الديمقراطبة الألكترونية ، ماهي ؟ وكيف يمكن الوصول اليها؟

2011-05-02

ونحن نتخطى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تتضح يوماً بعد آخر أهمية أنظمة المعلومات الحديثة وتأثيرها في جميع ميادين التنمية للمجتمع البشري وأصبح من غير الممكن بعد اليوم التفكير بأي تنمية في أي مجال عمراني كان أو اجتماعي أو اقتصادي أو اداري دون الاهتمام بالقضايا المتصلة بأنظمة المعلومات ومواردها. لقد غيِرت الثروة الرقمية ـ المتمثلة في المعلومات والاتصالات ـ الكثير من المفاهيم التنموية و الإدارية والعمرانية والتسويقية وغيرها.
والمتأمل إلي إدارات الدول في العالم وخاصة في الدول المتقدمة تقنياً يجد أنها أصبحت تعتمد اعتماداً أساسياً في عملها على نظم المعلومات وإدخال هذه التقنية في معظم الأجهزة الحكومية والخاصة. وعلى الأخص في الأجهزة الإدارية التي تقوم بتقديم الخدمات العامة للمواطنين، ومعظم تلك الأجهزة لها اتصال مباشر من خلال شبكات الحاسب. وفي أماكن مثل أوربا وأمريكا وماليزيا واليابان نجد تصوراً واضحاً للمرحلة القادمة واستعداداً حثيثاً لها وذلك بمباشرة الحكومات بتطوير البنية التحتية الضرورية لخدمة المرحة المقبلة وخاصة ما يعرف بطرق المعلومات فائق السرعة The information Superhighway وقد بدأت بالفعل التجارب في دول عديدة على مدى تأثير المفاهيم الناشئة والتصورات المستقبلية لها على طريقة أداء مؤسساتها بهذه التقنية ..
لقد أتاحت تقنية المعلومات امكانية الأستغناء عن الوسطاء وأسقطت الحلقات الوسيطة من سماسرة و وكلاء سياحة وناشرين و أمثالهم ، وذلك من خلال التعامل المباشر عبر الأنترنيت بين البائع و المشتري و بين طالب الخدمة و مراكز تقديم الخدمات و بين المؤلف و جمهوره . وسؤالي المهم هو : " هل يمكن لنا أن نفكر ولو بعد حين أن نتخلى على المجلس النيابي و نتخلص من مشاكل التحضير والمعانات الطويلة حتى ولادته و تشكيله والمعارك الخلافية الطاحنة التي تنشأ بسببه ، ناهيك عن الأعباء المالية المرهقة لميزانية الدولة من خلال رواتب السادة المحترمين الذين يمثلوننا أو لايمثلوننا؟" ، لتحل بدلا من كل ذلك ( الديمقراطية الألكترونية المباشرة) حيث يمكن لكل مواطن أن يوصل رأيه مباشرة من خلال الأنترتيت أيضا الى أصحاب القرار. أجل هل نحن بحاجة فعلية الى عضو برلمان يتصارع من أجل المنافع الشخصية له او لحزبه . أم اننا يمكن لنا أن نستعيض عنه بوكيل برمجي ذكي agent intelligentينوب عن المرء في زيارة مواقع الأنترنيت باحثا عما ينشر من هموم للمواطنين...
وسوف نحتاج الى وسطاء المعرفة من بني البشر ، مع نمو اعتمادنا على الخبراء التكنوقراط والذين سيصبحون القاسم المشترك بين الجماهير وصناع القرار .
سؤالي الأخير هو : هل يقرأون ما نكتب ؟ وهل يعرفون ماذا نريد ؟ .
اللهم اشهد اني بلغت بما يحتبس في صدري .

د. هاشم عبود الموسوي/ رئيس قسم الهندسة المعمارية
الجامعة الملكية البريطانية / أربيل / العراق

Hashim_mo2002@Yahoo.com

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved