Deprecated: Required parameter $lineno follows optional parameter $only in /home/public/maakom.link/mini2/vendor/twig/twig/lib/Twig/Node/Include.php on line 20
جامعة الدول العربية.."في المزاد العلني"!

جامعة الدول العربية.."في المزاد العلني"!

2013-08-20
من
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/00a7af3c-b439-4371-98ef-702bc703b9f5.jpeg
ذ تأسيس جامعة الدول العربية وحتى الان اتخذت المئات من القرارات ولكن وللأسف لم ينفذ منها الا نسبة ضئيلة جدا بالكاد أن نقوم بتقديرها لقلتها, ومعظم هذه القرارات ثانوية لا تأثير لها, سواء تم اتخاذها أم لا.
قرارات الجامعة العربية يمكن وصفها ببعض الكلمات:التنديد, الاستنكار, الاستياء وغيرها من المصطلحات فارغة المضمون, ولو سكتت وامتنعت عن الرد لكان أشرف لها  وخرجت نقية الوجه..ومن أهم القضايا التي أخفقت فيها هذه الجامعة هي قضية فلسطين التي اعتبروها قضية العرب المركزية والمحورية, فلا تزال فلسطين محتلة برمتها من البحر الى النهر والصهاينة يجولون ويرقصون كما طاب لهم ضاربين بعرض الحائط كل القرارات الأممية والشرائع الدولية, كيف لا وهم"شعب الله المختار".
قرارات هذه الجامعة من النادر أن تدخل حيز التنفيذ,  خاصة إذا تعلق الأمر بالأوضاع التي تعصف بسوريا، كل ما تستطيع الجامعة فعله هذه الأيام هو تصدير الأزمات الى مجلس الأمن الدولي، والطلب من أمريكا وبريطانيا وفرنسا القيام بالواجب، تماما مثلما فعلت عندما حرضت للإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين، والعقيد الليبي معمر القذافى.
من جانبها تحرص الدول الغربية على ألا تتدخل في سوريا, حيث رفضت المقترح الأخير لوزراء الخارجية العرب بإرسال قوات حفظ سلام عربية ودولية الى سوريا؛ لأنها تخشى على قواتها من مصير مماثل لما حصل في العراق وأفغانستان.                                        من المعروف بأن الدول الغربية وعلى رأسها زعيمة الامبريالية العالمية"الولايات المتحدة الأمريكية" تدخلت عسكريا في ليبيا ليس لصالح انقاذ الشعب الليبي كما يدعون, بل من أجل النفط الذين يحصلون عليه بأسعار رخيصة أرخص بكثير مما يحصل عليه أبناء الشعب الليبي, وسوريا تفتقر الى هذا"الكنز" ومن هنا نفهم عدم تدخلهم في اوضاعها الداخلية, بل "يزيدون الطين بلة" ويضعون الكاز على النار" لتحترق سوريا اخر معاقل القومية العربية, وبالتالي يقومون بحماية الكيان الصهيوني من الخطر السوري والايراني وحزب الله.
وبامكاننا القول ان الجامعة العربية سترتكب خطيئة عظمى اذا توجهت الى موسكو وبكين لأنها بذلك تكون قد تجاهلت الدولتين وتأثيرهما في الأمم المتحدة والسياسة الدولية، مثلما هو دليل إفلاس سياسي ودبلوماسي أيضا.
ان قرار وزراء الخارجية العرب من الناحية العملية  هو حبر على ورق، ومحاولة يائسة لتصدير الأزمة الى طرف آخر، بينما يتواصل نزيف الدم في مدن مثل "حمص وحماة", ومن سخريات القدر ان سابقة إرسال قوات ردع عربية وقعت عام 1976 في لبنان، وباقتراح من سوريا، وكانت معظم القوات المشاركة فيها من سوريا أيضا، لكنّ هناك فرقًا رئيسيًا بين الوضع في سوريا الآن، وذلك لأن الوضع الذي كان في لبنان في تلك الفترة يختلف كليا عن الأوضاع في سوريا وما يحصل فيها الان، حيث لا يوجد اي من الشروط اللازمة لوجود قوات حفظ سلام، فلا يوجد وقف لإطلاق النار، ولم توافق سوريا، الدولة المعنية، على وجود قوات أجنبية على أراضيها، ولا توجد معارضة موحدة تمثل الطرف الثاني في المفاوضات، وأخيرا لا يوجد أي قرار من الأمم المتحدة يدعم ويساند وجود هذه القوات.
بعد ان فشلت الجامعة العربية في تدخلها في الشأن السوري وارسال مبعوثيها لتهدئة الأوضاع , تبحث الان عن خيارات جديدة ليس من السهل تحقيقها, فهي لا تملك جيشا, ولا حتى حلفا عسكريا, وتجدر الاشارة هنا بأن القوات العربية القطرية والإماراتية والأردنية التي شاركت مع قوات حلف "الناتو" في ليبيا لإطاحة نظام القذافي لم يكن لها أي دور أساسي ولا محوري, بل كان دورها ثانويًا، وكانت محمية في الأساس من قبل طائرات الحلف, وهنا نستذكر دور بعض القوات العربية في حرب عاصفة الصحراء التي أخرجت القوات العراقية ابان اجتياح العراق للكويت.
يبحثون اليوم عن مخارج وتحالفات جديدة وبمسميات مختلفة ولكن هدفها واحد وهو القضاء على سوريا كونها تعتبر من دول محور الشر كما يطيب لهم تسميته..لقد بدأنا نسمع عن مجموعات تطلق على نفسها أسم"أصدقاء سوريا", يشبه الى حد كبير تحالف"أصدقاء ليبيا", ولكن الفرق بينهما واضح وضوح الشمس, وذلك لأن الثاني كان مدعوما من حلف "الناتو"، والنظام الذي يستهدفه ضعيف ومهلهل، بلا جيش قوي أو أصدقاء عرب أو حتى أجانب.
بامكاننا القول بأن أكثر ما يمكن أن يفعله ممن يطلقون على أنفسهم"أصدقاء سوريا" هو دعم المعارضة السورية بشقيها الداخلي والخارجي ولكن يتوجب عليهم أن يدركوا مدى تعقدات هذا الدعم وذلك نتيجة للاختلافات الكثيرة في وجهات نظر هذه المعارضة وتبعيتها وأهدافها.
ويجب التذكير بأن العمل العربي المشترك"رحمه الله" كانت تقوده دول تملك الأنياب الحادة والمخالب الجارحة, والان قيادته لا تملك الا الجيوب المليئة بالأموال والنفط، ومن هنا ندرك حالة الضياع التي يعيشها حاليا هذا العمل، والارتباك المتفاقم على صعيد كيفية التعاطي مع الأزمة السورية المتفاقمة.
انها بلاد تظن بأن جيوبها المليئة بالأموال والنفط بامكانها شراء العالم وتغيير وجهات نظر بعض الدول, وخير دليل على ذلك ما يلي:
بعد التصويت الأخير في مجلس الأمن بخصوص فرض العقوبات على سوريا واحتمال تدخل أجنبي غربي فيها, واستخدام حق النقض"الفيتو" من قبل موسكو وبكين, لا حظنا ما حصل بين مندوب روسيا ووزير الخارجية القطري الذي هدد مندوب روسيا اذا صوتت ضد القرار, فكانت المهزلة..حيث وجه بن جاسم الكلام لمندوب روسيا تشوركين قائلاً: "أحذرك من اتخاذ أى فيتو بخصوص الأزمة فى سوريا، فعلى روسيا أن توافق على القرار وإلا فإنها ستخسر كل الدول العربية"، فرد الروسى بكل هدوء أعصاب: "إذا عدت لتتكلم معى بهذه النبرة مرة أخرى، لن يكون هناك شىء اسمه قطر بعد اليوم".وخاطب تشوركين رئيس وزراء قطر قائلا له "أنت ضيف ِعلى مجلس الأمن فاحترم نفسك وعد لحجمك وأنا أساسا لا أتحدث معك أنا أتحدث باسم روسيا العظمى مع الكبار فقط".
واستخدمت روسيا والصين حق النقض "الفيتو" فى مجلس الأمن لإحباط مشروع قرار يدين القمع فى سوريا، وبرر تشوركين استخدام بلاده للفيتو ضد القرار، بأن مشروع القرار حول سوريا "لم يكن متوازنا"، وقال تشوركين: إن النص "يدعو إلى تغيير النظام مشجعا المعارضة على السعى للسيطرة على السلطة" ويوجه "رسالة غير متوازنة إلى الطرفين" النظام والمعارضة، مؤكدا أنه "لم يكن يعكس واقع الوضع فى سوريا".
إن موقفنا من النظام السوري، واضح على مدى السنين، والكل هنا يذكر كيف كانت هذه العلاقة، وأي أولويات كانت لهذا النظام، وأكدنا منذ البداية على موقفنا المساند لحقوق الشعب السوري كباقي شعوب العالم، ولكننا لا نريد أن يكون إسقاط النظام مزادا علنيا على حساب حقوق الشعب السوري أساسا والقضية الفلسطينية أيضا".إن حركة شعبية تنتفض ضد النظام هي ثورة، ولكن حركة شعبية تتحالف مع الامبريالية والاستعمار وحلف هي ليست ثورة، وهناك معارضة رفضت حتى الحوار، وراحت تنسق أوراقها مع واشنطن، فهل أحد يريد إقناعنا أن أميركا باتت فجأة قلقة على مصالح الشعب، فها هو شعبنا يُذبح ويُقتل، على مدى أكثر من ستة عقود، فأين أميركا، التي لا نرى منها سوى دعم الجزاء وآلة حربه، وأين كانت الجامعة العربية بهذه الحدة التي تظهرها في الشأن السوري؟, فهذه معارضة تنسق مع الامبريالية، وأمامها إمارة قطر، التي فيها أكبر قاعدتين أميركيتين في المنطقة، واحدة عسكرية والثانية إعلامية، فأي دور للمصلحة الحقيقية للشعب السوري هنا، إن أميركا تركض وراء مصالحها، هي تريد شعوبا ضعيفة غير قادرة على الإنتاج، وشعوبا استهلاكية لبضائع أميركا والامبريالية، خاضعة لأوامر صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهي تريد سيطرة كاملة على المنطقة الأغنى في العام من حيث الطاقة، فهل يريد أحد إقناعنا بأن الموقف من إيران هي مسألة قنبلة نووية، هم لا يريدون دولة طاقة قوية، تماما كما الحال في العراق وليبيا وغيرها؟".
لا يستبعد خبراء عسكريون نشوب حرب في المنطقة خيث تقوم جامعة الدول العربية حاليا باغراق المنطقة بحرب باردة, ولكن الشيء المؤكد هو ان هذه الحرب اذا اشتعلت لن يكون هدفها تحويل سوريا الى بلد ديموقراطي وابعاد العلويين عن الحكم فيها, وانما من أجل تحقيق ثلاثة أمور, الأول الهيمنة على النفط، والثاني حماية الكيان الصهيوني، والثالث هو نهب الثروات والعوائد العربية الخليجية لإنقاذ الاقتصاد الأوروبي والأمريكي من الانهيار.
وفي النهاية لا بد من توجيه نصيحة للشعب السوري وهي أن يقوم بالاعتماد على نفسه في حل مشاكله وليس على الجامعة العربية ودولها المفلسة, فهذه الجامعة لم تقم بأي دور فعال منذ تأسيسها, وتمكنت من تدميرما تبقى لها من مصداقية بإدارتها المرتبكة لكافة الأزمات التي واجهت الدول المنتسبة اليها..حان الوقت لعرض هذه الجامعة في المزاد العلني, واننا بانتظار العروض.
د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved