كوبيك مدينة السحر والثلوج

2008-03-01

تبعد مدينة quebec عن مدينة تورونتو مدة ساعة ونصف  بالطائرة وتعتبر من اجمل المدن  وهي مدينة تاريخية يتكلم اهلها الفرنسية، تم احتلالها من قبل البريطانيين ومازال اهلها محتفظين بهويتهم ولغتهم الفرنسية ...وتعتبر من المدن المهمة في اقليم كوبيك ويبلغ عدد سكانها 650 ألف نسمة ويعود تاريخها الى ( 1608 ) وتقع عند مدخل خليج سانت لورنس أكبر طريق مائي في أمريكا السكسونية .

 التقا//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/93d4171c-3ae5-435a-a5ee-2a3b718da15f.jpeg ء العمارتين

ومما يلفت النظر فيها، العمارات القديمة التي تتميز بمزج العمارتين الفرنسية والبريطانية والتي تبين تاثير  الاحتلال البريطاني على هذه المدينة الجميلة حيث اختفى ما كان يعرف باسم فرنسا الجديدة وتخلى الفرنسيون عن حقوق ملكية المنطقة للبريطانيين، ومع ذلك سمح لأهالي كويبك بالاحتفاظ باستقلالهم اللغوي والثقافي والديني.وكان البريطانيون يأملون بذلك ان يكسبوا ثقة وتأييد مواطني كويبك في الوقت الذي اندلعت فيه حرب الاستقلال الأميركية بالجنوب، ولم تلبث القوات الأميركية أن حاصرت إقليم كويبك.

واليوم يكفل الدستور الكندي هذا الازدواج اللغوي بين الإنجليزية والفرنسية، وما يدهش الزوار هو ذلك المزج المعتاد بين اللغتين خاصة عندما يتعامل أهالي كويبك مع السياح.وللتواصل مع الزوار الذين لا يعرفون الفرنسية فإن مواطني كويبك يحشدون كل معرفتهم باللغة الإنجليزية.

   كوبيك مدينة مسورة  تزينها ابراج  شاتو فرونتناك (Chateau Frontenac) . وحتى الانتصار البريطانى عام 1759  كانت كوبيك القديمة مركز فرنسا الجديد (New France) ، وهى اليوم مقر لتراث العالم . ومن ضمن الحوائط المقامة قصر ارميس (Armes) ، معهد لافال (Laval) اللاهوتى ، قلعة النجم اللامع (star-plan) مع مشاهد عظيمة من أبراجها ، والقصر الملكى القديم .ونشاهد أيضاً منازل العالم القديم والشوارع الضيقة المزدحمة فى مدينة لاور (Lower) . وأراضى ابراهام التاريخية المنبسطة ، حيث منحدرات جنرال وولف (General Wolfe) المندفعة .وتشتهر هذه المدينة  بأقدم مطاعم فرنسا فى العالم .

تتسم كويبك بالمناخ القاري حيث يسود الدفء في فصل الصيف المشمس ويبلغ متوسط درجة الحرارة 30 درجة مئوية أو أكثر في تموز (يوليو)، غير أن فصل الشتاء يكون قارس البرودة وطويل للغاية حيث تتساقط كميات كبيرة من الثلوج .وتتجمد شلالات مونتمورنسي التي تقع خارج المدينة بالتدريج خلال الشتاء، وعندما يحدث ذلك تظهر تكوينات جليدية غريبة الشكل، بينما يذوب الجليد في الصيف فيندفع الماء في تيارات وموجات. وتقع شلالات مونتمورنسي على ارتفاع 84 مترا فوق مستوى سطح البحر وهي أعلى من شلالات نياغرا. 

 اربع ما//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/3af617ec-bee7-4f5b-b099-21b33a269bcf.jpeg ئة سنة

في هذا العام تحتفل مدينة كويبك بعيد ميلادها الأربعمائة، وهذه المدينة التي تعد مركزا لأسلوب الحياة الفرنسية في كندا تسترجع أربعة قرون من التاريخ في الوقت الذي تؤكد فيه الشعور بالثقة الذاتية بالنسبة للحاضر.

وقد تحولت صوامع تخزين الغلال بالميناء التي يبلغ عرضها 600 متر وارتفاعها 40 مترا مسرحا للاحتفالات حيث استخدمت كشاشة لعرض احتفال للصوت والضوء من تصميم المخرج روبرت ليباج الذي جعل العرض فريدا من نوعه ولم يشهد العالم مثله من قبل.

وشهد ميدان المعركة التاريخي المعروف باسم " سهول ابراهام " جزءا من الاحتفالات، وكان يشكل جزءا من ساحة المعركة التي وقعت عام 1759 بين القوات الفرنسية والبريطانية والتي أسفرت عن انتصار البريطانيين، وأدت إلى إعادة رسم خريطة نمو وتطور قارة أميركا الشمالية.

وتبدو هيئة المسيو بوشار مألوفة هنا : فهو يرتدي قبعة وله لحية سوداء ويضع نظارات مستديرة وعلى وجهه ابتسامة واسعة. وباختصار فإنه يحمل شبها غريبا لأحد شخصيات كتب الأطفال السويدية، ومع ذلك فإن المسيو بوشار لا يعيش في السويد ولكن في بستان للكرم مساحته أربعة فدادين بالقرب من نهر سان لورانس.

ويقول بوشار وهو يشير بمقص كبير في يده إلى اتجاه الغرب حيث تتساقط أشعة الشمس الأخيرة على أبراج مدينة كويبك : " إن الطقس على جزيرتنا معتدل ومشمس والمدينة مولعة بالشراب ".

ويستمتع المواطنون الذين يقيمون في عاصمة كويبك التي تعد أكبر أقاليم كندا، بأسلوب الحياة الفرنسية التي يمارسونها، حيث يعبرون عن حب الشراب والطعام الجيد واللغة والثقافة الفرنسية بأكثر مما يبدو في أي مكان آخر بكندا.

وبمجرد أن ت//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/fba85a9d-a636-42c7-95a6-98c465a55d6d.jpeg خطو داخل مقهى سان مالو في شارع سان بول ستشعر كأنك وصلت إلى مدينة بريتاني الفرنسية، وستجد العاملين بالمقهى يقدمون في الصباح وهم يرتدون مرايل طويلة أصنافا فرنسية لذيذة مثل الكرواسون والقهوة بالحليب.وفي المساء تقدم ثلاثة أنواع من الأطباق الرئيسية مع الشراب مثلما هو الحال في مقاهي مركز المدينة الفرنسية القديمة.

وأكثر الزوار الذين يبدون سعادة لهذا المنظر هم القادمون من الولايات المتحدة، ليس فقط بسبب جو البهجة بالحانات، ولكن أيضا بسبب منظر وسط مدينة كوييك التاريخي بجدرانه العريقة التي لم تتأثر بمرور الزمن وأزقته التي تفوح بالرومانسية. ويقال إن العديد من الأمريكيين الذين لا يجدون وقتا لزيارة أوروبا يحبون القدوم إلى كويبك لقضاء عطلة نهاية الأسبوع لمجرد تذوق طعم "الحياة الأوروبية ".

وإذا رجعناأربعة قرون إلى الوراء لوجدنا أن كويبك التي تعد أقدم منطقة حضرية وتجارية في أميركا الشمالية كان يسكنها أساسا العمال وصناع معاطف الفرو والجنود وجميع أنواع الشرائح الدنيا في المجتمع.والآن نجد أن الميدان بوسط المدينة مزدحم بالحواة وعازفي الموسيقى بالشوارع والسياح وأبناء المدينة الذين يتجولون بالمكان بعد يوم حافل بالعمل.

 فن//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c5c59d01-64a2-4799-83a5-a51c71daed7b.jpegدق جليدي

يعتبر الفندق الثلجي الذي شيد عام 2000 في مدينة كويبك اول فندق مبني كليا من الثلج والجليد في شمال امريكا وفي هذه الفندق بالاضافة الى الغرف سينما، بار، مواقد تدفئة وحمامات مُدفأة، قاعات لعرض المنحوتات  الثلجيةوقاعة تقام فيها مراسيم الزواج عادة

يختلف تصميم الفندق الثلجي من عام الى عام، يحتاج لبنائه 12.000 طن من الثلج و350 طن من الجليد، يتراوح ثخن الجدران 120 سم وبعلو 16-18 قدم، اما درجات الحرارة داخله   5 درجة مئوية تقريباً

 تستغرق فترة بنائه خمس اسابيع ويفتتح في شهر كانون الثاني لغاية الاسبوع الاول من نيسان

يتم تشييد الفندق بأستخدام هياكل معدنية يُعبأ عليها الثلج ويُترك عدة ايام ليتصلب ثم يتم التخلص من الهياكل

لقد مرت كوبيك بعدة فترات من التطورفالفترة الأولى ( 1608 - 1763 ) كانت وظيفتها الأساسية بمثابة قلعة فرنسية استخدمها الفرنسيون كنطقة أساسية لربط لويزبيج على الساحل الأطلنطي مع فرونتاك ونياجرا في الداخل. اماالفترة الثانية ( 1763 - 1871 ) فقد تحولت إلى مدينة تجارية وميناء حيث كانت أكبر مركز تجاري لشرق كندا كما نمى عدد سكانها حيث أستقبلت المنطقة في الفترة من 1826 - 1865 حوالي مليون مهاجر فرنسي.والفترة الثالثة 1871 وحتى الآن وتمثل مرحلة الأنكماش التجاري النسبي وظهور الصناعة ونموها كحرفة أساسية وقد حدث هذا الأنكماش التجاري النسبي من خلال تطور أهمية مدينة مونتريال كميناء محيطي رئيسي .

ظلت كويبك تلعب دوراً مهماً في مجال التجارة، في منتجات معينة وهي الأخشاب والأدوية ونشطت مع هذه التجارة صناعة السفن حيث كونت أصطول تجاري لنقل منتجات كندا عبر المحيط .

ومن الصناعات المهمة بالإضافة إلى صناعة السفن الخشبية، هنالك صتاعة دبغ الجلود وصناعة المنسوجات وصناعة الورق ..

ومن مميزات هذه المدينة الأخرى :

1-لديها أحطياطي غابي كبير وأشجارها أنسب أشجار لصناعة الورق.
2-تمتلك القوى المحركة الكافية والرخيصة .
3-تقع على طريق مائي يساعدها في الاستيراد والتصدير.
4-تملك وسائل نقل سهلة مع أمريكا وبريطانيا وهما أهم الاسواق لكندا .

 

 

 

 

 

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved