غاب أبو سلمى عن الدنيا وودعها
ولم يعُد صوته الثائر والغاضب يشجينا
فيا لهول فاجعة حلّت بشعبنا العظيم
ولولا الصبر ما هجعت مآقينا
أدهشنا بشعره في " المشرد "
وكتب قصائد العشق والحنين بريشته
لفلسطيننا
نشر على لهب القصيد شكوى العبيد للعبيد
يرددها الزمان صرخة إلى أبدِ الآبدينا
من المحيط حتى الخليجِ وفي كلِّ لأقطار
ردد كلامه وأناشيده الكثيرينا
كم عشق حيفاه وافتتن بها
وتغنّى بكرملها ووادي نسناسها
وحين غادرها في نيسان عام النكبة
أبقى مفاتيح بيته في جيبه
على أمل العودة السريعة مع كلِّ
المشردينا
تفانى في حُبِّ الوطن وهتف له
وعرّى زعماء وملوك دنسوا تاريخنا
وشاركوا في مؤامرة ترحيلنا
فمَنْ غير الكرمي طويل الباع بالقصيد
يتحفنا
للمجدِ ودروبِ الكرامة والكفاح يهدينا
وإن غادرنا فهو خالد كزيتونتنا
وكما قال درويش :
" الجذع الذي نبتت عليه
قصائدنا وأغانينا".