كوليت

2019-02-13
أقوال
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

تحتفظ كوليت خوري في أدراجها، بثلاثين رسالة من نزار قباني، كان قد أرسلها إليها بعد فراقهما، إثر قصة حب عاصفة جمعتهما في خمسينيات القرن الماضي. كادت هذه العلاقة أن تتكلّل بالزواج لولا المزاج المتقلب للشاعر الراحل. وكانت الروائية السورية أعلنت أكثر من مرة نيّتها نشر هذه الرسائل النادرة في كتاب، لكنها كانت فجأة تتراجع عن وعدها وتذهب إلى مشاريع أخرى.
في الندوة التكريمية التي أقيمت في دمشق أخيراً احتفاء بالذكرى الثامنة لرحيل نزار قباني، كانت صاحبة ديوان “عشرون عاماً” (1957) من الحضور الـــدائم في الصفوف الخلفية للــــقـــــاعة الـــــــتي شهدت انعقاد الندوات، من دون أن تشارك في فاعلياتها.
ويبدو أن عبير الذكريات أثار مشاعرها النائمة تجاه الشاعر الراحل وأحيا مشروعها القديم مجدداً، إذ أعلنت أنها بصدد نشر الرسائل وفق تسلسلها الزمني، وسوف ترفقها بـ16 رسالة كانت تبادلتها مع نزار قباني وقد حصلت عليها من ابنة الشاعر (هدباء قباني)، فور اتفاقها مع دار نشر تتبنّى المشروع. وقالت الكاتبة في دردشة على هامش الندوة إنها “المرأة الوحيدة التي أحبها نزار في حياته”.
واعترفت بأنها بادلته الحب بشغف “لكنني لم أستطع أن أتحمل بعض تصرفاته، لهذا هجرته وسافرت إلى أميركا، وسافر هو إلى الصين”. وأضافت: “أعتقد بأنني كنت فتاة أحلامه”.
وأوضحت كولــــيت خوري أن رسائـــــل نزار قــــباني إليها، كانــت تفصح عن إنسان عاطــــــفي ينــــضح بالحزن، و“لم يـــــكن يفــــهمه أحد سواي” وكانت سطوره “معرّشة ببخور الكلام”.
ومن المتوقع أن تثير هذه الرسائل فور نشرها عاصفة من الآراء، لا تقلّ شأناً عما أثارته الرواية الأولى للكاتبة “أيام معه” (1959)، إذ قيل حينذاك إن بطل الرواية الحقيقي هو نزار قباني وإن ما جاء في فصولها هو سيرة ذاتية للكاتبة.
 
على مدى اكثر من خمسين عاما، تألقت الاديبة السورية كوليت الخوري في مسيرة الادب الحديث، فكانت في الموقع المتقدم بين زميلاتها الاديبات، ولهذا اصبحت اكثرهن عطاء وحضورا وشهرة. وتحمل الاديبة كوليت الخوري ارث اسرة سياسية عريقة، فجدها هو السياسي المحنك والعلامة البارز فارس الخوري الذي كان له جولات وصولات في عالم السياسة، وكذلك والدها سهيل الخوري، ولهذا، فهي عندما تنجح في انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) دورتين تشريعيتين متتاليتين، فهذا يعني انها تكمل المسيرة السياسية لأسرتها. وكوليت الخوري تكتب بالفرنسية والعربية وهي تخوض في كتاباتها غمار فنون عديدة من الادب، فهي تكتب في الشعر والمسرح والقصة والرواية والتوثيق، وبهذا تكون أديبة يمكن ان نطلق عليها لقب (استثنائية).
اذن.. فكوليت الخوري شخصية نسوية أدبية ذات ألق خاص، يحار المرء في تحديده، ويكاد يعلن اخفاقه في الاحاطة به، فهي تشدك إليها بحوارها الواضح الذي ينم عن ثقافتها العربية والأجنبية، وبأسلوبها المؤثر المقنع الماتع، واذا قرأت شيئا من انتاجها الأدبي لاحظت تنوعه وعمقه وشموله جوانب من الحياة الاجتماعية والسياسية العربية، لا ترفض جنسا قادرا على احتواء افكارها ومشاعرها وآرائها، وهذا يدل على انها تبحث عن الشكل الأدبي بعد اختيار المضمون الذي تود التعبير عنه، فما يصلح للشعر لا تكتبه بقالب القصة، وما يحتاج الى رواية لا تكتبه شعرا بل ان تعبيرها الشعري باللغة الفرنسية يمكن تحليله استنادا الى ذلك لأنها لم تكن عاجزة عن التعبير المضمون نفسه باللغة العربية.
بطاقة موجزة
رأت كوليت الخوري النور في حارة ضيقة من حارات باب توما بدمشق عام 1937، ونشأت في بيت عريق بالثقافة والعلم والأدب والسياسة، تحت كنف جدها فارس الخوري ووالدها سهيل الخوري.
تقول كوليت عن جو جدها المنزلي: \"لقد نشأت في بيت تغطي جدرانه المكتبة والكتب، ويعج دائما برجال الفكر والأدب.. اذكر الحلقات الفكرية والأدبية التي كانت تعقد في البيت الكبير، وكيف كنت أتسلل وجلي صامتة متهيبة الى جانب جدي او غير.
تلقت كوليت دراستها الابتدائية في مدرسة (الرعاية الخاصة) والثانوية في المعهد العلماني وتابعت دراستها في كلية الحقوق بالجامعة اليسوعية في بيروت ثم درست الادب الفرنسي في جامعة دمشق ونالت اجازة الادب الفرنسي.
* بدأت الكتابة في سن مبكرة، وابتدأت تنشر وهي في الخامسة عشرة، واصدرت باكورة انتاجها، ديوانها الاول بالفرنسية بعنوان (عشرون عاما) سنة 1957م وقد ذكره آنذاك الشاعر كمال فوزي الشرابي بقوله:
\"عشرون لحنا.. او عشرون زهرة.. او عشرون دمعة.. او عشرون ذكرى.. تلك هي اضمومة القصائد الناجزة التي ضمتها زهرية هذا الديوان الانيق.
وقد توجت الشاعرة ديوانها بكلمة اهداء تقول فيها: \"الى من علمني ان الحياة فن، وأن الفن هو أن يعرف الانسان كيف يعيش.. الى ابي\".
وفي عام 1959م اصدرت روايتها الاولى (ايام معه) فأثارت ضجة كبرى في الأوساط الادبية وتتالت طبعات الرواية خمس طبعات حتى عام 1980، وتناول النقاد والأدباء كتابها.
أوراق فارس الخوري
من الكتب التوثيقية التي اصدرتها الأديبة كوليت الخوري كتاب (أوراق فارس الخوري) الذي صدر الجزء الأول منه وتصدر بقية الاجزاء تباعا.. ونظرا لأهمية هذاالكتاب نقف هنا في استطلاع مع الناقد عيسى فتوح الذي واكب الأديبة في هذه المهمة لنقف على اهمية هذا الاصدار:
منذ ان رحل العلامة الكبير، والسياسي الخطير فارس الخوري (1877-1962) عن هذه الدنيا، تاركا رصيدا ضخما من الأوراق والمذكرات والرسائل والخواطر والقصائد.. وحفيدته الأديبة كوليت عاكفة عليها، جاعلة منها شغلها الشاغل، وعملها اليومي الدؤوب، تحققها وتشرحها وتبوبها وتصنفها وتدققها وتنظر فيها، لتصدرها في سبعة مجلدات، وقد استطاعت ان تنجز المجلد الأول والأهم منها تحت عنوان \"أوراق فارس الخوري\" (الكتاب الأول) عن دار اطلس عام 1988م، في 470 صفحة من القطع الكبير، والطباعة الفاخرة المتقنة، وليس هناك من هو أجدر من كوليت الأديبة الكبيرة التي اصدرت حتى الآن اكثر من عشرين كتابا في الشعر والقصة والرواية والمقالة والمسرح في نشر وتحقيق كل ما يتعلق بفارس الخوري، لأنها حفيدته التي ورثت عنه وطنيته وذكاءه وسعة صدره، وسمعته الطيبة، وسيرته العطرة، ومكتبته الحافلة بأنفس الكتب التراثية القيمة.. فاستحقت ان ترث مجده.
لقد عاشت كوليت مع جدها كفلة وشابة، ووعت اكثر احاديثه واطلعت على آرائه وأفكاره وأسراره، وحفظت طرائفه وتعرفت على زواره من الشخصيات السياسية والأدبية التي كانت تؤم داره في حي المهاجرين.
تقول كوليت في مقدمة الكتاب: \".. وأوراق فارس الخوري الموجودة في حوزتي منذ عام 1960م ليست مذكرات سياسية بالمعنى الصحيح، ولا هي يوميات ادبية بحتة، ولا مجرد ذكريات متفرقة، انها قليل من كل هذا.
انها في الحقيقة خلس من حياة انسان عظيم سجلها بنفسه لنفسه.. بالدرجة الأولى، لأنه في الأساس اديب احب الكتابة وتعودها وأدمنها، ليبقى لديه كما يقول واسطة يذكر بها مجريات الماضي.
لقد قامت كوليت بتنسيق هذه الأوراق المتناثرة المبعثرة وتحقيقها والتعليق عليها، وهي تشكل القسم الذي يتحدث فيه فارس الخوري عن نشأته، وكانت قد بدأت بكتابة ما تعرض له من الحوادث في 15 تشرين الثاني عام 1903م – بعد ان ظلت أمانة في عنقها اكثر من ربع قرن، والأيام تحاسبها، والرهبة تكبلها، وتمنعها من الاقدام على تحقيقها، فالعمل اكبر منها بكثير كما تقول.
ربع قرن وهي تنتظر عبثا ان يعرض عليها فرد اقدر منها، او مجموعة افراد متمكنين القيام بهذا العمل، الضخم لتقدم له اولهم كل ما بإمكانها من مساعدة وامتنان، لكن الزمن مر، واشتدت عليها محاسبة الايام، وثقلت الامانة على كاهلها حتى كادت تنوء بها، فوجدت نفسها اخيرا لان تقدم بمفردها على هذا العمل، وفاء منها لبلادها، وتذكيرا بمرحلة هامة من تاريخنا، وتكريما لكل من ناضل وسيناضل من اجل هذا الوطن، واعتقادا منها انه قد آن لهذا الفارس الذي اسهم باقواله واعماله وخطبه ونضاله في احياء مرحلة مهمة من تاريخنا، والذي امتناه بعد موته بصمتنا، ان يترجل.. وآن لمن خبأت طفولتها في عباءته الواسعة، فجعل منها اديبة، ان يتنفس من جديد في حروفها وكلماتها.
قسمت كوليت كتاب \"اوراق الخوري\" ثلاثة اقسام، ضم الاول (1877-1914) ما كتبه الفارس عن نفسه ونشأته واصل اسرته وولادته في بلدة \"الكفير\" – لبنان – ودراسته في المدارس الابتدائية فيها، ثم في الكلية السورية الانجيلية (الجامعة الامريكية) وقدومه الى دمشق، وعمله في المحاماة والإدارة والسياسة والعلم.
وضم القسم الثاني (1914-1918) فصول، فواجع التعذيب في \"خان الباشا\" ايام الحكم العثماني، القافلة الاولى والثانية من شهداء آيار 1916م، واعلان الثورة العربية، واعتقال اخيه فائز الخوري، ويوم الشهداء الثاني، وتفنيد اسباب الاعدام، والقافلة الثالثة من شهداء آيار التي انقذها من الاعدام نشوب الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين، التحقيق ثم السجن، مواجهة خطرة مع جمال باشا، في سجن خان الباشا، التحقيق في السجن شكري القوتلي وحزب الفتاة، الافراج عن الفارس بكفالة، الاشتراك مع الرفاق في رفع العلم العربي.
اما القسم الثالث من الكتاب (1877-1819) فضم مقطعا من قصيدة \"الآمال\" التي ألقاها في حفلة اقيمت في الجامعة الأميريكية في بيروت سنة 1892م ومطلعها:
اخي اصطبر ان كنت صاحب مأرب
فدرب العلا صعب ومركبه وعر
وتخميس نونية ابن زيدون، ومذكراته في ستة ايام فقط بدءا من 15 تشرين الثاني 1903 بدأها بقوله: \"قد عقدت النية ابتداء من هذا اليوم ان ادون في هذا الكتاب خلاصة ما يعرض لي من الحوادث التي تستحق الذكر كل يوم ليبقى لدي في ما يأتي من الايام واسطة اذكر بها مجريات الماضي اذا فسح الاجل\".
ملامح عامة في رواياتها
في معظم روايات كوليت الخوري، كما يشير الدكتور نعيم اليافي، أو في اجزاء كبيرة منها احالات واضحة واشارات الى انها تستمد مادة نصوصها من الواقع، وتؤكد هذا الاستعداد بذكر اسماء محددة معروفة لمدن وامكنة وشوارع ومقاه ونواد وسنوات واشهر وايام.. اكان ذلك لتثبت ان قصصها حقيقية نبعت من الارض والتراب فتخرج المتلقي من حالة الايهام وتكسر له حائط التوهم؟ ام لتخلف في الروع نوعا من الاحساس بالتوازي والمشاكلة بين مستويين من الوعي، او اخيرا لخلق علائم من التخييل تفتحه بكوى ومسارب على الخارج؟ قد يكون الجواب هذا او ذاك، ولكني اود ان افسر المسألة ادبيا ونفسيا على النحو التالي: ان الروائية تنطلق في عملها كما ينطلق اي ابداع يرتقي الى مستوى الفن من ار والتشكبعة حقول هي حقل المكابدة وحقل الفكرة وحقل التجربة وحقل وجهة النظر.
في حقل المكابدة تعاني معضلة ولادة الرؤية والتشكل، وفي حقل الفكرة يتحول التجريد الى التجسيد، وفي حقل التجربة تختمر المادة وتتفاعل مع سائر العناصر لتنتقل من وضعها الهلامي الغفل حتى تنصهر في بوتقة الشعور، اي تنتقل من التجربة الحياتية الصرف الى التجربة الشعورية، منطلق الابداع. وفي حقل وجهة النظر تتبأر من المكونات:
الموقف والحادثة والشخصية والرؤية لتصبح نصا منجزا ومشروع نص يكتمل حين يعبر عنه داخليا وفق تصور كروتشي، او حين يبوح به الفنان ويدونه على الورق وفق تصور معظم النقاد الآخرين، وربما تتعاقب هذه الحقول او تتداخل وتتزامن في تشكيل النص وايجاده، وليس هذا بالأمر المهم ما دامت جميعها تعمل على تشكيله او تداخله في تشكيله.
كوليت والشعر
يظل الشعر في حياة كوليت ذلك العالم الشفاف، الرحب، البهي، الجميل، المتواري خلف عطاءاتها في القصة والرواية والمقالة، وهو بمثابة الواحدة التي تفيء، كوليت الى ظلالها وآفاقها وابعادها، مرة كل اعوام.
كوليت كانت تكتب الشعر، تنظمه، على هوامش دفاتر كتبها المدرسية.
وفي مطلع سنوات اليفاعة والصبا والشباب، اطلت على الساح الثقافي اطلاتها الاولى شعريا، وباللغة الفرنسية، وصدرت مجموعتها الشعرية الاولى: عشرون عاما..
في اوآخر الخمسينات، تبعتها مجموعتها الشعرية الثانية وبالفرنسية ايضا، وتحت عنوان \"رعشة\".
وتقول كوليت:
\"الشعر بالنسبة لنفسي شعور صادق وموسيقى عذبة، في ديواني الاول صدر في اواخر الخمسينات تحت عنوان: \"عشرون عاما\" عشرون قصيدة الاولى نظمتها وانا في الرابعة عشرة والثانية وانا في العشرين.
وتعود الى البدايات الاولى في الشعر والى المراحل الاولى في نشر قصائدها تتحدث عن ذلك بحنين ومودة وبوح ذكريات.
\"كنت اكتب الكثير من الشعر بالعربية والفرنسية، ولكني لم اكن ابدا انشر شيئا مما اكتب الى ان جاء صديق لنا، واخذ قصيدة كنت انتهيت منها، ونشرها في احدى المجلات الادبية في بيروت وعندما ذهبت الى جامعة بيروت للدراسة فوجئت بأن الطالبات والطلبة قرأوا القصيدة، واعجبوا بها، ويحاولون حفظها، فشجعتني هذه الحادثة ونشرت انتاجي الشعري بعد ذلك وانا مطمئنة.
\"لم اتحول من شاعرة الى قاصة انما انا احب كتابة الرواية لانها المجال الوحيد في الأدب الذي يستطيع فيه الكاتب ان يدرس النفس الانسانية، وان يتعايش مع نماذج مختلفة من الناس، انا بطبعي احب الانسان واحب دائما الدخول الى اعماقه، اما الشعر فأنا ما زلت اكتبه انها على هامش رواياتي\".
من آراء كوليت الخوري
* النساء في عقد الستينات كن واضحات وظاهرات في الساحة الادبية واظن ان عددهن الآن اكبر بكثير، لكنهن لسن ظاهرات، والعلة ليست في كونهن اديبات، فالادباء الرجال اليوم ايضا غير ظاهرين.. كان الاديب في الستينات شخصية معروفة ومتميزة.. الآن نقرأ لمن هب ودب من رجال ونساء.
* كنت اريد ان اكون مطربة او عازفة موسيقى.. منعوني من الصراخ بصوتي فصرخت بأصابعي.
* انا امرأة وام اولا.. ثم تأتي بعد ذلك صفات الاديبة والسياسية وبقية الالقاب التي تطلق علي.
* لا اغار من الاديبات ولا من النساء الجميلات لان عالمي الداخلي اكبر من الدنيا.
* الادب هو هاجسي الأول، ولن تشغلني عنه السياسة.
* المرأة اكثر صلابة من الرجل في السياسة، ونصف العالم اليوم تحكمه نساء.
* المرأة والرجل طرفا معادلة متواصلة بالمحبة.. متوازنة بالاحترام.
* الرجل الحقيقي هو الذي يحتوي المرأة ويستوعب طموحها واحلامها.
* المرأة في حالة الحب انثى حقيقية.. والرجل في حالة الحب طفل كبير.
* دخلت ميدان السياسة لأدعم تمثيل الناس من خلال القلم، باللسان.
* لا اقبل ان تكون بطلات رواياتي اكثر شهرة مني لأنني انا التي ابتدعتهن.
* اقدم (اوراق فارس الخوري) وفاء وتحية لكل من ناضل ويناضل في سبيل الوطن.
 
 
 

أغلى جوهرة في العالم

دمشق ـ فازت الروائية السورية كوليت خوري بجائزة القدس لعام 2008 التي يمنحها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب للأدباء، وتتسلم خوري الجائزة في المؤتمر العام للاتحاد المقرر انعقاده في الفترة من 18 إلى 22 أكتوبر/تشرين الأول القادم بالعاصمة الليبية طرابلس.
والكاتبة كوليت خوري من مواليد دمشق، وتلقت تعليمها الأولي في (مدرسة راهبات البيزانسسون)، وأتمت دراستها الثانوية في المعهد الفرنسي العربي بدمشق، ثم درست الحقوق في الجامعة اليسوعية في بيروت. وتابعت تحصيلها العالي في جامعة القديس يوسف ببيروت. ثم في جامعة دمشق، ونالت الاجازة في اللغة الفرنسية وآدابها.
وهي عضو جمعية القصة والرواية. ومن مؤلفاتها:
1- عشرون عاماً ( شعر بالفرنسية ) دمشق 1957 .

 

هي شاعرة و‌أديبة و‌روائية سورية (من مواليد 1931)، جدها رئيس الوزراء السوري الأسبق فارس الخوري في عهد الاستقلال. تكتب كوليت الخوري بالفرنسية و‌الإنجليزية إلى جانب لغتها الأم العربية. وكانت تعمل محاضرة في كلية الآداب بجامعة دمشق. وعملت في الصحافة السورية والعربية منذ أيام الدراسة.

  • عشرون عاماً (1957)، شعر بالفرنسية.
  • أيام معه (1959)، رواية صدر منها سبع طبعات حتى عام 2001.
  • رعشة (1960)، شعر بالفرنسية.
  • ليلة واحدة (1961)، رواية صدر منها أربع طبعات حتى عام 2002.
  • أنا والمدى (1962)، تسع قصص صدر منها طبعتان فقط حتى عام 1993.
  • كيان (1968)، قصة صدر منها أربع طبعات حتى عام 2003.
  • دمشق بيتي الكبير (1969)، قصة.
  • المرحلة المرة (1969)، قصة وأعيد طبعها مع قصتين في عام 2002.
  • الكلمة الأنثى (1971)، تسع قصص أعيد طبعها في عام 2001.
  • قصتان (1972)، قصتان ظهرتا ثانية مع المرحلة المرة في عام 2002.
  • ومر صيف (1975)، رواية صدر منها 3 طبعات حتى عام 2000.
  • أغلى جوهرة بالعالم (1975)، مسرحية باللغة العامية.
  • دعوة إلى القنيطرة (1976)، قصة ظهرت ثانية مع مجموعة «الأيام المضيئة» في عام 1984.
  • أيام مع الأيام (1978-1979)، رواية صدر منها ثلاث طبعات حتى عام 2004.
  • الأيام المضيئة (1984)، قصص.
  • معك على هامش رواياتي (1987)، غزل.
  • أوراق فارس الخوري: الكتاب الأول (1989)، الطبعة الثانية (2000).
  • أوراق فارس الخوري: الكتاب الثاني (1997)، الطبعة الثانية (2001).
  • العيد الذهبي للجلاء (1997)، محاضرة مع مقدمة أولى للعماد أول مصطفى طلاس.
  • امرأة (2000)، مجموعة قصص.
  • طويلة قصصي القصيرة (2000)، صفحات من الذاكرة.
  • ستلمس أصابعي الشمس (2002)، قصة رمزية نُشِرَت مسلسلةً عام 1962.
  • ذكريات المستقبل (1) (2002)، مجموعة مقالات من الفترة 1980–1983.
  • ذكريات المستقبل (2) (2003)، مجموعة مقالات من الفترة 1984–1987.
  • في الزوايا حكايا (2003)، مجموعة قصص.
  • في وداع القرن العشرين (2004)، المقالة الأسبوعية من الفترة 1998–2000.
  • سنوات الحب والحرب (2006)، مقالات وقصص.
  • عبق المواعيد (2008)، وجدانيات وقصص.
  • بدأت خوري الكتابة منذ طفولتها باللّغتين العربية والفرنسية، ثم شرعت تنشر، فكانت بداياتها الأدبية ماهي إلا وجدانيات تجسّدت بقطعٍ منثورة باللغة العربية وقصائد صغيرة باللغة الفرنسية. ونشرت في سن مبكّرة  مجموعة من القصائد باللغة الفرنسية بعنوان “عشرون عاماً” أعربت خوري من خلالها عن سخطها من القيود الاجتماعية وإنكارها الشديد لها، كما وصفت محاولاتها وتخبطاتها في الحب.

    كرّست خوري عملها لتُغرَس في النفس الأنثوية وتدافع عن حق المرأة في الحب والحياة بأكملها. قالت خوري ذات مرة: “بما أنني شعرت دائمًا بالحاجة للتعبير عما حدث في داخلي … الحاجة إلى الاحتجاج، والحاجة إلى الصراخ … وبما أنني لم أكن أريد أن أصرخ بحنجرتي، فقد صرخت بأصابعي وأصبحت كاتبة”.

    تجوّلت كوليت خوري، ما بين الشعر والرواية والقصة القصيرة والمقالة والمسرح، والدراسة التاريخية، ولها أكثر من ثلاثين مؤلّفاً في الأدب والتاريخ، كما عملت لفترات متقطعة في الصحافة. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن كوليت خوري.

  • حياة كوليت خوري الشخصية

    في الثامنة عشرة من عمرها تزوّجت من الكونت الإسباني رودريكو دوزياس، وحصل الزواج في فرنسا. وكانت ابنتها نارة نِتاجاً لهذا الزواج. وقالت كوليت عن هذا الزواج: "لم يكن زواجي من الكونت بدافع الحب فقط، بل أيضاً لأني كنت دائماً أبحث عن شخص يستطيع أن يشبه أبي وسامة وحضوراً". بعد انتهاء هذا الزواج بفترة قصيرة، ضجّ العالم العربي بأكلمه بقصة حبّها مع الشاعر السوري الكبير نزار قباني، وخوري بدورها لم تنكر هذه المشاعر المتبادلة بأكثر من لقاء أو حوار أجرتهم بعد وفاة الشاعر نزار قباني.   أما من حيث ديانة كوليت خوري ومعتقداتها وطائفتها الأصلية ، فقد ولدت لعائلة مسيحية من الروم الأورثودوكس

    حقائق سريعة عن كوليت خوري

    • في بداية مسيرتها الأدبية كانت تنشر مقطوعاتها الشعرية والأدبية باسم "كوليت سهيل".
    • أول مقطوعة نشرت لها بالفرنسية كانت في مجلة اسمها "فتاة اليوم" وقد علّقت كوليت على هذا الحدث الأول قائلة: "خُيّل إليّ أنني بهذه القطعة الصغيرة قد اعتليت سلّم المجد، وظننت أنني انطلقت عَدواً في الطريق التي اخترت، لكن لم أكن أدري يومها بأن الطريق طويل وأطول من حياتي، لم أكن أدري بأنني مهما توغّلتُ في هذه المتاهة، ومهما قطعت من مسافات في هذا العالم الفني الملوّن سأظل دائماً أشعر وكأنني في أول الطريق".
    • عندما سُئلت خوري عن كتابها الأول "عشرون عاماً"،  قالت: "هناك مثل فرنسي يقول: أن تكتب الشعر وأنت في العشرين فهذا دليل على أن عمرك عشرون، أما أن تكتب الشعر وأنت في الأربعين، فهذا دليل أنك شاعر، أنا كنت في العشرين لذلك أعتبر أن ديواني مجرد عواطف لصبية صغيرة مصاغة في ألحان، وأعتقد أن لهذا الكتاب قيمة عاطفية أكثر منها أدبية، إنه تمارين أدبية أو عزف بدائي على أوتار الأدب".
    • كان معروف عن كوليت أنها من عشّاق العربية بالرغم من إتقانها الفرنسية، وقد نقلت إلى الفرنسية عدداً من القصائد لشعرائنا الكبار ،مثل (سليمان العيسى، نزار قباني، علي الجندي، أدونيس إلخ.....)
      كذلك ترجمت من الفرنسية إلى العربية قصصاً للكاتب الفرنسي المعروف "أنطوان دوسان اكسبري" مثل قصة "الأمير الصغير" و"جيجي"، وقصص صغيرة متفرقة.
    • عملت كوليت في التدريس كأستاذة محاضِرة في قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب في جامعة دمشق، وتعاقدت لسنوات طويلة كمستشارة إعلامية ولغوية للسيد العماد أول مصطفى طلاس وزير الدفاع سابقاً.
    • يشير الأستاذان بوعلي ياسين ونبيل سليمان في كتابهما «الأيديولوجيا والأدب في سورية (1967–1973)» إلى أن «كوليت خوري كما هو معروف شاعرة، ولكن باللغة الفرنسية، وعملت في التدريس الجامعي، وقد أكسب عبارتها العربية هذا التعامل مع الفرنسية، ومع الشعر، صفتين هما: الرشاقة والشاعرية. كما أكسبها جرأة في تغيير بنية الجملة (مثل: "وكان وأنا نفسين ممزقين"، ص17، في قصتها "الزنزانة" من مجموعتها "الكلمة الأنثى")، وأكسبها جرأة في أشكال التعبير القصصي. وها هي في "التهمة" تزاوج بين القصة والمسرح، وتحطم المقاييس المألوفة في التعبير والسببية، موفِّرةً زخماً حركياً عالياً. إن "التهمة" نفثة حانقة ضد التشويه الذي يحفل به العالم: زيف الرجل الأصلع، الإرهاب، الكبت المتمثل في الأشخاص الثلاثة، قتل البراءة بقتل الطفل، وسواس الجنس الذي يقض المضاجع أجمعين. والكاتبة في هذا الغمار كله لا تتعمق بل تؤثر أن تصف حالة نفسية تتسم بالمأساوية».

      أما الدكتورة ماجدة حمود فتقول في أدب كوليت خوري: «تبدو اللغة مع كوليت خوري أكثر نبضاً بالحياة وأكثر جرأة منذ العنوان "أيام معه" الذي يوحي لنا بأن الرواية تقدم أيام الحب في حياة المرأة، وإن لم تذكر كلمة الحب صراحة لكن دلالات "أيام" واقترانها بالظرف "مع" وضمير الغائب الذي يدل على وجود الرجل (معه) يوحي بقصة حب بين المرأة والرجل، لكنها توحي بانتهاء أيام الحب. نلمس في هذه الرواية أيضاً جرأة في تقديم لغة الحب التي تجسد علاقة المرأة بالرجل (همهمة الشفاه، القبلة...الخ)». كما تقول: «تمتزج فيها اللغة اليومية بشفافية تجعلها أقرب إلى لغة الشعر، مما يؤهلها لتجسيد ما يعتلج في الأعماق، دون أن تخسر صلتها بالواقع، مما يمنح الرواية قدرة تعبيرية وتتيح لخصوصية الصوت الأنثوي فرصة التعبير عن ذاته». بوسعنا أن نلمح شاعرية لغتها عبر الوصف خصوصاً، فمثلاً في روايتها «ليلة واحدة» نقرأ هذه اللغة الجميلة والرائعة: «وفي صمت الليل، كانت ذراعان قويتان تزنران سمرة سكرى بالأمل، ويتمزق السكون فجأة بحشرجة حذاء ارتطم بالأرض، وتنهدات قضبان السرير، وينطوي الليل على طيفين احتواهما الدفء، فوحدهما في خيال واحد، ترنح طرباً، واحترق شوقاً، وذاب همهمة وأنيناً». أليست هذه اللغة جميلة، كما لو أنها معزوفة سوناتة ضياء القمر لبيتهوفن أو سوناتة لشوبان تفيض عذوبة وجمالاً. وأخيراً، تقول نعمة خالد: «كوليت في رواياتها، جسدت، مع كوكبة من الروائيين العرب، ومنذ وقت مبكر، الانتماء إلى الواقع، وعملت في سبيل تجاوزه لمصلحة التقدم والتغيير، إنسانياً واجتماعياً وفكرياً، ولقد نجحت في خلخلة الركود، وأطلقت العنان لنشيد الحرية، في ظروف مليئة بالتحدي».

      مقدمة في أدب المرأة عموماً

      إننا غالباً ما نقول بتحرير الأرض المغتصبة، حتى باتت الأرض المغتصبة تشكل، والهزائم المتكررة التي يلحقها العدو بنا، عقدة ندور في فلكها لا نبرحها مطلقاً. وربما هذا ما يريده العدو، أن نظل في فلك الهزيمة لكي لا تخرج منا إلا أجيال الهزيمة، أجيال الخنوع والتواطؤ والضياع. باتت الهوية العربية مصدر خجل لأجيال اليوم، هذا إن وُجِدَت هذه الهوية في أيامنا هذه، فالبعض قد وصلت به الحال أن ينفض يديه براءة منها.

      أين الأمل؟! لعل أدب المرأة، يعبِّر عن صرخة تتفجر كالينابيع من الأعماق، ونحن في حمأة هذه الهزيمة، نسمع المرأة تصرخ، وتجلجل كالرعد الذي يمتزج بالبرق، وهطول المطر. آه، ماذا تريد المرأة أن تقول لنا؟! أوَ هذا وقت صراخها؟ ونحن غارقون في عار الهزيمة التي خلقت لنا عقدة نقص تكاد تتحول إلى عقدة اضطهاد؟!

      تريد المرأة أن تقول لنا: أنا هي الأرض المغتصبة، حرروا هذه الأرض الحيَّة، قبل أن تسعوا إلى قطعة أرض يابسة، حرروني ولسوف تصلون إلى ذواتكم. أنا أرض انتهكت حرمتها السلطة الذكورية، جردتها من حقوقها، ومن خصوصيتها، ومن حريتها، ووضعت عليها لواءها لكي تكون ناطقة باسم هذه السلطة، مذعنة لها. وهكذا يتوالى صراخ المرأة العربية، وهي إذا صرخت فإنها تصرخ بجسدها، وتقول: أنا لستُ أرضاً لغزواتكم ونزواتكم يا أبناء آدم، كما أنني لستُ أرضاً محرَّمة أو ملعونة. أنا أرض كالقدس بل أنا هي القدس، وربما أكثر، فأنا قد حملت في أحشائي أنبياءكم، ومرسليكم، أولياءكم، وقديسيكم. بوسعكم أن تجعلوا مني أرضاً مقدسة، وبوسعكم أن تجعلوا مني دنساً بأقدام العدو الغاصبة التي هي أقدام الجهل والتعسف والطغيان الذكوري والتعصب والاستغلال!!

      مفهوم تحرر المرأة عند كوليت

      في حوارها مع سامي كمال الدين تقول كوليت: «مفهومي عن المرأة المتحررة أنها المسؤولة عن نفسها والتي تربح معيشتها، فلا أستطيع أن أفهم أن هناك امرأة متحررة وزوجها أو أبوها أو أخوها ينفق عليها، المتحررة أولاً هي المتحررة مادياً، التي تملك المال، وثانياً، المثقفة، وثالثاً أن تكون مسؤولة عن نفسها، فالتحرر شعور بالمسؤولية، وحتى هذه اللحظة هناك نساء يعتبرن أنفسهن متحررات، التحرر شيء والانحلال شيء آخر، المتحررة تعرف كيف تقول لا، في حين غير المتحررة تقول نعم، وترضخ بشكل سلبي للأشياء من حولها». وفي حوار آخر لها نسمعها توضح هذا المفهوم على النحو الذي تقول فيه: «التحرر لا يأتي دفعة واحدة، يجب أن ننتظر تطور المجتمع بكامله، وسنصل مع الزمن إلى التحرر الذي نرجوه». وفي نفس الحوار تردف: «لقد قفزت المرأة قفزة بعيدة جداً أبعد مما يجب، لكنها في رأيي ستعود وتملك زمام أمرها، فتفهم معنى التحرر الصحيح».

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved