(( لعنة هابيل )) والمآسي المتلاحقة في العراق

2015-10-25
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/d7ee1bde-80fe-4547-a123-e098d361ca44.jpeg
 إن ما نعيشه اليوم من مِحن وفواجع ونكبات مُتتاليه، قد يدعونا لأن نعود لنتعامل مع الغيبيات، من أجل أن نجد تبريراً يريحنا ولتفسير ما يجري على بلادنا .. فإذا افترضنا جدلاً بأن أبانا (آدم) كان قد خُلِقَ حقاً حقاً من أديم بلاد الرافدين .. وإن إبنه (قابيل)، كان قد فَعَلَ فعلَته الشنيعة، حين قتل أخاه (هابيل). وبذلك يُمكن أن تكون قد حَلّتْ النقمة وتابعتنا اللعنة، حتى يومنا هذا. وفي هذه المقالة أود أن أُذكّر بتواريخ بعض من الكوارث التي حلّت ببلادنا في عهود قديمة .. وسوف أتجاهل ذكر أو تعداد ما جرى أو يجري من مآسي على أرضنا في القرنين الماضي والحاضر.
والكوارث حسبما نعلم بأنها أحداث غير متوقعة تؤدي لخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات أو كليهما معاً. والكوارث عادةً ما تكون مفاجئة وخارج السيطرة وتهدد الحياة كما يُمكن إضافة أنها حدث يفوق التصور البشري والتجربة البشرية. تتنوع الكوارث والهزّات الأرضية وثوران البراكين وسقوط النيازك والجفاف والأعاصير، ويُمكن أن نُطلق على هذا النوع (الكوارث الطبيعية). وهناك نوع آخر من الكوارث تعود في أسبابها لأنشطة أو أخطاء بشرية مثل الإشعاعات والحرائق وحوادث الطيران والطرق وتلوث البيئة والحروب وغيرها . للكارثة تأثير مباغت يضع الإنسان في حالة من الضعف وفقدان القدرة على التصرف لفترة معينة أو التصرف بشكل عفوي، كما يمكن أن تشل قدرة الإنسان على التصرف، وتضعه في حالة من الاعتماد الكلي على الغير، من ناحية أخرى يمكن أن تؤدي بالإنسان إلى فقدان التفكير السليم.
ومن ابرز الآثار المباشرة للكارثة هي الآثار العاطفية ومنها على سبيل المثال الصدمة العاطفية المفاجئة التي تؤثر على الذاكرة، وتخدر الأحاسيس الممزوجة بالخوف من الموت، والإحساس بالرعب المُطبق من ناحية والشعور بالعزلة والعجز وانعدام الحصانة من ناحية أخرى. كل هذه الأحاسيس تأتي بنفس سرعة الكارثة وتمتزج الحيرة فيها بالاضطراب والفزع والإحساس بفقدان الأمن. كما تُحدث نتائج الكوارث أيضاً الأحاسيس الجارفة بالإرباك والرعب والغضب وفقدان القدرة على الإحساس بالمكان والزمان وفقدان التركيز، واضطراب في النوم وازدياد حدة اليقظة والاحتراس لدى الإنسان. كما أن من نتائجها سيطرة الأفكار السلبية وهيمنة سيناريو الكارثة على الوعي الإنساني إلى درجة الاعتقاد بأن العالم غير أمن وغير عادل ومن الصعب توقع أي شيء فيه. أما آثارها الجسدية فتشمل الصداع العنيف وخوار القوى وخلل في عمل وظائف الجسم، واضطرابات معوية وأعراض الحساسية وغيرها، كما تترك الكوارث أعراضاً مزمنة لدى من تعرضوا لها مثل ثورة الغضب المفاجئة والقلق المستمر والكآبة والأرق والميل للانتحار.
والآن أود أن أُشير إلى أهم الكوارث التي مرت على العراق:-
‌أ. كوارث القحط والطاعون والمجاعة:-
1. سنة 64 ه: طاعون جارف بالبصرة وسريانه إلى بلاد الشام.
2. سنة 68 ه: طاعون جارف بالبصرة إمتد إلى سنة 80ه.
3. سنة 86 ه: طاعون جارف بالشام و العراق.
4. سنة 115 ه: طاعون بالشام و العراق.
5. سنة 130 ه: طاعون بالبصرة.
6. سنة 167 ه: وباء في بغداد والبصرة.
7. سنة 222 ه: طاعون جارف بالبصرة.
8. سنة 249 ه: طاعون عظيم في العراق.
9. سنة 307 ه: قحط ومجاعة في العراق.
10. سنة 311 ه: قحط في العراق بسبب غارات الجراد وإتلافه المحصول والثمار.
11. سنة 324 ه: قحط وغلاء ووباء في العراق إمتد إلى أصفهان وهلاك كثير من الناس.
12. سنة 329 ه: مجاعة في بغداد أهلكت كثيراً من الناس.
13. سنة 331 ه: قحط وغلاء في بغداد وقد إمتد القحط أربع سنوات حتى سنة (334ه) وأكل الناس الميتة وبيع العقار بالرغيف.
14. سنة 342 ه: قحط في العراق والشام بسبب غزو الجراد وإتلافه المحاصيل.
15. سنة 344 ه: إنتشار الوباء في بغداد وواسط (الأهوار) بسبب القحط وإتلاف المحاصيل بسبب غزو الجراد.
16. سنة 346 ه: قحط ومجاعة وغلاء في بغداد.
17. سنة 348 ه: الجراد يُتلف المحاصيل في العراق وإنتشار المجاعة.
18. سنة 378 ه: وباء في البصرة والبطائح واشتداد الحر وهلاك كثير من الناس.
19. سنة 411 ه: قحط في العراق وغلاء ومجاعة حتى أكل الناس الكلاب والحمير.
20. سنة 423 ه: طاعون جارف امتد من الهند إلى بلاد فارس والعراق أفنى خلقاً كثيراً . 
21. سنة 425 ه: انتشار وباء (الخوانيق( في العراق والشام حتى كانت الدار تسدّ على أهلها بعد موتهم. 
22. غلاء ومجاعة في العراق.
23. مجاعة ووباء في العراق والشام والحجاز.
24. غلاء شديد في العراق وأكل الناس الميتة.
25. وباء عظيم في العراق والجزيرة أودى بحياة كثير من الناس.
26. قحط وغلاء في العراق وموت كثير من الضعفاء والفقراء.

‌ب. الزلازل والفيضانات:
1. سنة 206 ه: المد يُغرق سواد الكوفة ويتلف المحاصيل الزراعية.
2. سنة 245 ه: زلازل تعم الشام ومصر والعراق والجزيرة وتهدم أنطاكيا وتصدع قلاع الثغور.
3. سنة 288 ه: زلازل بالبصرة مع رياح شديدة اقتلعت عامة نخلها وأعقبها مجاعة وموت.
4. سنة 332 ه: أمطار كثيرة وسيول في بغداد هدمت كثيراً من المنازل.
5. سنة 337 ه: فيضان نهر دجلة وهدمه كثيراً من المنازل وهلاك خلق كثير.
6. سنة 345 ه: زلازل تتابعت في العراق والجبل دامت أربعين يوماً أهلكت خلقاً كثيراً.
7. سنة 367 ه: فيضان في بغداد خرب بيوتاً كثيرة وهرب الناس بالمراكب.
8. سنة 376 ه: زلزال شديد بالموصل.
9. سنة 450 ه: زلزال بالعراق إمتد إلى الموصل وهمدان.
10. سنة 466 ه: فيضان نهر دجلة وإغراق بغداد بالفيضان وهلاك الأنفس والحيوان وإنهدام آلاف الدور.
11. سنة 479 ه: زلازل هائلة بالعراق والجزيرة والشام وخراب كثير من المدن والقرى.
12. سنة 507 ه: زلازل في شمال بلاد الشام والعراق أدت إلى تصدع أسوار القلاع والحصون.
13. سنة 511 ه: زلزال بالعراق وخراسان.
14. سنة 516 ه: فيضان نهر الفرات وخراب كثير من البيوت.
15. سنة 550 ه: زلزال بالعراق  وما جاوره من البلاد.
16. سنة 554 ه: إزدياد المد في نهر دجلة وغرق بغداد.
17. سنة 565 ه: زلازل متتابعة في الشام امتدت إلى الجزيرة والعراق كان من أثرها انهدام قلعة بعلبك وأسوارها وانهدام أسوار حلب وجوامعها.
18. سنة 569 ه: أمطار في الجزيرة والموصل دامت أربعين يوماً زادت في مياه نهر دجلة زيادة عظيمة وخربت كثيراً من الدور في بغداد. وقع في بغداد (بَرَدْ) لم يُشاهد مثله قتل جماعة من الناس.

‌ج. الحرائق:-
1. سنة 450 ه: حريق في بغداد شمل الكرخ وبين السورين واحتراق المكتبة التي أنشأها الوزير سابور بن اردشير سنة (383ه) وفيها عشؤة آلاف المجلدات.
ولانزال ندعو الله أن يرفع الغُمّة عن هذه الأمة

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved