انتهت الإنتخابات الـ 24 للكنيست وبدأ غبارها بالتطاير، فأفرزت ما أفرزته من نتائج لم تغير الخريطة السياسية والحزبية، وبقيت الأزمة الحكومية تراوح مكانها، حيث حصل الليكود على 30 مقعدًا ويواجه مصاعب كثيرة لتشكيل الحكومة القادمة .
وأظهرت النتائج مفاجآت بحصول القائمة العربية الموحدة على 4 مقاعد، بعكس كل الإستطلاعات التي لم تمنحها أي إمكانية لتجاوز نسبة الحسم، ومثلها حزب ميرتس الذي حصل على 6 مقاعد، وحزب العمل الذي استعاد بعضًا من عافيته بفضل زعيمته الجديدة ميراف ميخائيلي، وكاد يتلاشى ويغيب عن الساحة السياسية والحزبية وحصل على 7 مقاعد، وايضًا حزب كحول لفون الذي حصل على 8 مقاعد، بينما انتكست القائمة المشتركة وتلقت ضربة قاصمة موجعة وتراجع تمثيلها إلى 6 مقاعد .
وبخصوص التمثيل النسائي العربي فقد تقلص ولم تصل للكنيست كلّ من هبة يزبك وسندس صالح وإيمان خطيب، وبقيت عضوة كنيست واحدة ووحيدة في الأحزاب العربية هي عايدة توما سليمان، وفي المقابل دخل وجهان نسائيان جديدان في حزبين يهوديين هما غيداء ريناوي زعبي من ميرتس، وابتسام مراعنة من حزب العمل .
ويبقى السؤال : لماذا تراجعت قوة القائمة المشتركة ومن يتحمل مسؤولية ذلك.. ؟!
الخاسر الأول والأخير من تراجع القوة المشتركة والأحزاب السياسية العربية، وتقلص عدد الأعضاء العرب، وعزوف الناس عن التصويت والمقاطعة، هم عموم الناس، افرادًا وجماعات، أي مجتمعنا كله، وشعبنا كله .
وعلى ضوء هذه النتائج، فإن المطلوب من الفعاليات والأحزاب السياسية التاريخية العاملة في الشارع العربي المنضوية تحت خيمة المشتركة، مكاشفة حقيقية ومراجعة نقدية ذاتية لاستخلاص العبر من نتائج الإنتخابات، والعودة بشكل فعلي إلى الشارع، مع الناس وهمومهم اليومية .
وباعتقادي المتواضع، أننا نحتاج إلى فكر جديد، وأفكار جديدة، وخطاب سياسي جديد، وقيادة سياسية جديدة تستطيع أن تقرأ الواقع وتتعاطى معه ببعد نظر ورؤية صحيحة .