"المبادرة التي اطلقها مجموعة من ادباء كردستان لاصدار مجلة تُعنى بالأدب الكردي وباللغة العربية. وضعت مشروعنا الثقافي موضع التطبيق. لم يكن حلماً الان بما نسعى اليه ان تكون(الجسر) هي الخطوة الاولى لتحقيق هذا بين ثقافتين وطنيتين عراقيتين. على الرغم من العمق التاريخي لاواصر الاخوّة بين الشعبين العربي والكردي. (الجسر)، وبما يحمله عنوانها من مضامين ودلالات ستكون النافذة الارحب التي سنطل من خلالها على الثقافة الكردية بتاريخها وتاريخ مبدعيها وتياراتها واتجاهاتها الفكرية والابداعية المختلفة. ان الخطوة الاوضح معنى ان تكون دار الثقافة والنشر الكردية احدى مؤسسات وزارة الثقافة الاتحادية طرفاً أساسياً وشريكاً مهماً في نجاح هذه التجربة ورعايتها وبالتالي توفير اسباب استمرارها ونجاحها ونحن على امل بان التجربة ستحظى برعاية ودعم السيد وزير الثقافة لانها تؤكد صدق التوجهات وحقيقتها في تعزيز الصلات الثقافية وايجاد فضاءات جديدة للحوار والتلاقي. كما ان الدار وضعت في برامجها السنوية هذا الهدف مرتكزاً اساسياً للانطلاق نحو تحقيق مشروعها الثقافي القائم على الحوار الثقافي بين القوميات. وكان من بين اوليات مهامها اصدار مجلة باللغة العربية تعنى الثقافة الكردية، ادراكاً منها لحاجة المثقف والقارئ العربي الى نافذة يطل منها على المنجز الثقافي الكردي خلال السنوات القليلة الماضية. اذ قطع شوطاً مهماً نحو الحداثة والتجديد. نتطلع جميعا نحو ازدهار هذه التجربة واحيي كل الجهود الخيّرة والمخلصة التي اسهمت فيها من اجل استمرارها".
نعم..لقد وجدت هذه المجلة تنتمي الى عمق المشهد الثقافي العراقي بشقّيه الكردي والعربي، تؤمن بالاتصال بين القوميات وبين الاجيال، ولا تتعاطى الانقطاع او المغايرة المجانية، وتجد في شاطئ الثقافة العراقية ميدانها الرحب، مُعلية من شأن الفعالية الثقافية المناهضة للطغيان والقمع والموت، ومساندة للنفوس التي خضبتها المأساة العراقية والثناء على جهدها الذي يحاول ان يحفظ لروح العراق حقها في التطلع نحو قيم الخير والجمال، مثلما تعمل على تدعيم عمل ثقافي متعدد ديمقراطي يليق بالعراق وانسانه.
"الجسر" لاتعيش كجزيرة ثقافية معزولة، بل هي وحسبما لمست من محتواها، المنجز الثقافي العراقي المكتوب بالكردي والمترجم الى العربية ( ثمة ثقافة عربية وتركمانية وآشورية وسريانية عراقية) بوصفها كلها امتداداً لثقافة عراقية تأصلت عبر آلاف السنين، متصلة بتوق اصيل، ومتجدد مع العمق الانساني للثقافة والمعرفة وقد احتوى هذا العدد على قطوف جميلة وصل عددها الثلاثين من المقالات والقصص والنقد، والقصائد المترجمة من الكردية الى العربية وبالقدر الذي ارى في "الجسر" منجزاً ثقافياً انسانياً متعدداً ومقارباً لافكار وآراء ووجهات نظر متعددة، فانها مع اغناء هذا التعدد ومتصلة بحيوية مع الاطياف التي يتشكل منها شعاعه .غير مأسورة الا بفكرة تطلع الشعب العراقي بعربه واكراده الى الحرية، وبذلك فهي متقاطعه مع كل قطيعة، ومع انتاج آلات اعلامية ثقافية تكرس الطغيان وتمجد الموت وتجعل الكارثة شموخاً.