البحيرة المتجمِّدة

2011-10-17

لستُ أعلَمُ ، بالضبطِ ، أينَ الـبُحيرةُ تلكَ ...
لقد مَرَّ قَرنٌ علينا ،
وتقطّعتِ السُّـبُـلُ :
البنتُ تلك التي كنتُ أعرفُها ، وأُغَنَِّي اسمَها
أندرِيا
ذهبتْ دون أن تمنحني لحظةً للوداع .
وهي كانت معي عند تلك البحيرةِ
هيَ مَن دلّني ...
هي مَن قالَ لي إن هذي البحيرةَ قد تصِلُ القلبَ بالألْبِ.
مَن قال لي إن هذي البحيرةَ أعمقُ من فُوّهاتِ البراكينِ
في هضْبةٍ هي إثيوبيا !
والآنَ أذكرُ أني ارتعدتُ لـمرأى البحيرةِ
أني ارتجفتُ
وما كان بَرداً ...
هل كنتُ أحدِسُ ؟
هل كنتُ أعرفُ أنّا سنفقدُ يوماً خرائطَنا نحوَ ما يصِلُ الألبَ بالقلبِ ؟
................
................
................
تلك البحيرةُ ...

لندن 29.04.2011

 

 

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved