الفنان كوكب حمزة يفتتح معرض الفنان ناصر خانه

2014-02-14

أعط عنوانا لهذا العرض


برعاية المركز الثقافي العراقي في السويد، تم أفتتاح معرض الفنان ناصر حسن خانة، على قاعة الفنان كاظم حيدر في المركز الثقافي العراقي يوم الأربعاء 15 مايس/ آيار2013م، في العاصمة السويدية ستوكهولم، حضره جمع كبير من الفنانين ومن المهتمين بالفن التشكيلي ازدانت بهم صالة العرض، حيث تقدم مدير المركز الثقافي العراقي الدكتور أسعد الراشد ليرحب بالضيوف
وبالفنان كوكب حمزة، الذي تحدث عن الفنان وعن المعرض.

كما أشاد مدير المركز بالجهود التي بذلها أصدقاء الفنان الحاضر الغائب بيننا. ومن ثم أستمع الحضور إلى لقاء صوتي مع الفنان خانه من بغداد، بعدها توجه الحضور إلى قاعة كاظم حيدر في جولة مع نتاجات الفنان ناصر خانه، يتقدمهم الفنان كوكب حمزة والوزير المفوض بالسفارة العراقية في السويد الدكتور حكمت داود جبو والقنصل في السفارة العراقية السيدة بان الفضلي وبعض أعضاء السفارة العراقية.


الفنان ناصر خانه من مواليد محافظة واسط 1952م، تخرج من معهد الفنون الجميلة بغداد سنة 1970م، فرع الرسم، وأكمل الدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة فرع النحت سنة 1974م، وهو عضو نقابة الفنانين التشكيليين و جمعية التشكيليين العراقيين، شارك في معظم معارض الجمعية والنقابة، وهو مدرس لمادة النحت والرسم في معهد الفنون الجميلة منذ 1994م، ورئيس لقسم الفنون التشكيلية للدراسة المسائية منذ سنة 1996م، أنجز سنة 2005 نصبا لمقبرة المحاويل الجماعية في جامعة الحلة بارتفاع 15متر، كما أنجز بانوراما (اليوم الموعود) بمساحة 240م، له العديد من المشاريع المنجزة وغير المنجزة ومنها معرض (اللوحة الواحدة) ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في العراق، والذي أنجز منه مراحل متقدمة وصلت حتى الآن إلى 12مترا مربعا، ولازال العمل مستمرا لإنجازها.

حوى المعرض حوالي خمسين لوحة تمثل مراحل مختلفة من إبداعات الفنان، وتلقى المعرض باقات من الزهور من عدة جهات منها جمعية الفنانين التشكيليين في السويد، وبعد الجولة تمت دعوة الجميع من جديد للحديث عن المعرض والفنان، وعوالمه، حيث أشاد الحضور بجمالية ما شاهدوه من نتاجات، منهم الدكتور حكمت جبو والدكتور أسعد راشد والفنان عبود ضيدان  الذي تحدث عن ظروف التهيئة للمعرض، وكذلك الفنانة هناء الخطيب، كما كان لي مداخلة على ضوء لقائي مع الفنان في بغداد وسط شارع المتنبي، ألقيتها في المعرض وهي: ((مسائكم سكر وعطاء أيها الأحبة. أتمنى أن تكونوا قد قضيتم وقتاً من التأمل في عوالم الفنان. اليوم نقف أمام معرض سميّ "أعط عنوانا لهذا المعرض"، للفنان ناصر حسن خانة، برعاية المركز الثقافي العراقي في السويد، وهي خطوة جميلة للتعرف على إبداعات فنانينا في الوطن، خصوصا أن الفنان ناصر خانه مشهود له بعطائه الثرِّ في مجالاتٍ متعددةٍ وأولُها الفنُّ التشكيلي. وكنا نأملُ حضورهُ بيننا.

بودي أن أتحدث عن صاحب هذا الإبداع من الناحية الإنسانية، فقد ألتقيتُهُ في بغدادَ وتحدثنا طويلا، أنه إنسانٌ قبل كل شيء بما تعنيه هذه الكلمة من معانٍ رائعة، مكتنز الثقافةِ في مجالات متعددة، فهو الشاعر والإعلامي والنحات والرسام والمسرحي، والمتذوق في الموسيقى والسينما، العنيد ضد المتاعب والمصاعب.

سألته عن أسم معرضه، لماذا تترك للمتلقي أن يختار الأسم له وليس أنت؟، يقول كنتُ أريد أن يبقى المتلقي على تواصلٍ مع الأعمال حتى بعد مغادرتهِ المعرض، وان يشاركني همومي.

أنا أسميته "تخطيطات من ألم، لوحات من وجع، أبداع من الآهات"، نعم...، لم أجد أفضلَ من تلك التسمية، لهذا المعرض للفنان خانه، رغم الحياة التي تنبض في أعماله، رغم الأمل والطموح والتفاؤل المحسوس في كل لمسةِ قلم أو فرشات، هكذا هي حياته، أننا أمام أعمال إنسان مبدعٍ شفافٍ ودافئ، بل هو مليء بالإحساس حد التدفق، هكذا تخطيطاته سربُ حمام، روحه المتألقة دوما حاضرةٌ في كلِ عمل، دقة ورقة وصدق المشاعر والأحاسيس، وهو الرهيف الذي يتألم لأبسط الأشياء، فكيف وهي كثيرة، الآلام التي يضج بها عراقنا المستباح والذي تحول إلى مسلخٍ بشري، على ايدي مجرمين عتاةٍ لا يقربون للبشرِ بصلة، كيف ترى حاله، وحال كل المبدعين والمثقفين بشكل عام، وهم يرون كل ذلك الخراب والدمار الذي يمر به العراق، منذ عقودٍ متتالية، ما هي ردة الفعل تجاه كل ذلك، وها هو الفنان خانه يحولها إلى قوةٍ إبداعيةٍ فنيةٍ تلونُ صفحات أعمالهِ، يحول هذا الهم الكبير إلى مصدر للإلهام والإبداع، ويكافح الظلم والاضطهاد في فنه، يحارب دعاة الظلام، ويهمل وجع مرضه الذي ينهك جسده، وينهش خلاياه، يتحمل بصبر ٍ وأناة آلام الجرعات الكيمياوية، لعلها تقضي على ما تبقى في جسدهِ من مرضٍ مستعصٍ.

قبل أيام ومن مكان الحجر الصحي بعد تناوله الجرعة الكيمياوية كان يبعث من هناك إلى أصدقائهِ لوحات فنية غاية في الإبداع، يحول كل آلامه إلى عطاء، وبإرادته الفولاذية ينهض ويقاوم وينتصر، ليحول كل تلك الآلام إلى أعمال تجسد قدرة الإنسان والفنان العراقي على التحمل والعطاء، أنه نموذج رائع للإنسان العراقي للفنان العراقي. أنه الجبل الأشمُ، يحملُ هموم وأثقالَ الناسِ وينسى همومه.

ينهل خانه من بيئته الأولى ألهاماته ومن تراث بلده، لن ينسى سدة الكوت ولا تلك المناظر الطبيعية في ريف مدينتهِ الأولى في محافظة واسط، لقد مارس أعمال التنفيذ والإخراج في عدة صحف ومجلاتٍ عراقيةِ في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، أنجز أعمال نحتية من الحجر والبرونز وغيرهما، عمل في مشغل الفنان محمد غني حكمت، الذي قال عنه، انه صاحب الفضل الأول في صقل موهبتي، وقال له الفنان محمد غني حكمت،(لو أمتلك قوة هذه التخطيطات الذي تمتلكها لعملت أعمالاً رائعة)، وهي شهادة رائعة يستحقها ناصر خانه، وله العديد من الأفكار يعمل على تنفيذها مستقبلا.

هاجسهُ الأول والأخير الوطن والقيمُ الإنسانية، أن أعمال الفنان ناصر حسن خانه، تمتاز بالقوةِ والمتانةِ في شكلها ومضمونها، ويعتبرُ المكملَ الشرعي لجيل الرواد بجدارة وتفوق وهو المتمكن من فنه، الثري بأفكاره. هكذا هو ناصر حسن خانه كما عرفته، منغرسٌ كنخلةٍ يأبى مغادرة تربته العراق.))

أجمع الحضور على قوة الأعمال المعروضة للفنان، والتي يصلح معظمها لأن تكون أعمال نحتية ونصب فنية رائعة، نتمنى أن تتحول يوما إلى واقع، لتزين ساحات العراق.


صور من مراسيم افتتاح المعرض:



 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved