كازا .. حين يحرقني شوقي

2008-09-21

(1)//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/4e89eeea-8fa4-46ee-b2f0-1310d4c65d16.jpeg
كازا .. حين يحرقني شوقي
أنحاز للسؤال ..
أدثر القلب بالتراب
و ماء الحياة .
(2)
أركض ..
ووحدي ، تسبقني الأزقة .. الشوارع ..
الممرات الضيقة ..
ووجوه الباعة المفروشة
على أرصفة الحلم .
أركض ..
وهذي المدينة
-عروس ملطخة بالتراب .. الغبار-
غسلتني بماء بكارتها
حين اغتصب جلادوها
صمت ليلي
ذات افطار .
لم تحرقني أي مدينة
كما احرقتني مدينتي
ساعة أودعت قلبي شوارعها
ووشمت على جبيني
أني و الضياع
وجهان في دهاليز الانتظار .
(3)
كازا ، لسوق الحافرين
خطوي من مطلع الحي الموشوم بفتوحات طفولتي
إلى مربط الجزارين..
و حكايات أبا المراكشي
في حلقته المسائية ..
ها كل الليالي
تهاوت على رأسي
و كراسي مقاهي الساحة
تتراقص بالعابرين
و باعة السجائر
و الوجوه الملوحة بأياديها
كلما تقيأت الحافلات أجساد العائدين
من تعب الضواحي المنسية .

(4)
أركض ..
ووحدي ، تقرؤني المدينة
سلامها الأحياء
التي كانت لي ملجأ
وتقاطعا مع الذات
في حزني
في فرحي
في ساعة الانتشاء ..
(5)
تشدني على مرأى عين الذئاب
نوارس وشمت وجوههن للرقص
على حافة الشاطئ
المستباحة رماله
من هروب الومض
إلى مطلع البياض،
تزفني قصيدا
أحرفه تحرق القلب
و ترمي بانتسابي للبحر
للغياب.
(6)
كازا ..
هي وجهي المنتصبة عيناه
في خلوة الحزن
و ركضي في اتجاه السراب
لم يبق لي فيها
غير دوراني الملتوية خطاه
و بضع أشعار ضاعت مني أختامها
ذات شتاء.


محمد منير / المغرب
يناير 2009

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved