بعد أن أجهزَ البريطانيّون المحتلّون على ثورة العشرين، قتلاً وتشريداً ونفياً، غير متورِّعين حتى عن استعمال الغاز السامّ، أقولُ بعد هذا، أسّسَ الاحتلالُ إدارتَه، وجاء بعملائه من الهاشمييّن، والضبّاط السابقين في الجيش العثماني، والعناصر المحلية الموالية، وسمّى تلك الإدارة دولةً ذاتَ حكومة .
وكان على الشعب العراقي أن يناضل، وينتظر، خمسين عاماً، ليتحرر من الاحتلال، وعملائه، وذلك في ثورة تموز 1958 المجيدة .
*
الآن نحن تحت احتلال أكثر من دولة :
الولايات المتحدة .
المملكة المتحدة .
فرنسا ( الإشتراكية ) التي انضمّت إلى الغنيمة الباردة .
*
العراق مستعمرة .
وأبناءُ العراق يئنّون تحت وطأة الاحتلال وجرائمه .
ويكادون يضيعون في تشرذمهم، داخل متاهةٍ سياسية، لا دليل فيها .
إنهم في الدوّامة !
هذه الدوّامة قد تستمرّ خمسين عاماً في ظل الاحتلال الجديد، كما استمرّت خمسين عاماً في ظل الاحتلال البريطاني.
*
ما العمل ؟
المفترَض في قوى اليسار أن تعمل .
لكن اليسار أمسى اسماً بلا مسمّى، بسببٍ من ظروفه الذاتية، وتأطير الناس في خيارات التخلّف والطائفة.
*
هل لليسار من فرصةٍ ؟
أقول واثقاً : نعم !
إن له فسحةً من زمنٍ للنضال المشَرِّف، فسحةً قد لا يجود التاريخ بمثلِها إلاّ نادراً، في المنعطَفات الكبرى .
*
كلمتان للرفيق فهد :
وطنٌ حُرٌّ !
*
لنخرجْ من المتاهة السياسية العقيمة، ومصطلحاتها التافهة .
نحن نناضلُ من أجلِ وطنٍ حرٍّ .
من أجل عراقٍ مستقلٍّ .
ليكُن اسمُ حزبِنا :
حزب الاستقلال !
هكذا سيعود اليسار العراقيّ إلى الساحة، بعد أن غابَ وغُيِّبَ .
لندن 25.09.2014