الــدامابادا (أقوالُ بوذا - مختارات )

2010-03-14

" كتابُ الدامابادا يضمّ مجموع ما قاله بوذا ( 563-483 ق.م ). والمرجّح أن هذه الأقوال جُمِعتْ في شماليّ الهند ، في القرن الثالث قبل الميلاد ، ودُوِّنَتْ أساساً في سيلان ( سـري لانكا ) في القرن الأول قبل ميلاد المسيح. الداما ، تعني في ما تعني ، الشرع . العدل. العدالة. الطاعة. الحقيقة.
بادا ، تعني : السبيل.الخطوة. القَدَم . الأساس.
نصوصُ الدامابادا ، انتشرتْ وسُجِّلَتْ بلغة بالي ، اللغة الفقهية للبوذية الجنوبية ، وصارت الكتاب الرئيس للبوذيين في سريلانكا وجنوبيّ شــرقيّ آسيا . "


*
كم سهلٌ أن تقتلعَ الريحُ الشجرَ الواهنَ.
إنْ أنتَ رأيتَ سعادتَكَ القصوى في الشهواتِ
وفي المأكلِ والنومِ
فإنّكَ مقتلَــعٌ أيضاً .
*
لن تقتلعَ الريحُ ، الجبلَ.
والإغواءُ
لن يلمُسَ مَن كان قوياً ،
يَقِظاً ، وحَـيِـيّــاً
لن يلمُسَ مَنْ يتحكّمُ بالنفسِ ، ويَتَّبِعُ الدرب.
*
إنْ كان المرءُ بأفكارٍ موحِلةٍ
أخرقَ
محتالاً
فكيفَ له أن يرتديَ الثوبَ الأصفر؟
*
ما نَفْعُ قراءتِكَ الآيات ؟
ما نفْعُ تلاوتِكَ الآيات
إنْ لم تأخذْ أنتَ بها ؟
*
أتراكَ كذاك الراعي
يحسِبُ أغنامَ ســواه ،
فلا يسلكُ ذاتَ الدرب ؟
*
انفضْ عنكَ عوائدَكَ الأولى -
البغضاءَ ، الشهوةَ ، والـحُمْقَ
لتعرفْ ما هوَ حَقٌّ
وســلامٌ .
ولْتَسْلكْ ذاتَ الدرب .
*
اليقظةُ دربٌ لحياةٍ .
أمّا الأحمقُ فهو ينامُ
كمن هو مَيْتٌ فِعلاً .
لكنّ السيّدَ يقظانُ
ويعيشُ إلى الأبدِ .
*
يا لَسعادتِهِ ، وهو يرى اليقظةَ دربَ حياةٍ .
يا لَسعادتِهِ
إذْ يسلكُ دربَ اليَقِظين .
*
إستيقِظْ ، فَكِّـرْ ، وانظُرْ
واعمَلْ ، منتبهاً ، بأناةٍ.
كُنْ في الدربِ ليُشرِقَ فيكَ النور.
*
السيّدُ ينظرُ ، يعملُ
كي يبني بيدَيهِ جزيرتَــهُ
أعلى من أن يجرفَها السيلُ .
*
مَن سيكونُ له هذا العالَم ؟
وعالَمُ الموتِ والآلهة؟
مَن سيجد طريقَ الحقّ ،
كما يجدُ امرؤٌ عارفٌ ، الزهرةَ ؟
*
الطالبُ الحكيمُ سيكونُ له هذا العالَمُ
و عالَمُ الموتِ والآلهة.
الطالبُ الحكيمُ سوف يجد طريقَ الحقّ
كما يجدُ امرؤٌ عارفٌ ، الزهرةَ .
*
كما تجمعُ النحلةُ ، الرحيقَ ، وتمضي
بدونِ أن تؤذيَ الزهرةَ ، لوناً ، وأريجاً
هكذا ، دعوا الحكيمَ يقيمُ في قريةٍ .
*
مثلَ زهرةٍ جميلةِ الـمرأى ، واللونِ ، لكنْ بلا أريجٍ
هي الكلماتُ اللطيفةُ غيرُ المثمرةِ
لأولئك الذينَ لا يعملونَ بها .
لكنْ ، مثلَ زهرةٍ جميلةِ المرأى ، واللونِ ، ومتضوِّعةٍ بالأريجِ
هي الكلماتُ اللطيفةُ المثمرةُ
لأولئك الذين يعملون بها .
*
كما تنتظمُ عقودُ زهرٍ أفوافاً
من أضغاثِ أزهارٍ ،
يمكنُ للمرءِ أن يحقِّقَ أفعالَ خيرٍ كثيرةً بعد مولدِهِ.
عطرُ الزهرةِ لا يستمرُّ ضد الريحِ
حتى الصندلُ والغارُ والياسمين.
لكنّ طِيْبَ الأخيارِ
يستمرُّ حتى ضدّ الريحِ.
المرءُ الطيِّبُ يتغلغلُ في كل مكانٍ.
*
الصندلُ والغارُ واللوتس والياسمين
بين هذه الروائحِ ، رائحةُ الفضيلةِ هي الأزكى.
محدودةٌ هي رائحةُ الغارِ أو الصندلِ
لكنَّ طِيْبَ الأخيارِ
يَصّــاعَدُ ، أعلى ، فأعلى ، إلى الآلهة.
*
لا خوفَ على الـمُـطْـمَئِنِّ
نفْسـاً
وذِهناً .
لا خوفَ على مَن لم يَعُدْ يفكِّــرُ بالحسَنِ والرديء
لا خوفَ على مَنْ وعَــى .
*
لِنَعِشْ فرِحينَ ، لانكرهُ مَنْ يكرهوننــا.
وبينَ مَن يكرهوننــا ، نعيشُ أحراراً من الكُرْهِ .

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved