لوسائل الاعلام دور مهم وخطير في توجيه وعي المتلقي من كافة الأعمار من خلال ضخ الكم الهائل من المعلومات، يؤكد العلماء في هذا المجال على أن دور هذه المؤسسات الإعلامية يعد من الأدوار الخطيرة في توجيه التطور والحضارة البشرية ومن خلال معرفة المجتمع وفي ما يدور في هذا العالم من أحداث ومتغيرات، كونها أصبحت في متناول الجميع ومن مختلف المستويات الإجتماعية .
كما أن وسائل الإعلام تلعب دورا مهما لعراقيي المهجر في الحفاظ على الهوية الثقافية والقومية لبلدهم ومجتمعهم، من خلال تحديد العلاقة بين الجمهور المشاهد في المهجر ووسائل الاعلام وخصوصا عند بث البرامج الحية المباشرة، بحيث تكون لدى هذه الوسائل برامج خاصة للمهاجر للحصول على معلومات مناسبة حول الأحداث المهمة في البلد، وتكون كل الأحداث العالمية وبالأخص المحلية في متناول اليد، إلى جانب ذلك تستفيد هذه الوسائل من الطاقات الإبداعية الكامنة لدى المهاجر للتفاعل مع تلك الوسائل من خلال الأخذ والعطاء بين كلا الطرفين وهذا يعتمد على السياسة الإعلامية التي تتبعها الوسائل الإعلامية لأغناء نفسها والمتلقي في آن واحد ومن ثم جعل المتلقي زبونا طالبا للقنوات التي تكون من المفضلات لديه .
لقد عُولج موضوع الهجرة والمهاجرين من خلال العديد من الدراسات ومن جوانب متعددة للمسألة إلا أنه من النادر أن تجد دراسات عالجت هذا الموضوع من زاوية علاقته بوسائل الإعلام، خاصة القنوات الفضائية التي فرضت نفسها من بين وسائل الإعلام على المشاهد المتلقي بشكل كبير وتأثيرها على حياة الفرد المهاجر اليومي، بعد أن غزت الفضائيات دور الناس وأحدثت ثورة عملاقة في عالم المعلومات التي كانت سابقا حكرا على الصحافة الورقية والإذاعات ومحطات التلفزة الموجهة .
إن موضوع العلاقة بين الإنسان في المهجر والقنوات الفضائية لم تحضَ باهتمام الدارسين والباحثين الاّ قليلا، ألا أننا ندرك مدى أهتمام الناس في المهجر بهذه الوسيلة وذلك لأسباب عديدة لا يسع المجال هنا لتناولها غير أننا نوجز ذلك في ظاهرة الحنين إلى الوطن بكل ما تحمل هذه العبارة من تفاصيل منها اللغة والثقافة التي ترعرع معها منذ الطفولة والرغبة في سماع الموروث الغنائي الى آخر ما يمكن قوله في هذا الصدد .
إن أهمية التوجية الإعلامي الى أفراد المهاجرين تتناسب طرديا مع عدد المهاجرين، فكلما زاد عددهم كلما كان التوجه أهم، فعدد المهاجرين في تزايد مستمر تبعاً للتباين الكبير بين الدول الصناعية ومستوى المعيشة فيها وبين دول الشرق أوسطية التي تعاني من فساد أقتصادي وسياسي وإداري وعدم وجود فرص العمل بالإضافة إلى الوضع الأمني الذي يزداد سوءا يوم بعد آخر .