1
المكتبة في المرآة
تمضغ خيول الفرسان الثلاثة اللفاح
والخشخاش و أزهار الحوض
في الكتب المدبوغة والموشومة بالحديد
حيث صعدت ، صبيا أو مسافرا خلسة
كسائر إثناء النوم ماليزي.
كانت الأيام تنام في داخلي طوال الليالي
كاشفة للفجر جزر-فواكه تنقرها البحار
جنائن منجرفة منها تنبثق الأضواء.
كنت أعيش بأقدار مقترضة على كواكب منسية.
كانت تحملني قرون متحولة نحو عبادات أكلة لحوم البشر حيث تتباهى الأرباب في أعين كلاب العميان.
كان الكتاب-النهر يأخذ مجراه.
كان الكتاب-النار يمحو قارئه على مهل.
كانت الظلال تختبئ بين تورق الأضواء الدكناء
حيث تجدها القطط مرارا
فيكون الطيران حد تمزيق السماء
ترافقها الساعة بضحكتها الحادة
لتمزيق الزمن الضائع بإبرها
2
طفل القمر.
القمر الذي ينهب بين البساتين
تسلق أشجار التفاح بتنورته الفضية
ظهرت فجأة كلاب هائجة
فر القمر تاركا طفلا
لقد جاء معنا الى المدرسة في القرية
هو شبيه بالفتيان الاخرين
ماعدا تلك الهالة من الضياء على وجهه
تحت شعلة شعره الأشقر
كان يحب المطر و الينابيع و الرخام
كل ما يسيل وكل ما يلمع
و كان يسهر لوقت متأخر تحت الشجر
لمشاهدة ببطء هبوط الليل
ذات مساء رمادي من فصل الخريف عاد لأخذ الطفل
القمر الذي ينهب بين البساتين
بسرعة طار بعيدا. اسمع الى الأبد
عقيرة جناحه الصديق المرتجف
3
خرج سحلية من قبر الملك
خرجت سحلية من قبر الملك
خافقة الحلق تتأملني على حافة الهاوية
بعينها الصغيرة لغز
ال هنا و المابعد العظيم
و المنتهى و المبتدأ
هي ساكنة الليل
من أسفل بقع الظل
تتشمس ثم تنعس في القبر
متسللة دوما في الأمد
كإبرة
لربط بخيطها الداخل بالخارج
و أحياء الماضي بمن يمر اليوم
ثم تسهر على الكلمات كطفل ينام
بينما بداخلها أموات مستغرقة في الأحلام
4
الفراشة
ولدت ببلاد الحرير الفاخر
في شرنقة أتت من الصين ،
الشرق مرسوم على أجنحتها
صفراء أو زرقاء، خضراء أو قرمزية
إنها تطير و تذهب و تعيش حياتها
بدقات صغيرة مسرورة
في الهواء الطلق كمروحة
نراها، لم نعد نراها
إنها هنا إنها هناك
ربما وافدة جديدة
أختها التوأمية هناك
اه... علقوا شبابكم
أرموا الدبابيس و الفلين
و اتركوها حرة لأنها
القصيدة ،الفراشة...
مارك الين (1937) شاعر فرنسي حائز على جائزة غونكور .