ليتَ تلكَ البلادَ التي كانت الماءَ ، عادتْ ، كما كانت : الماء َ.
ماذا أقولُ لنفسي ، وقد بَعُدَ العهدُ بي ، وانتهى الوعدُ ؟
بغدادُ سجنٌ
وفي البصرةِ السرَطانُ
وفي الموصلِ القاعدةْ ؟
ثَـمَّ ما يجْمعُ الماءَ والنارَ
ما يجمعُ الطينَ والنارَ
ما يجمعُ الطيرَ والنارَ
لكنّ تلكَ البلادَ التي كانت الماءَ، لم تَعُدِ الآنَ حتى بلاداً
لتجمعَها لغةٌ أو أغانٍ ...
وحوشُ العصورِ الخوالي تجوبُ مفازاتِها
وتُهَيُّ، من لحمِ أطفالها، المائدةْ .
رُبّـما قرأَ السعداءُ بأغلالهم، كُتُبَ الطينِ من بابلٍ
أو تماثيلَ آشورَ
بُـرْدِيَّ ســومرَ
أو نصفَ سطْرٍ يُحَدِّثُ عن بلدٍ كان يُسْمى العراق .
رُبّما ...
غيرَ أنّ الجواميسَ تَمْضَغُ
تَمْضَغُ
تَمْضَغُ ؛
ما الفائدةْ ؟
لندن 15.09.2013