من المعلوم أن النص الأدبي إنجاز تداولي مزدوج، وهو يخضع لعمليتي الإرسال والتقبل، أو لعنصري القصد والتأويل . بمعنى أن المتكلم أو المرسل يشفر رسالته أسلوبيا ومقصديا، فيرسلها الى المتلقي الذي يفك شفرتها عبر فعل التأويل والتلذذ الشبقي . ومن ثم يمكن الحديث عن بنية عاملية بين مستويين : المستوى الأول يتكون من المرسل والمتلقي، والمستوى الثاني يتعلق بالشخصيات داخل النص التي تتبادل الإرساليات بواسطة الحوار والمنولوج والسرد . ويعني هذا بأن هناك إرسالا خارجيا يجمع بين المرسل والمتلقي، وإرسالا داخليا يتم بين الشخصيات داخل النص الأدبي، ويتجسد هذا الإرسال عبر مجموعة من التلفظات التعبيرية الدالة على تموقع المتكلم في الزمان و المكان .
علاوة على هذا يقسم، جورج موليني النص الى بنية سطحية وبنية عميقة . ومن ثم، ترتبط البنية السطحية بالعوامل الإسلوبية والأنظمة الأدبية الثلاثة . في حين تقترن البنية العميقة بالجوانب الجمالية والآيديولوجية . ويسمى هذا المستوى بالمستوى الثقافي للنص .
هذا ويرى جورج مولينيه أن النص الأدبي بمثابة جسد جنسي شبقي، يثير المتلقي بجماله الآيروسي، مما يستوجب ذلك تفاعلا جنسيا ديناميكيا قائما على اللذة أو الألم . ومن ثم، لن تتحقق المتعة النهائية ألا بالإنتشاء والإرتواء والإشباع . وهنا نجد تأثر واضح بأراء رولان بارت ويوس وآيزر . فالقراءة – إذا - هي عملية جنسية تجمع الجسد النصي بالمتلقي الشبقي . ويعني هذا أن القارئ هو الذي يمد النص بالخصوبة عن طريق النقد والتأويل وإعادة بناء النص . أي : أن لا يستمد النص وجوده إلا بفعل القراءة النقدية، والمواكبة الإعلامية، والحصول على الجوائز ...
إذا، ينطلق مولينيه من رؤية جسدية جنسية وشبقية في تحليل الأسلوبية العاملية على غرار رولان بارت في كتابه ( لذة النص) ومنظري جمالية التلقي أو التقبل .