كلا، إرنست همنغواي لم يكتب قصة “حذاء الطفل” بست كلمات

2021-12-08

ترجمة صالح الرزوق

يذكر بعض الصحافيين أن أرنست همنغواي معروف بأسلوبه المنضبط والنظيف . وبالتالي أصبح من المقبول أنه كاتب قصة قصيرة مشهورة من ست كلمات، وتذكر الحكاية أن همنغواي كتب قصة صادمة من سطر واحد وهي “للبيع، حذاء طفل لم يلبسه أحد”. ويشاع أنه كتبها ليربح رهاناً مع زملائه الكتاب، ولكن لا يوجد دليل أن مثل هذا الرهان قد انعقد فعلاً، ومن المحتمل أن أشهر الأعمال التي تعزى لهمنغواي لا علاقة لها بهذا الكاتب على الإطلاق .

وحسب ما ذكرت “الثقافة المفتوحة” تفيد الأسطورة الحديثة أن همنغواي جلس في فندق (بالعادة هو ألغونكوين، لكن المواضع مختلفة) في وقت ما من عشرينات القرن الماضي. وجدلاً تناول الغداء مع جماعة من أصحابه الكتاب، وحينها راهنهم أنه بمقدوره كتابة قصة ذات مضمون سردي كامل، ولكنها تتكون من ست كلمات، وبعد أن وضع أصدقاؤه نقودهم على الطاولة، سجل همنغواي عدة كلمات على فوطة، ومررها فوق الطاولة، لبعض الوقت لم يتمكن النقاد من الاعتراض على قصة “حذاء الطفل”، ونظروا لها كقصة كاملة، ولكن عملياً يبدو أن القصة ظهرت بعد سنوات من وفاة همنغواي عام 196،. فقد ظهرت أولاً مطبوعة في كتاب بعنوان “لتكن منشوراً، لتكن انتاجاً : نصائح وسيط أدبي لتبيع كتاباتك” وهو من تأليف بيتر ميلر، وقد نشر عام 1991، وفيه إعادة للنظر بقصة همنغواي، وذكر ميلر أنه أولاً سمع تفاصيل كتابتها من موظف نقابي مجهول الإسم يعمل في الصحافة وذلك عام 1974، وانتشرت الحكاية من هناك ولكن طوى مصدرها الأصلي النسيان، وتجد تكرارا لنفس التفاصيل في مسرحية “بابا”، وهي مسرحية عن سيرة همنغواي وحده، ونشرت عام 1996 ثم ظهرت الحكاية في مقالة ضمتها مجلة ريدرز دايجست عام 1998 .

وبما أن أسلوب همنغواي اللاسع والمضغوط يناسب الإنترنت، فقد ساعدت على نشر قصة “حذاء الطفل” على نطاق واسع. ومع أنها وردت في مقالات وكتب على امتداد فترات عديدة، لم يتمكن أحد من التوصل لمصدر القصة الأصلي الحقيقي المدون بخط اليد، وإن لم يكن كاتبها الحقيقي هو همنغواي، فإن محبي قصص اللمحة لن يجدوا السبيل لتحديد هوية الكاتب أو الكاتبة. ومن الممكن أن هذا السطر قد لا يكون قصة أساساً : ولدينا إعلانات تحمل شبهاً مذهلاً عن شيء أسطوري سبق هذه الأسطورة الحية .

 

ميشيل ديبجاك

كاتبة أمريكية تعيش في نيويورك

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved