علــى البســيط

2009-03-17

آخر ثلاث قصائد للشاعر الكبير سعدي يوسف

مَـهْـووسٌ

 

أظلُّ مندفعاً دوماً ،
أدوسُ على مُعَجِّلِ السرعةِ القصوى
وأتركهُ على أديــمِ الحديدِ الجهْمِ ينطبقُ
فوقي سحابةُ مِدرارٍ تُظَـلِّـلُـني
وفي المدى الخافقانِ : الريحُ والورَقُ.
ما أضيقَ العيشَ !
لو كان المدى بِـيَدي
لكنتُ سِــرتُ إلى ما ليسَ يُختَرَقُ .


لندن 23.06.2009

 

 


الــنَّــذيــرُ

 

 

تظلُّ تحفرُ في الساعاتِ ، رُبّـتَــما أصبْتَ في غفلةٍ منهنَّ واحدةً
أو اثنتَينِ ، ومَن يدري ... لعلّكَ في ما لا تريدُ ترى ما المعدِنُ الذهبُ
أنت الـمُُكَـلَّفُ بالبلوى : ترى شَـبَــهاً في ما يُرى ذهباً . أنتَ
الأمينُ على الوردِ ، الأمينُ على ما يجعلُ الكونَ ورداً .حيثما اتّجهتْ
خُطاكَ صرتَ طريقاً .حِــرْفةٌ عجَبٌ.والآنَ في صُبحِكَ العــالي
ألستَ ترى أنّ الضحى آفلٌ كالليلِ ؟ أنّ سياجاً في الحديقةِ لا يكفي
ليدفعَ عنكَ الـنَّـسْـرَ . أنتَ ، وإنْ أقمتَ في الوهْدِ صارَ الوهـدُ
رابيةً وقلعةً .
لا تَهِــنْ
واقْرَعْ مع الفجرِ صنجاً أنتَ تَذْخَرُهُ
كي توقظَ الـنُّـسْـغَ في ما ماؤهُ خشَبُ ...

 

لندن
23.06.2009

 

طُــهْــرٌ

لِـ " كستناءِ الحصانِ " اشتقتُ في سفري
لا نخلةُ اللهِ شاقتْني ولا الأثَلُ
و لا ذوائبُ لبلابٍ
ولا سمكٌ يُلاعبُ الماءَ ...
قالوا : ثَمَّ فاختةٌ تأوي إليكَ مساءً !
قلتُ : مُنتبَذي مأوى العذارى ذواتِ الريشِ ؛
لا امرأةٌ قد آنسَتْني
و لا ليلى تُرَطِّبُ لي مَتْنَ الفِراشِ
فلا نُعْمى
ولا قُبَلُ ...
كأنّ قُطْنَ فراشي حين ألمُسُــهُ
سجّادةٌ بالبياضِ المحضِ تحتفلُ .

لندن 19.05.2005

 

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved