دمشق ـ فازت الروائية السورية كوليت خوري بجائزة القدس لعام 2008 التي يمنحها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب للأدباء، وتتسلم خوري الجائزة في المؤتمر العام للاتحاد المقرر انعقاده في الفترة من 18 إلى 22 أكتوبر/تشرين الأول القادم بالعاصمة الليبية طرابلس.
والكاتبة كوليت خوري من مواليد دمشق، وتلقت تعليمها الأولي في (مدرسة راهبات البيزانسسون)، وأتمت دراستها الثانوية في المعهد الفرنسي العربي بدمشق، ثم درست الحقوق في الجامعة اليسوعية في بيروت. وتابعت تحصيلها العالي في جامعة القديس يوسف ببيروت. ثم في جامعة دمشق، ونالت الاجازة في اللغة الفرنسية وآدابها.
وهي عضو جمعية القصة والرواية. ومن مؤلفاتها:
1- عشرون عاماً ( شعر بالفرنسية ) دمشق 1957 .
هي شاعرة وأديبة وروائية سورية (من مواليد 1931)، جدها رئيس الوزراء السوري الأسبق فارس الخوري في عهد الاستقلال. تكتب كوليت الخوري بالفرنسية والإنجليزية إلى جانب لغتها الأم العربية. وكانت تعمل محاضرة في كلية الآداب بجامعة دمشق. وعملت في الصحافة السورية والعربية منذ أيام الدراسة.
- عشرون عاماً (1957)، شعر بالفرنسية.
- أيام معه (1959)، رواية صدر منها سبع طبعات حتى عام 2001.
- رعشة (1960)، شعر بالفرنسية.
- ليلة واحدة (1961)، رواية صدر منها أربع طبعات حتى عام 2002.
- أنا والمدى (1962)، تسع قصص صدر منها طبعتان فقط حتى عام 1993.
- كيان (1968)، قصة صدر منها أربع طبعات حتى عام 2003.
- دمشق بيتي الكبير (1969)، قصة.
- المرحلة المرة (1969)، قصة وأعيد طبعها مع قصتين في عام 2002.
- الكلمة الأنثى (1971)، تسع قصص أعيد طبعها في عام 2001.
- قصتان (1972)، قصتان ظهرتا ثانية مع المرحلة المرة في عام 2002.
- ومر صيف (1975)، رواية صدر منها 3 طبعات حتى عام 2000.
- أغلى جوهرة بالعالم (1975)، مسرحية باللغة العامية.
- دعوة إلى القنيطرة (1976)، قصة ظهرت ثانية مع مجموعة «الأيام المضيئة» في عام 1984.
- أيام مع الأيام (1978-1979)، رواية صدر منها ثلاث طبعات حتى عام 2004.
- الأيام المضيئة (1984)، قصص.
- معك على هامش رواياتي (1987)، غزل.
- أوراق فارس الخوري: الكتاب الأول (1989)، الطبعة الثانية (2000).
- أوراق فارس الخوري: الكتاب الثاني (1997)، الطبعة الثانية (2001).
- العيد الذهبي للجلاء (1997)، محاضرة مع مقدمة أولى للعماد أول مصطفى طلاس.
- امرأة (2000)، مجموعة قصص.
- طويلة قصصي القصيرة (2000)، صفحات من الذاكرة.
- ستلمس أصابعي الشمس (2002)، قصة رمزية نُشِرَت مسلسلةً عام 1962.
- ذكريات المستقبل (1) (2002)، مجموعة مقالات من الفترة 1980–1983.
- ذكريات المستقبل (2) (2003)، مجموعة مقالات من الفترة 1984–1987.
- في الزوايا حكايا (2003)، مجموعة قصص.
- في وداع القرن العشرين (2004)، المقالة الأسبوعية من الفترة 1998–2000.
- سنوات الحب والحرب (2006)، مقالات وقصص.
- عبق المواعيد (2008)، وجدانيات وقصص.
-
بدأت خوري الكتابة منذ طفولتها باللّغتين العربية والفرنسية، ثم شرعت تنشر، فكانت بداياتها الأدبية ماهي إلا وجدانيات تجسّدت بقطعٍ منثورة باللغة العربية وقصائد صغيرة باللغة الفرنسية. ونشرت في سن مبكّرة مجموعة من القصائد باللغة الفرنسية بعنوان “عشرون عاماً” أعربت خوري من خلالها عن سخطها من القيود الاجتماعية وإنكارها الشديد لها، كما وصفت محاولاتها وتخبطاتها في الحب.
كرّست خوري عملها لتُغرَس في النفس الأنثوية وتدافع عن حق المرأة في الحب والحياة بأكملها. قالت خوري ذات مرة: “بما أنني شعرت دائمًا بالحاجة للتعبير عما حدث في داخلي … الحاجة إلى الاحتجاج، والحاجة إلى الصراخ … وبما أنني لم أكن أريد أن أصرخ بحنجرتي، فقد صرخت بأصابعي وأصبحت كاتبة”.
تجوّلت كوليت خوري، ما بين الشعر والرواية والقصة القصيرة والمقالة والمسرح، والدراسة التاريخية، ولها أكثر من ثلاثين مؤلّفاً في الأدب والتاريخ، كما عملت لفترات متقطعة في الصحافة. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن كوليت خوري.
-
حياة كوليت خوري الشخصية
في الثامنة عشرة من عمرها تزوّجت من الكونت الإسباني رودريكو دوزياس، وحصل الزواج في فرنسا. وكانت ابنتها نارة نِتاجاً لهذا الزواج. وقالت كوليت عن هذا الزواج: "لم يكن زواجي من الكونت بدافع الحب فقط، بل أيضاً لأني كنت دائماً أبحث عن شخص يستطيع أن يشبه أبي وسامة وحضوراً". بعد انتهاء هذا الزواج بفترة قصيرة، ضجّ العالم العربي بأكلمه بقصة حبّها مع الشاعر السوري الكبير نزار قباني، وخوري بدورها لم تنكر هذه المشاعر المتبادلة بأكثر من لقاء أو حوار أجرتهم بعد وفاة الشاعر نزار قباني. أما من حيث ديانة كوليت خوري ومعتقداتها وطائفتها الأصلية ، فقد ولدت لعائلة مسيحية من الروم الأورثودوكس
حقائق سريعة عن كوليت خوري
- في بداية مسيرتها الأدبية كانت تنشر مقطوعاتها الشعرية والأدبية باسم "كوليت سهيل".
- أول مقطوعة نشرت لها بالفرنسية كانت في مجلة اسمها "فتاة اليوم" وقد علّقت كوليت على هذا الحدث الأول قائلة: "خُيّل إليّ أنني بهذه القطعة الصغيرة قد اعتليت سلّم المجد، وظننت أنني انطلقت عَدواً في الطريق التي اخترت، لكن لم أكن أدري يومها بأن الطريق طويل وأطول من حياتي، لم أكن أدري بأنني مهما توغّلتُ في هذه المتاهة، ومهما قطعت من مسافات في هذا العالم الفني الملوّن سأظل دائماً أشعر وكأنني في أول الطريق".
- عندما سُئلت خوري عن كتابها الأول "عشرون عاماً"، قالت: "هناك مثل فرنسي يقول: أن تكتب الشعر وأنت في العشرين فهذا دليل على أن عمرك عشرون، أما أن تكتب الشعر وأنت في الأربعين، فهذا دليل أنك شاعر، أنا كنت في العشرين لذلك أعتبر أن ديواني مجرد عواطف لصبية صغيرة مصاغة في ألحان، وأعتقد أن لهذا الكتاب قيمة عاطفية أكثر منها أدبية، إنه تمارين أدبية أو عزف بدائي على أوتار الأدب".
- كان معروف عن كوليت أنها من عشّاق العربية بالرغم من إتقانها الفرنسية، وقد نقلت إلى الفرنسية عدداً من القصائد لشعرائنا الكبار ،مثل (سليمان العيسى، نزار قباني، علي الجندي، أدونيس إلخ.....)
كذلك ترجمت من الفرنسية إلى العربية قصصاً للكاتب الفرنسي المعروف "أنطوان دوسان اكسبري" مثل قصة "الأمير الصغير" و"جيجي"، وقصص صغيرة متفرقة. - عملت كوليت في التدريس كأستاذة محاضِرة في قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب في جامعة دمشق، وتعاقدت لسنوات طويلة كمستشارة إعلامية ولغوية للسيد العماد أول مصطفى طلاس وزير الدفاع سابقاً.
-
يشير الأستاذان بوعلي ياسين ونبيل سليمان في كتابهما «الأيديولوجيا والأدب في سورية (1967–1973)» إلى أن «كوليت خوري كما هو معروف شاعرة، ولكن باللغة الفرنسية، وعملت في التدريس الجامعي، وقد أكسب عبارتها العربية هذا التعامل مع الفرنسية، ومع الشعر، صفتين هما: الرشاقة والشاعرية. كما أكسبها جرأة في تغيير بنية الجملة (مثل: "وكان وأنا نفسين ممزقين"، ص17، في قصتها "الزنزانة" من مجموعتها "الكلمة الأنثى")، وأكسبها جرأة في أشكال التعبير القصصي. وها هي في "التهمة" تزاوج بين القصة والمسرح، وتحطم المقاييس المألوفة في التعبير والسببية، موفِّرةً زخماً حركياً عالياً. إن "التهمة" نفثة حانقة ضد التشويه الذي يحفل به العالم: زيف الرجل الأصلع، الإرهاب، الكبت المتمثل في الأشخاص الثلاثة، قتل البراءة بقتل الطفل، وسواس الجنس الذي يقض المضاجع أجمعين. والكاتبة في هذا الغمار كله لا تتعمق بل تؤثر أن تصف حالة نفسية تتسم بالمأساوية».
أما الدكتورة ماجدة حمود فتقول في أدب كوليت خوري: «تبدو اللغة مع كوليت خوري أكثر نبضاً بالحياة وأكثر جرأة منذ العنوان "أيام معه" الذي يوحي لنا بأن الرواية تقدم أيام الحب في حياة المرأة، وإن لم تذكر كلمة الحب صراحة لكن دلالات "أيام" واقترانها بالظرف "مع" وضمير الغائب الذي يدل على وجود الرجل (معه) يوحي بقصة حب بين المرأة والرجل، لكنها توحي بانتهاء أيام الحب. نلمس في هذه الرواية أيضاً جرأة في تقديم لغة الحب التي تجسد علاقة المرأة بالرجل (همهمة الشفاه، القبلة...الخ)». كما تقول: «تمتزج فيها اللغة اليومية بشفافية تجعلها أقرب إلى لغة الشعر، مما يؤهلها لتجسيد ما يعتلج في الأعماق، دون أن تخسر صلتها بالواقع، مما يمنح الرواية قدرة تعبيرية وتتيح لخصوصية الصوت الأنثوي فرصة التعبير عن ذاته». بوسعنا أن نلمح شاعرية لغتها عبر الوصف خصوصاً، فمثلاً في روايتها «ليلة واحدة» نقرأ هذه اللغة الجميلة والرائعة: «وفي صمت الليل، كانت ذراعان قويتان تزنران سمرة سكرى بالأمل، ويتمزق السكون فجأة بحشرجة حذاء ارتطم بالأرض، وتنهدات قضبان السرير، وينطوي الليل على طيفين احتواهما الدفء، فوحدهما في خيال واحد، ترنح طرباً، واحترق شوقاً، وذاب همهمة وأنيناً». أليست هذه اللغة جميلة، كما لو أنها معزوفة سوناتة ضياء القمر لبيتهوفن أو سوناتة لشوبان تفيض عذوبة وجمالاً. وأخيراً، تقول نعمة خالد: «كوليت في رواياتها، جسدت، مع كوكبة من الروائيين العرب، ومنذ وقت مبكر، الانتماء إلى الواقع، وعملت في سبيل تجاوزه لمصلحة التقدم والتغيير، إنسانياً واجتماعياً وفكرياً، ولقد نجحت في خلخلة الركود، وأطلقت العنان لنشيد الحرية، في ظروف مليئة بالتحدي».
مقدمة في أدب المرأة عموماً
إننا غالباً ما نقول بتحرير الأرض المغتصبة، حتى باتت الأرض المغتصبة تشكل، والهزائم المتكررة التي يلحقها العدو بنا، عقدة ندور في فلكها لا نبرحها مطلقاً. وربما هذا ما يريده العدو، أن نظل في فلك الهزيمة لكي لا تخرج منا إلا أجيال الهزيمة، أجيال الخنوع والتواطؤ والضياع. باتت الهوية العربية مصدر خجل لأجيال اليوم، هذا إن وُجِدَت هذه الهوية في أيامنا هذه، فالبعض قد وصلت به الحال أن ينفض يديه براءة منها.
أين الأمل؟! لعل أدب المرأة، يعبِّر عن صرخة تتفجر كالينابيع من الأعماق، ونحن في حمأة هذه الهزيمة، نسمع المرأة تصرخ، وتجلجل كالرعد الذي يمتزج بالبرق، وهطول المطر. آه، ماذا تريد المرأة أن تقول لنا؟! أوَ هذا وقت صراخها؟ ونحن غارقون في عار الهزيمة التي خلقت لنا عقدة نقص تكاد تتحول إلى عقدة اضطهاد؟!
تريد المرأة أن تقول لنا: أنا هي الأرض المغتصبة، حرروا هذه الأرض الحيَّة، قبل أن تسعوا إلى قطعة أرض يابسة، حرروني ولسوف تصلون إلى ذواتكم. أنا أرض انتهكت حرمتها السلطة الذكورية، جردتها من حقوقها، ومن خصوصيتها، ومن حريتها، ووضعت عليها لواءها لكي تكون ناطقة باسم هذه السلطة، مذعنة لها. وهكذا يتوالى صراخ المرأة العربية، وهي إذا صرخت فإنها تصرخ بجسدها، وتقول: أنا لستُ أرضاً لغزواتكم ونزواتكم يا أبناء آدم، كما أنني لستُ أرضاً محرَّمة أو ملعونة. أنا أرض كالقدس بل أنا هي القدس، وربما أكثر، فأنا قد حملت في أحشائي أنبياءكم، ومرسليكم، أولياءكم، وقديسيكم. بوسعكم أن تجعلوا مني أرضاً مقدسة، وبوسعكم أن تجعلوا مني دنساً بأقدام العدو الغاصبة التي هي أقدام الجهل والتعسف والطغيان الذكوري والتعصب والاستغلال!!
مفهوم تحرر المرأة عند كوليت
في حوارها مع سامي كمال الدين تقول كوليت: «مفهومي عن المرأة المتحررة أنها المسؤولة عن نفسها والتي تربح معيشتها، فلا أستطيع أن أفهم أن هناك امرأة متحررة وزوجها أو أبوها أو أخوها ينفق عليها، المتحررة أولاً هي المتحررة مادياً، التي تملك المال، وثانياً، المثقفة، وثالثاً أن تكون مسؤولة عن نفسها، فالتحرر شعور بالمسؤولية، وحتى هذه اللحظة هناك نساء يعتبرن أنفسهن متحررات، التحرر شيء والانحلال شيء آخر، المتحررة تعرف كيف تقول لا، في حين غير المتحررة تقول نعم، وترضخ بشكل سلبي للأشياء من حولها». وفي حوار آخر لها نسمعها توضح هذا المفهوم على النحو الذي تقول فيه: «التحرر لا يأتي دفعة واحدة، يجب أن ننتظر تطور المجتمع بكامله، وسنصل مع الزمن إلى التحرر الذي نرجوه». وفي نفس الحوار تردف: «لقد قفزت المرأة قفزة بعيدة جداً أبعد مما يجب، لكنها في رأيي ستعود وتملك زمام أمرها، فتفهم معنى التحرر الصحيح».