كازيمودو " السفير" وجُـمُـعات الغضبِ الساطع

2012-10-02

كازيمودو " السفير الثقافي " ( الأحدب الفرنساويّ ، لا الشاعر الإيطاليّ ) ، عباس بيضون ، يُجَيِّشُ كل جمعة ،
شأنَ متظاهري حمص ، قزماً لمهاجمتي !
كازيمودو ، أعني عباس بيضون ، بدأ الأمرَ منذ سنين ، حين اختار الوقوفَ ضدي ، على صفحات " السفير " مدافعاً
عن فخري كريم ، القوميسار الثقافي للاحتلال ، ومُعْلناً وهو يزور كردستان بدعوةٍ من القوميسار نفسه :
أنا في أرضٍ حرةٍ !
( مذّاكَ قاطعتُ " السفير " )
لا عليه ...
من حقِّه أن يتلقّى العونَ ممّن يشاء .
لكنّ ما أثارَ انتباهي هو إصرارُهُ .
يا أخي
أنت تعرفُ أنهم يريدون احتلال دمشق كما احتلّوا بغداد وطرابلس وتونس ، بل القاهرة .
أنت الفهيم في السياسةِ ، منذ كنتَ في تنظيم بعثيّ ، عبر " منظمة العمل الشيوعيّ " هل أمسيتَ أعمى ؟
أم هو المال؟
تتذكر في الحصار ، أننا كنا نلتقي في " أوتيل كافالييه " الذي يملكه وليد جنبلاط ، حيث يحبّ أحياناً
أن يمزج الكوكتيل . تتذكر ذلك جيداً . لكنك حين اشتدّت الأمور ُ ذهبتَ إلى منطقة الاحتلال الاسرائيلي.
نحن صمدنا في بيروت ، نصدرُ " النداء " بينما المدفعية الإسرائيليةُ تتقدم . تطوّعْنا في " السفير " مع بلال الحسن
حين هرب سعد الله ونّوس ...
أنت الآن تستخدم ديمة ونّوس !
عيبٌ ...
لكنّ لي ذاكرةً :
أنت كازيمودو ، حقّاً .
أتذكّرُ حين يأتي محمود درويش ليقيم أمسيةً ، كيف كنتَ ( وأنت القزم المشوّه ) تتقدّمُ مجموعةً من الأقزام
لتحتلّوا الصفّ الأماميّ في القاعة ، وتشوّشوا على محمود وهو يقرأ ، هازئين ، متضاحكين .
كان المشهدُ مضحكاً :
قزمٌ يتقدمُ أقزاماً ليشوِّشوا على عملاق
( أسفار جولِـفَـر )
*
الآن ، تأتيني بمن يشتمني ، مدافعاً عن برهان غليون ( أبي رُغال السوريّ ) . تاتيني بعيسى مخلوف القزمِ المثيل !
( لماذا تحبّ الأقزامَ ؟ )
ألأنهم قومُكَ ؟
عيبٌ والله .
والآن
اقولُ لعيسى مخلوف :
يا عيسى
أنت في أفضل أحوالك ، خادمٌ لنسوةٍ ثريّاتٍ من الخليج ، دليلٌ لهنّ ، ومؤتمَنٌ على أسرارهنّ التافهة في الديار الغريبة .
أنت بوقٌ لا يسمعه أحدٌ .
لن تكون شاعراً ، شأنك شأن عباس بيضون .
اخرسْ
وتابِعْ عملكَ خادماً لثريّات الخليج التافهات !
وبوقاً لن يسمعه أحد.

لندن 24.12.2011

 

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved