حملت أوراقك وغادرت
يا شهيد العلم والفكر
همك الأول كان الوطن
ومحنة المثقف
وثورة الفقراء
والكادحين
اغتالوك أعداء الثقافة
والنور
بعد أن اغتالوا رفيق دربك
حسين مروة
ليحجبوا عنا
أفكار التقدم والتحرر
لكن فشروا
يكفيك شرفًا وفخرًا
انك امتطيت
صهوة الرفض والمقاومة
والسباحة ضد التيار
وانك رمز وعلم نقدي
تنويري
تلملم شتات العرب
وذاكرة المتعبين على الأرصفة
والشوارع
وتصرخ بوجه قوى الجهل
والتخلف
والسلاطين
وحكام الذل
وامة النفط
يا كاشف عوراتهم
واقنعتهم المزيفة:
أنا القرمطي وانتم اعدائي
لا انتمي لكم
وبريء منكم
أنا القرمطي وكل البلاد
بلادي وأوطاني
قم يا مهدي العلم
لتحاصر الردة الهائجة
بيراعك
وعقلك
ووعيك الثاقب
وابصق على كل المزيفين
وانصاف المثقفين
وادعياء الفكر
الذين سقطوا في بحر
الهزيمة
ووقفوا مع الجلاد
فانت ما زلت وستبقى
صوت الفقراء
والمهمشين
وصوت الأنقياء
الصادقين
أنت لم تمت
وانما تجوب الأوطان
بين القصور
وغانيات الأمراء
ترتشف نكهة العرق
المتصبب نحو السفن
وييروت أم المدن
وعاصمة الحب
التي شيعتك شهيدًا
ما زالت وستبقى
على العهد
تحمي تراثك
وتصون ارثك
وتستحضر ذكراك
( مهدي عامل او حسين حمدان، هو مفكر وشاعر وناشط سياسي واكاديمي ماركسي لبناني، مات مقتولًا على ايدي الجماعات الاسلامية المتطرفة في ايار العام ١٩٨٧، وله العديد من الأبحاث في الفلسفة والفكر السياسي ) .