المرأة أولاً..
بلقيس خالد..
مفتتح جلسة ( العنف الأجتماعي والثقافي ضد المرأة ) محاضرة الدكتور ساجد الشرقي، تقديم : مقداد مسعود . في مبنى اتحاد أدباء البصرة – 3/ 5/ 2017
حاضرة ٌ هي في زمانِنا والمكان : تُنير وتستنير،
نصيبُها مِن الظلمِ والظلام يتزايد..
لكنها لا تتذمر.. ولا ترفعْ مظلمة ً
تشعلُ أصابع كفيها وتتقدم نحو نهار ٍ يتباركُ بصدق قدميها
حضورها.. حضورات.. تنبجسُ منها الأمواه والأنوار..
كلَ قوةِ الأشياء فيها ومنِها
ولها سجايا ذلك الضعف الجميل ..
يرجمونها ، فتتصدى لهم بدعاء الأمهات..
..يكورون قبضاتهم في وجهها
.. تبسط كفيها ليروا وجوههم..
مناقبها لا تعد ولا تحصى، كل سوءٍ منهم، تسميه حدَث َ سهوا
إذن ..لماذا حضورها الثقافي يستفز مشاعر بعضهم ؟
فيشِهرُ شتيمته أو يتنابز.. ؟
لماذا يروَنها حسب تصوراتهم ؟!
ثقافيا : المرأة السالكة طريق الثقافة : ترُيد المشاركة في كتابة الحياة وأحلام سواها من النساء وهذه المرأة العراقية – البصرية – تكتب بوعي ٍ أخلاقي ٍ ملتزمٍ بالنسقِ المتعارف عليه اجتماعيا تسهم بالسرد والشعر والفرشاة والموسيقى ،
تكتبُ المقاتل البطل فترى الوطنَ عاليا ..
وتقتنصُ الفراغات الموحشة في الحياة لتقوّم اعوجاجا حسب طاقتِها..
لماذا يتناسى الرجل كل طاقات المرأة الثقافية ويؤول نصهَا حسب مخيلتهِ؟!
.....................
لكن هناك جانب آخر يضيء هذا المكان : أعني المثقفين المعاضدين دائما لنشاطاتنا ..
وفي أمسيتنا الثقافية هذه، يسطع الدليل، حيث يلقي الأستاذ الفاضل الدكتور ساجد الشرقي محاضرة يناصر فيها دور المرأة المثقفة البصرية..
العلاقة بين البيئة الثقافية وادوار المرأة
د. ساجد الشرقي
اولا-
-1856 خرجت الاف النساء للاحتجاج في شوارع نيويورك احتجاج على الظروف اللاإنسانية، لإجبارهن على العمل بظروف قاسية . النتيجة ( استطاعت في دفع المسؤولين من السياسيين الى طرح مشكلتها على جدول اعمال السياسيين لمناقشتها ) .
1908 عادت الاف من العاملات تطالب بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الاطفال ومنح النساء حق الاقتراع . النتيجة شكلت المظاهرات بداية لتشكيل حركة نسوية تطالب يالحقوق السياسية والثقافية وعلى راسها الانتخابات . وانتزع الاعتراف بيوم لها تخليدا لدورها .
1909 بدأ الاحتفال بالفعل بهذا اليوم وتمت تخصيص هذا اليوم كيوم احتفال بالمرأة على الصعيد العالمي .
.
- 1932 خصص الاتحاد السوفيتي عطلة تتميز بفعاليات رسمية تؤكد على تحرير المراة والتعامل معها كمواطنة من الدرجة الاولى، وخصص ملصق لهذا الشأن يقول 8 اذار هو ثورة النساء العاملات ضد عبودية المطبخ، ويسقط الاضطهاد وضيق الافق في العمل المنزلي .
- 1945 عقد اول مؤتمرللمراة بباريس للاتحاد النسائي العالمي، وعلى اثره اعترفت الدول بهذا اليوم ( كالصين كوبا روسيا والعديد من دول اوربا والعالم )
- الامم المتحدة اعترفت وتبنت هذا اليوم في 1977، واصدرت قرار يدعو دول العالم الى اعتماد يوم 8 اذار، وتحول الى رمز لنضال المرأة عبر العالم .
اين المرأة من هذا التاريخ ؟ ولماذا تراجع دورها ؟ وكيف نفسر العنف الثقافي والاجتماعي ضدها ؟
- الثابت ان الجميع يريد انصاف المرأة .
في كل مؤتمر نجد هناك توصيات تدعو الى تحرير المرأة، انصاف المرأة، رفع الظلم عنها .... السؤال من يظلم المرأة ؟ ومن ماذا نحررها ؟
هل عنف السلطة ؟ ام المعتقدات والاعراف التي تعتبر ان القوانين والمعاهدات الدولية تخرق النسيج الاجتماعي ؟ او ان المرأة ذاتها تشكل عاملا مساهما في تكريس هذا الانتهاك بحقوقها ؟
اولا – السلطة تمارس العنف من خلال - سياسة الاستحواذ، وحكم الافراد قائم على وسائل العنف المتذرع بكونه مشروع ( قانونا ) و( شرعا )
.
ثانيا - هناك قوتان للسلطة 1- السلطة الرسمية التي تمتلك سلاح القوة المشروعة 2- السلطة الفعلية اي القوة الحقيقية التي تسيير الحياة العامة، وعليه فان جميع النشاطات التي تدور حول السلطة تأخذ طابع الصراع بأشكاله، وقضية المرأة من اهم تلك الصراعات كونه يمزج بين الثقافة والتراث والعادات والتقاليد والحداثة .
. ما المطلوب من المرأة كي تنهض بدورها الطبيعي وفق تاريخها ؟
اولا - التشخيص
1- تعتبر المرأة ( ذاتها ) سببا للعنف الثقافي والاجتماعي أحيانا لتقبلها له !! واعتبار التسامح ويتجلى ذلك عندما تلجأ المرأة اليه الى من يقوم بحمايتها ..
2- التقاليد المتجذرة في الثقافات لتميز الذكر وتراجع دور الانثى، فضلا عن اسس التربية العنيفة التي يلجا اليها الفرد تسهم في ديمومة هذه الظاهرة ( العنف الثقافي )
3- ضغط الخدمات ومشكلة السكن وضغط المعيشة ( الاقتصادي ) هذا يؤدي الى احباط لا تساعد المرأة على تحقيق ذاتها .
4- عنف الحكومات عندما تصبح السلطة العليا الحاكمة تسهم في سن قوانين تعنف المرأة وتأيد القوانين لصالح من يقوم بعنفها .
.
ثانيا - اين يكمن العلاج ؟
1- على المرأة ان تتبنى حراك ثقافي تغييري يتسم بــ
أ- التجدد والتمييز وتقديم اطروحات ورؤى جديدة ( تشخص الممكن من المستحيل، وتشخص الصواب من الخطأ ) .
ب- تقوم بترتيب الاولويات من خلال معرفة المحيط وطريقة النظر للعالم والى الذات .
ج- هناك اسئلة مطروحة على الساحة ربما تقييد دور المرأة وطموحها ، على المرأ ان ترتقي باجابتها وفق ما يعزز حريتها الثقافية والفكرية .
د - تحدد طبيعة الصراع والتجاذبات الفكرية والثقافية والاجتماعية ، وتحدد درجة التغيير المطلوب ، والمسار الملائم للتغيير
هـ- انتقاء الكوادر النسوية المؤهلة لقيادة الحركة الثقافية وفعلها الحضاري ، ومدى قدرتها للتأثير والاتساع .
و - من هذا الحراك الجديد يجب ان تنشأ ثورة فكرية تهدف الى اعادة بناء وتشكيل منظومة الافكار التي تضبط واقع المرأة وفهم كيفية التعامل معها .
.
2- التوعية الاجتماعية باتجاه ( معرفة المرأة لحقوقها، كيفية الدفاع عنها، ايصال صوتها الى العالم بوساطة وسائل الاعلام، عدم التهاون والسكوت في سلب هذه الحقوق، صناعة كيان واعي ومستقل لوجودها )
3- دور وسائل الاعلام لبث الثقافات في المجتمع سلبا وايجابا .
4- انشاء مؤسسات التعليم باتجاه كيفية تعامل الازواج مع بعض ـ وربما توظيف الدين في هذا المجال يكون فاعلا في ذلك .