج عن س.هـ بعد اعتقال دام عدة أيام، وقالت في وقت لاحق إن الهدف من وراء التحقيق معها وإهانتها وابتزازها كان الضغط على زوجها الذي كان معتقلاً هو الآخر لانتزاع اعترافات منه.
وفي حالة أخرى، أضربت الأسيرة الفلسطينية هناء شلبي، (30 عاماً)، عن الطعام منذ 21 يوماً، احتجاجاً على الإذلال الذي تعرضت له خلال الاعتقال.
وقالت شلبي في بيان صدر عبر نادي الأسير الفلسطيني: "لحظة بدء التحقيق معي بعد ساعات من اعتقالي، جاء إلي جندي احتلال بلباس مدني ادعى أنه ممرض داخل المعتقل، طلب مني خلع ملابسي للتفتيش إلا أني رفضت، فقاموا باستدعاء عدد من الجنود وقاموا بتقييدي وطرحوني أرضاً وانهالوا علي بالضرب".
ونقل محامي الأسيرة الشلبي، ويدعى محمود حسان، في بيان تلقت "العربية.نت" نسخة منه، أنه "أثناء جلب الأسيرة هناء إلى المحكمة قاموا بتكبيل يديها ورجليها، بالإضافة إلى أن إحدى المجندات حاولت تفتيش الأسيرة تفتيشاً عارياً أمام الأسيرات وطاقم المجندات، إلا أن الأسيرة رفضت ذلك بشدة، فقامت المجندة بتفتيشها في الحمام، وهددتها بأنها سوف تعاقب على هذا الرفض".
وفقدت شلبي 10 كلغم من وزنها، وهي لن تفك إضرابها عن الطعام حتى يتم الإفراج عنها، حيث حكمت بالسجن الإداري 6 أشهر، وتم خفضها إلى 4 أشهر، فيما لم توجه لها تهمة واضحة.
ومن جهتها، قالت الأسيرة الفلسطينية المحررة إيمان نافع، إن "ما يحدث مع الأسيرات الفلسطينيات داخل المعتقلات من قبل جيش الاحتلال مهين جداً، فالتحرش اللفظي يتم معهن باستمرار، حتى لو لم يحصل تحرش مباشر، على الأقل معي، فإن مجرد تعرية الأسيرة أثناء التفتيش حتى ولو من قبل سجانة، هذا يدلل على وجود نوايا سيئة، فما أهمية التفتيش العاري في ظل وجود أجهزة متطورة جداً تستطيع كشف ما تحت جلد الإنسان".
شكاوى أمام القضاء الإسرائيلي
وأكدت نافع أن الأسيرات الفلسطينيات تعرضن للعديد من عمليات التحرش اللفظي، أو التهديد بممارسة الجنس معهن، والابتزاز، مؤكدة أن "هناك امرأة فلسطينية تم فض بكارتها بعصى استخدمها المحققون".
ويذكر أن منظمات حقوق إنسان إسرائيلية قد قالت إنه تم تقديم 17 شكوى مؤخراً من أسيرات فلسطينيات تتهم ضباط وجنود الاحتلال بالتحرش بهن جنسياً، مشيرة إلى أن النيابة العسكرية الإسرائيلية فتحت تحقيقاً في الأمر.
وبمناسبة يوم المراة العالمي قالت الوزيرة في الحكومة الفلسطينية برام الله، ماجدة المصري، إن "المرأة الفلسطينية الأسيرة كانت دائماً هي عنوان نضالات المرأة في فلسطين. وفي هذا العام يوم المرأة يتجسد فقط من خلال نضالات النساء الأسيرات، لا سيما هناء شلبي".
وأضافت المصري: "نحن كحكومة نقول إننا كفلسطينيين يجب أن نسلط الضوء على أن التفتيش العاري للأسيرات من قبل الجنود الإسرائيليين كما حصل مع الأسيرة الشلبي، يستوجب من العالم أن يكسر جدار الصمت، ويوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق المرأة التي تنافي كل القوانين الدولية، والمرأة الفلسطينية هذا العام ترفع راية الوقوف وراء إضراب الأسيرة شلبي حتى يتم الإفراج عنها من قبل الاحتلال".