حول " الزنْوَجة " في صيف برشلونة

2016-02-08
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/b87c1d59-c0e8-4449-99ec-e8df2eabb7a7.jpeg
 
ربما كان ذلك أواسطَ السبعينيّات من القرن الماضي : أعني 1975 !
كنتُ في مهرجان ستروغا،  للشِعر، في مقدونيا التي كانت ضمن يوغوسلافيا .
سقياً لتلك الأيام !
وفي مثل الفُجاءةِ ، حضر الشاعر السنغاليّ العظيم، ليوبولد سيدار سنغور، وكان آنَها رئيساً للجمهورية .
سنغور يلمع سواداً
وقرينته الفرنسية تلمعُ بياضاً
أبَنَوسٌ وعاجٌ !
ألقى قصائدَ من على جسر دْرِينا، مثلَنا ...
*
حتى اليوم أتذكّرُ قصيدته الشهيرة :
Femme nue
Femme noire …
وأتذكرُ أنني حاولتُ نقلَها إلى عربيّتِنا :
يا امرأةً عاريةً
يا امرأةً سوداء ...
*
الديوان الكامل لسنغور ظلّ معي ، سنينَ ، حتى اختفى في واحدةٍ من نقلاتي التي لا تُحْصى .
أمّا إيميه سيزير ، شاعر " العودة إلى البلاد " :
Retour aux pays natal
فقد لازمَني، هو الآخر، سنين أيضاً ، بالرغم من صعوبة نصِّهِ الذي يستخدمُ بكثافةٍ ، الدارجةَ ، وتعابير الصيّادين .
*
ما أدهشَني أن الشاعرَينِ المؤسِّسَينِ للزنْوَجة، كانا، في الوقتِ نفسِه، يؤسِّسان لحركتَي استقلال .
كم نفتقدُ، في أيّامِنا السودِ هذه، المثالَ ناصعَ البياضِ، لحركة الزنوَجة !
*
كاد اهتمامي بالزنوَجة يقتصر على الشِعر وأهلِه .
لكنني التقيتُ بعثمان سمبين، الروائي والسينمائي، السنغاليّ مثل سنغور، فترجمتُ روايتَه " الحوالة " التي أُنتِجتْ فيلماً، في ما بَعدُ .
*
الصيف في برشلونة ، ساخنٌ ، بل ساخنٌ رطْبٌ ...
والفتَياتُ يكتسبنَ لون البرونز على الشاطيء .
مرحباً بالزنوَجة !
برشلونة  12.07.2016

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved