مبعوث البصرة : عبد الوهاب باشا آل قرطاس بشهادة الأديبة مي زيادة
في الصفحة 155 من كتاب الروائي واسيني الأعرج ، نقلا ً عن مخطوطة مي زيادة ( ليالي العصفورية )، في ليلة 24 نيسان 1913، جرى تكريم الأديب خليل مطران من قبل الخديوي عباس حلمي، وفي هذا التكريم الكبير، حضرت شخصيات عربية مرموقة آنذك وبشهادة الأديبة مي زيادة ( كان حفلاً كبيراً، أرى اللحظة كل تفاصيله ووجوهه . وزير المعارف، حشمت باشا، والعالم اللغوي الكبير توفيق رفعت وعبد الوهاب باشا آل قرطاس، مبعوث البصرة، وعلي صادق، وكيل محافظة القاهرة، وإدريس بك راغب، السياسي الكبير، ونعوم بك شقير، مدير قلم التاريخ في حكومة السودان، كان الحفل حدثا.../ ص155- من مخطوطة مي زيادة، ليالي العصفورية- ط1- 2018- طبعة خاصة ب دار أجيال للنشر والتوزيع- القاهرة ) مايهمني في هذا المقتبس هو ما يشعرني بالفخر لمكانة مدينتي البصرة آنذاك،، فثمة دعوة موجهة لمدينتي البصرة من خلال أحد أشرافها، عبد الوهاب باشا آل قرطاس للحضور في تكريم على مستوى رفيع لأديب عربي هو خليل مطران.. وحين بحثتُ في ( ويكيبيديا ) حصلتُ على المعلومة التالية :
( مسجد القرطاس ،،البصرة،، ) مسجد القرطاس من مساجد العراق الأثرية التي بنيت في عهد الدولة العثمانية في قضاء الزبير في محافظة البصرة، قرب مرقد وجامع الزبير بن العوام، وبناه وشيده الشيخ عيسى بن راشد القرطاس،، في عام 1882 ويقال شيده ُ الحاج عيسى بن عبد الوهاب باشا بن أحمد القرطاس في 1887 وألحق به مبنى مدرسة لتعليم الأولاد، ولقد تم ترميمه مرات عديدة من قبل عائلة القرطاس، وآخر ترميم له كان في 1970 من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.. ) أنتهى الكلام المقبوس من ويكيبيديا.. في كتابه ( مسميات البصرة من القرن الأول الهجري الى نهاية القرن الرابع عشر / دار تموز/ دمشق/ 2015 ) في نسخة ورقية مهداة لي من المؤرخ البصري عبدالله رمضان آل عيادة الرفاعي، في الفصل السادس ( تسميات البلدات الغربية/ الزبير ) يذكر المؤرخ ( جامع العيسى،عيسى قرطاس/ ص151 ) ونفس المؤرخ آل عيادة الرفاعي في مجلده المكون من جزئين، ( تراث البصرة ) يرى : ( ..أما عائلة الحاج عيسى القرطاس وفي عام 1889مقابل مسجد الزبير بنوا جامعا وسمي باسمهم/ ص329/ دار تموز – 2014 – دمشق ) الأستاذ حسن زبون في مجلده ( أيام الزبير وذكريات الزمن الجميل ) يرد ذكر القرطاس، في حديثه عن عمارة ( الميبّب في الزبير ) والميبّب كلفظة تشتغل على إزاحة للفظة الأم وهي المقبب ( جاء في القاموس قبّب البيت أي أقام فوقه قبة ) وما يطلق عليه في الزبير الميبّب .. فمن خلال رؤية لصوره الفوتوغرافية، أقول هو نفس المعمار الهندسي الذي يطلق عليه ( الطاق ) في العشار : مركزمدينة البصرة، وكان ثمة طاق في مدخل سوق المغايز في بداية ستينات القرن الماضي . لكن الطاق ممر في طريق عام، أما الميبّب فهو أشبه بغرفة استراحة خارج البيت بين بيتين بينهما صلة عائلية ( الميبّب بناء ذو سقف مقوس الواجهتين يتوسط الزقاق ويربط بين دارين متقابلتين تعودان للعائلة نفسها، أو تربطهما قرابة، وطوله خمسة أمتار يستظل تحته الكبار والصغار صيفا ويحتمون به من المطر شتاءً، ويمارس الصغار العابهم تحته، ويبنى فوق الميبّب بناء ذو سقف تجتمع فيه النسوة للتسامر وقضاء الوقت ويسمى ( مصباح )../ ص44- حسن العنزي ) وكان لبيت القرطاس ( ميبّب القرطاس ) : ( ويقع في محلة الكوت ويربط دور القرطاس../50 ) .
(*)
البصرة في 24 نيسان 1913 أي قبل قرن وخمس سنوات..أكرر البصرة العظمى .
البصرة وحدها بمبعوثها عبد الوهاب باشا آل قرطاس ورد ذكرها في مخطوطة الأديبة الكبيرة مي زيادة .. البصرة آنذاك جسدت أجمل تمثيل لعراق عظيم في محفل ثقافي عربي كبير ..