في مدينة مراكش الحمراء، المدينة التي اعتادت أن تحتضن شتى التظاهرات الثقافية، المدينة التي تتزاوج فيها الحداثة مع التقاليد لتشكل فضاءاً ثقافياً رائعاً يتسع لألوان شتى من الأنشطة الثقافية، وعلى مدار السنة، على هذه الأرضية الرائعة وفي مساء السبت ليوم 22 09 2018 وتحت شعار " نحو ترشيد الحكامة الثقافية " تم عقد أول اجتماع لمجلس حكيمات رابطة كاتبات المغرب الذي خُصصَ لمناقشة ووضع خارطة ثقافية للرابطة، ومناقشة القانون الداخلي، وتحديد تاريخ المؤتمر الوطني الأول ل"رابطة كاتبات المغرب " بالإضافة إلى تحديد آليات نجاحه .
حضرالإجتماع وزير الثقافة والإتصال السيد محمد الأعرج، الذي أشاد في كلمته التي ألقاها، بأهمية الموضوع الذي تم اختياره كشعار لهذا الإجتماع، مؤكدا أن الدستور الجديد للمملكة خصص حيّزا هاما لمبدأ الحكامة . كما عبّر عن الأمل في أن يُتوج هذا الإجتماع بتوصيات ستعمل الوزارة على تفعيلِها وفق مقاربة مبنية على التشاور، وأكّد كذلك على أن الفعل الثقافي يعد مسألة تهم المجتمع برمته وليس فقط الوزارة الوصية .
أما السيدة مليكة العاصمي، رئيسة مجلس حكيمات رابطة كاتبات المغرب، فأشارت الى إن هيأة الرابطة تتألف من رائدات في مجال الإبداع الأدبي استطعن أن يساهمن في الإشعاع الثقافي للمملكة . وأضافت إلى أن وضع مجلس الحكيمات يروم تحديد استراتيجية وآليات العمل حتى تتمكن رابطة كاتبات المغرب من الإستجابة لانتظارات الكاتبات المغربيات والتحضير الجيد لحدث مهم بالنسبة لكاتبات المغرب، والمتجلي في مؤتمرها الوطني الأول .
بينت السيدة رئيسة رابطة كاتبات المغرب عزيزة يحضيه عمر، في عرض بانورامي، مسيرة الرابطة بنجاحاتها وإكراهاتها، وأثنت على دور المرأة ومساهمتها في إطار الإنفتاح الذي يشهده المغرب، وأبرزت أهم المنجزات التي حققتها الرابطة منذ تأسيسها سنة 2012 . وأضافت، أن رابطة كاتبات المغرب تضم حاليا 5 آلاف عضوة و52 فرعا تغطي جميع التراب الوطني، فضلاً عن أكثر من 15 فرعا من مغربيات العالم، وبينتْ أن رابطة كاتبات المغرب سطّرت برنامجا طموحا يهدف إلى التنشيط الثقافي لفائدة مختلف الفئات وبمختلف الجهات والمساهمة في تغيير الصورة النمطية حول المرأة المغربية في وسائل الإعلام الأجنبية .
يأتي هذا اللقاء في إطار تفعيل مشروع الرابطة بآليات واستراتيجيات عمل جديدة وصياغة أسئلة ومواقف تعبرعن توجه الرابطة للإنخراط الفعّال في قضايا الكتابة والتعبير والأدب والإبداع والثقافة، في علاقة متوازية مع الانشغال بقضايا سياسية واجتماعية وتنموية .
يسعى المنظّمون من خلال هذا الحدث الثقافي إلى أن يكون له وقع كبير على رسم مسار 5 آلاف كاتبة همهن المشاركة في خلق إشعاع ثقافي يرُمنَ من خلاله المساهمة الفعلية في التأسيس لمسيرة إبداعية للمثقفة المغربية ثقافيا واجتماعيا وتربويا .
وقد استطاعت الفروع ال52 للرابطة خلق اشعاع ثقافي داخل المدن التي تتواجد فيها، باقتراح قضايا أدبية والإقتراب من مختلف أشكال التعبير الأدبي المغربي مثل الإهتمام بالأدب الأمازيغي والحساني .
تميز هذا الاجتماع، الذي شكل مناسبة للحوار وتبادل الرؤى والتفكير التفاعلي بين الكاتبات من أجل جعل رابطة كاتبات المغرب أفقا لكل كاتبة مغربية تحمل هم الكتابة والوطن، بتقديم عدد من العروض تناولت بالأساس مواضيع "الثقافة والارتقاء الإجتماعي " و"دور التراث الثقافي اللامادي في التنمية " و"دور فروع الرابطة لمغربيات العالم في مد جسور الإنتماء والمحافظة على الهوية الثقافية الوطنية" .
بعد الساعة الثامنة مساءً كان هنالك اجتماع مغلق لمجلس الحكيمات بحضور كل من الحكيمات : عائشة بلعربي، زهور كرام، بشرى تكرافست، خديجة بركات، خطيبة منديب، نعيمة فرح، ثريا الليهي، نجاة بناني، العاليا ماء العينين، أمينة إسحاق، لطيفة السليماني الغراس، ورئيسة المجلس ورئيسة الرابطة عزيزة يحضية عمر . ترأست عملية الاستضافة ورئاسة المجلس الأستاذة الشاعرة مليكة العاصمي وكان التسيير للدكتورة زهور كرام والتقرير للدكتورة بشرى تكرافست .
وافت المجلس الأستاذة خديجة أمتي كممثلة لرئيسات الفروع خارج المغرب لمداخلاتهن من فرنسا ( نجاة الكاضي- خديجة أمتي ومن كندا لطيفة حليم العلوي ومن مصر وإيطاليا والسنغال وسيراليون ) .
انصب الإهتمام على رفع الحيف الممنهج تربويا واجتماعيا وسياسيا عن المرأة بصفة عامة، وعن المرأة المبدعة بصفة خاصة، ومفهوم شعار الدورة : نحو حكامة ثقافية . واستراتيجية العمل مستقبلا وآلية العمل وتحضير المؤتمر الوطني وتمت مناقشة الإكراهات والإلحاح على تمثيل المرأة في كل المجالس العليا للمملكة المغربية، وتم رفع الملتمس الذي يحمل كل المطالب لتحقيق فعلي للدور التشاركي للمرأة المبدعة . كما تم تعديل القانون الداخلي للرابطة .
كُتب التقرير المفصل عن الدورة برئاسة الأستاذة عزيزة يحضيه والأستاذة مليكة العاصمي والأستاذة بشرى تاكرافست والأستاذة زهور كرام .
شرّف مجلس الحكيمات حضور السيد الدكتور وزير الثقافة محمد الأعرج مساءً بمتحف محمد السادس للماء، حيث عرضت عليه الأستاذة عزيزة مشروع الرابطة، وقامت كل من رئيسة المجلس الأستاذة مليكة العاصمي بإلقاء كلمة في الموضوع وكذلك الأستاذة والوزيرة السابقة عائشة بلعربي العلوي .
عزيزة يحضية عمر
* عزيزة يحضيه عمر شفواري هي إحدى مؤسسات "رابطة كاتبات المغرب"،
* إعلامية وأديبة .
* ولدت في مدينة طانطان في الصحراء المغربية .
* شغلت منصب رئيسة الشؤون الترابية لإقليم طانطان .
* لها عدة إصدرات شعرية، حصلت من خلالها على لقب "شاعرة الصحراء" لأنها أول من دخلت عوالم الطباعة والنشر في طنطان .
* درست الصحافة وامتهنتها .
* كان لها ولفترة طويلة عمود يومي في جريدة الميثاق الوطني تحت عنوان " ألوطن أولاً "
* عملت مراسلة للإذاعة المركزية ثم التلفزة إلى حين امتهانها كوظيفة .
* صدرت لها عدة دواوين شعرية اولها، صحراء ... حناء ... زعفران عام 1993م
رابطة كاتبات المغرب
* دخلت رابطة كاتبات المغرب سنتها السادسة بكل ثقة في مشروعها الثقافي، حيث بدأت عام 2012م من اجل حضور نوعي وفعّال للكاتبة المغربية .
* تم تأسيس رابطة كاتبات المغرب بتاريخ 23/07/2002 واعتبر التأسيس حقا حضاريا ودستوريا وثقافيا.
* للرابطة عدة فروع تغطي كل جهات المملكة المغربية، وبلغ عدد المنضويات تحتها 5000 مبدعة .
تترأس الرابطة الدكتورة عزيزة يحضيه عمر، وتتشكل من مجلس الحكيمات ورئيسات الجهات ورئيسات الفروع .
* في 22/09/2018 تمت أول دورة لمجلس الحكيمات تحت الرئاسة الفعّلية للأستاذة عزيزة يحضية عمر .
* للرابطة تمثيل في فرنسا وكندا ومصر والسينغال وسيراليون .