لِمَنْ أؤَدِّي الحكايا
والعتابُ ... لِمَنْ ؟
ما كنتَ لي وطناً
والآنَ ... أنتَ لِمَنْ ؟
*
يأتي الجنودُ، إلى طُوبَى، وقد وشَموا صُلْبانَهم، في العيونِ
الأرضُ هامدةٌ ،
والعشبُ رملٌ
وما تسفو الرياحُ دمٌ ...
كأنّ خولةَ لم تملأْ مواكبُها ديارَ بَكْرٍ، ولم تُكرِمْ ولم تهَبِ
كأنّ أرضَ العراقِ العارُ في العرَبِ !
*
لِمَنْ أؤَدِّي الحكايا
والعتابُ ... لِمَنْ ؟
ما كنتَ لي وطناً
والآنَ ... أنتَ لِمَنْ ؟
*
أقولُ : ما كانت الأيّامُ مُنْذِرةً بما لقِينا
وما نَلْقى
وما سنرى ...
لكننا قد أردْنا ما يُرادُ بنا؛
بل استرحْنا إلى الصُّلْبانِ نافرةً عند الزنادِ
وهيّأْنا منازلَنا
مع النساءِ اللواتي كُنَّ منزلَنا ...
*
لِمَنْ أؤَدِّي الحكايا
والعتابُ ... لِمَنْ ؟
ما كنتَ لي وطناً
والآنَ ... أنتَ لِمَنْ ؟
*
ستنتهي المائةُ الأولى ...
وسوف نرى أنهارَنا كالأخاديدِ؛
الترابُ على جباهنا
والغرابُ الطيرُ ...
هل طللٌ يُطِلُّ في البُعْدِ ؟
لا ...
حتى الذي قد حسِبْناهُ، عراقاً، غاب ...
*
لِمَنْ أؤَدِّي الحكايا
والعتابُ ... لِمَنْ ؟
ما كنتَ لي وطناً
والآنَ ... أنتَ لِمَنْ ؟
لندن 11.11.2014