الحروبُ ، حتى التافهة منها ، " ما يجري في الرمادي " ، لها سايكولوجيّتُها ، السايكولوجيّة الجمْعيّة ،
الكلاسيكية ، في أيّ حربٍ ، حتى لو جرت هذه الحربُ بين مدينتَين ، أو بين حيَّينِ من مدينة . تَصّاعَدُ الطنّاناتُ : النشامى . الأبطال. شهداء الحقّ ...
من المؤسفِ أن ينقادَ كُتّابٌ أعرفُهم في العراق ، إلى هذه الغوغائيّة .
هؤلاء الكُتّابُ ليسوا أغراراً ، أو مغرَّراً بهم .
بعضهم تجاوزَ السبعينَ في حياةٍ غيرِ مُجْديةٍ .
عن أيّ حربٍ يتحدّثون ، ويتصارخون ؟
أن يقتلَ عراقيٌّ ، عراقيّاً !
ليتهم همسوا همسةَ استنكارٍ لِما فعلَه الغزاةُ الأميركيون بالعراقيّين .
الهيروشيمات الثلاث ، في العراقِ ، مرّتْ عليهم مَرَّ السحابةِ .
جاسم الحلفي يهتفُ : يا نشامى !
وهو يعني الجنودَ العراقيّين ، الذين يَقتلون عراقيّين في الرمادي ، ويُقتَلون بكل مَسْكنتِهم هناك .
إن كان الواحدُ منّا يشعر ببقيّةٍ من مسؤوليةٍ فعليه أن يقول بالصوت العالي :
أوقفوا حربَ الإخوةِ !
ليتوقّف العراقيّون عن قتل العراقيّين !
وإلاّ فما معنى دعارة " ساحة التحرير" ؟
ما معنى أن يُستغفَلَ الناسُ ، ليقتلَ بعضُهم بعضاً ؟
إنْ أنت أقمتَ ولايةَ فقيهٍ
فللآخر أن يقيم دولة خِلافة ...
الحلُّ ؟
لا ولاية فقيه
لا دولة خلافة ...
لندن 28.12.2015