كاتبوا الغرافيتي يستخدمون الرذاذات في رسومهم او كتاباتهم ويقومون بمباريات في سوق سبتفيلد في لندن. الغرافيتتي الحديث غدى جزء من الهيبهوب وهي رقصة ابتدعها الشباب الافريقي الامريكي في الثمانينات رغم انهم على غير اتفاق مع حركة الهبهوب معتمدين رقصات (الراب) و(الفنك) واصوات الشارع المستلة من الميلوديا والايقاع المستعارمن التسجيلات السابقة وهي مزيجة بتقاليد وملابس ورقصات ممزوجة بالموسيقى وكلها انفعالات مع مايجري في المجتمع. كان الغرافيتي في اغلب الاحيان فنا غير مفهوم وكان في اغلب الاحيان يعتبر موازيا لحركة رقصة (البنك) في السبعنات المعادية للمجتمع، وهي قريبة من رقص (الروك). اما كلمة كرافيتي فهي مفردة يونانية الاصل تعني (اكتب) ثم امتدت الى اللاتينية وتعني الكتابة او الرسم او الشخبطة على سطح املس مفتوح. في هذا العصر بدأت من نيويورك مع (الهيب هوب) الذي انبثق في السبعينات. في 1966-1989 كانت الحركة فعالة في محطات تحت الارض للنقل في نيويورك بل حتى على قطارات تحت الارض في شعارات ذات كلمات متلاعب باشكالها وظلالاتها وحجومها واطوالها وعرضها وفي كثير من الاحوال تبدو الكلمات سائلة والكثير منها هزلي الشكل او كاركاتوري.
بدات حركة الغرافيتي في الستينات كفعالية سياسية وكانت تعتبر سهلة ورخيصة في النشر زمن (الهيبيز) وكانوا يسمونهم بعصابات الغرافيتتي وخاصة العصابات التي كانت تتنافس على مقاطع الطرق خاصة في احياء (هارليم) السوداء في نيويورك، ثم اصبحت حركة اجتماعية سياسية وبدأت بجماعات تسمي نفسها (البحارة الرعاع) في الازقة يوقعون بامضاء (تاك) ويعني مجموعة الفنانين العتاة، ولها مدلولات منها القطعة او اللعبة اوالاسلوب الشرس اوالرقص. وبعد نيويورك امتدت الحركة الى واشنطون واخذ (زعاطيط ) المدينة كما يرون انفسهم يوقعون بـ (تاكي 183) والرقم يشير الى اسم شارعهم. اما اول امرأة مارست الشخبطة فهي (بربارة 61) اذ اصبحت تدور في المحيط الانثوي الفعال. واذ خرجت الشخبطة من المحطات الارضية جاءت حركة (الخروج الى اعلى) اي اصبحت الشخبطة فعالة في الشوارع وبهذا ازدادت كما وشكلا وتوسعت في التنوعية والخلق الفني وغدت اكثر دراماتيكية، كما ازدادت مظهرا باستخدام الاصباغ الرذاذة، فبدؤا يوسعون حجوم الحروف اذ اصبحت الشخبطة تبدأ من اعلى الجدار حتى القعر دون انقطاع، ولم تقف عند حدها اذ خلقت نماذجا جديدة من اساليب الرسم مع الابتكارات حتي اصبحت حركة الشخبطة في قمتها في 1974 وبلغت ايضا اعلاها عندما حدث الركود الاقتصادي في نيويورك دون قدرة على ايقافها. بعد السبعينات اصابت حركة الشخبطة ركودا ولكن في الثمانينات بدأ فنانوا الشخبطة يوسعون اعمالهم وتبديل اشكال الشخبطة.
في مدينة ليدز الانكليزية اجتاحت الشخبطة المدينة فظهرت على احد الحيطان شخبطة بلغ طولها 25م. وفي الثمانينات كانت الحركة في انحدار الى حد الموت. لكن الغرافيتي اجتذب تجار البضائع الاستهلاكية وشبكات الانترنيت وظهرت دكاكين الغرافيتي فغزت اغطية الراس و(قمصان تي) والمجلات و الانترنيت حيث يتواجد فيه الآن 25 الف موقع في العالم. اما شخبطات المخربين فقد غدت علة اصابت الشوارع في اغلب انحاء العالم وصرف الملايين لايقاف الشخبطة دون جدوى. في منتصف الثمانينات ظهرت حركة (الحرب على الكرافيتي)
نظرية استخدام الغرافيتي تعود الى الفنانين الطليعيين وتبدا في عام 1961 في المعهد الاسكندينافي للصعلكة المقارنة حيث انهم ارادوا ايعاد انفسهم من عصابات صعاليك الغرافيتي لان الفرق بين حركتي الغرافيتي مختلفة فالاتجاه الاول يتجه نحو فن غرافيتي حقيقي معبر خلاق باسلوب عالي وبالوان جذابة على الحيطان والبنايات وتسعى هذه الحركة الى تطوير اساليبها دائما لتسر عيون محبي هذا الفن لا يتواءم مع اتجاهات صعاليك الحارات. اما النقاد والمحللين فيرون ان بعض الغرافيتي يمثل فنا جماهيريا. ويرى آخرون من الباحثين ان الغرافيتي اداة اجتماعية فعالة ومؤثرة في اهدافها الاجتماعية والسياسية. وفي عام 2002 قال (لودوفيكو مينيللي) الباحث الاجتماعي الايطالي في دراسته الموسومة بـ (من الشوارع الى المتاحف) ان ظاهرة الغرافيتي بدأت بعبث الاطفال وكانت موسومة بالبراءة من الذين ارادوا التاكيد على انفسهم بطرقهم الخاصة في احياء المدن، وبعد سنوات تطورت الى ثقافة اثرت في اللغة والثقافة وغدى الغرافيتي فنا واضح المعالم بلغ من العمر 30 عاما. بعضهم يسمي الغرافيتي بـ (الفن الرذاذ) لان اداته في الرسم علبة الصبغ الرذاذة. (الفن الرذاذ) كان اول تعبير فني لانه اسهل استخداما من الفرشاة كما ان هذه الطريقة التي اعتمدها رساموا الغرافيني اعتبروها فرشاة رذاذة. الغرافيتي الكثير منه يشير الى ان الرسام الذي انتج الشخبطة ان صح التعبير كان يراها لوحات فنية حقيقية وبعض ممارسي الغرافيتي من الرسامين في (فن الشارع) اصبحوا ذوي شهرة على النطاق العالمي. في البداية اعتبر الغرافيتي موجة مرض الجنون والطقطقة والخربطة وكانوا يفكرون في اصدار قانون يعاقب بشدة هولاء الكتبة على الحيطان، كما فكروا في وضع عراقيل على بيع الرذاذات وزادت دوائر المكافحة من ميزانياتها لايقاف هذا الجنون الفني، كما عينوا مفتشين يتولون مهمة رصد من يخربش. المخربشون لم يعبأوا بهذه المحاولات لاسكاتهم بل قاموا بتحدي حملات القهر هذه اذ قاموا بحملات عنيفة تالية اعتبرت اكبر اعنف فترة في تاريخ الغرافيتي. اما مجهزوا ادوات الشخبطة الذين قاطعوا التعامل مع الفنانين فانهم ضربوا وسرقت المواد من مخازنهم حتى اطلق على هؤلاء المشخبطين المثل الذي يقول (صعوبة موتهم). بعض هؤلاء المشخبطون اسموا انفسهم (الجماجم المتوحشة) او (القبائل المتوحشة) بيد ان الحركة شكلت بعدئذ موجة من التقدم الثقافي الحديث حيث بدأت حركاتهم تثير اهتمام الصحافة والمجتمع حيث ابتدعت ابتكارات وابداعات جديدة. فبعد ان اخذوا يستخدمون ادوات جديدة واهمها رذاذات الاصباغ لانها ملائمة لكل انواع الحيطان، اخذ كثير منهم يستخدم اصباغ الاحذية في مهامهم كما بدأوا يستخدمون (الستينسل) الذي يحمل نقوشا وكتابة مثقبة على لوحة من المعدن ويمكن به اعادة الرسوم على السطوح الى مالانهاية. وانتشرت هذه الطريقة انتشارا هائلا في نيويورك خاصة في رسوم المعارضات السياسية والعرقية.
ان الكثير من الحملات يقوم بها مضادوا الاستهلاك والحركات النسائية وكثير من تياراتها هدام. في التسعينات غدت الخربشة فنا سياسيا اكثر فعالية. وفي هذه الحركة دخل منهاضوا الراسمالية في هذا الفن وسموا بـ (خاطفي الفضاء) واختلف مناهضوا الراسمالية بعد ان اسموا حركتهم بـ (التعبيرية المجردة) ثم اقثسم بعضهم لحمل رسالة اليسار المتطرف واخرون التزموا طريق اليمين المتطرف فاصبحوا اقرب الى اعمال وكالات الاعلانات، بعضهم اطلق عليهم لقب الفاشستيين اوالنازيين اواصحاب السواستيكا الالمانية او الارهابيين. وفي 2001 قامت (آي بي ام) للكوميوترات بحملة نشر اعلاناتها بالغرافيتي على مماشي الارصفة في الشوارع، مما ادى ذلك الى اعتقال بعض (فناني الشوارع) بتهم التخريب المتعمد. في هذه الحركة الواسعة ظهرت تعابير كثيرة تحدد مسارات الحركة كـ (فن الشارع) و (فنانوا الشارع) و (مضاد الغرافيتي) و (نظرية الشباك المكسور) و (الحروف البالونية) والوقع انها اندفاعة صارخة قامت ولاتزال قائمة كتكنيك هجومي لن تستغني عنه المجتمعات الحرة المتحركة الى امام.