الغصن والراية

2014-04-22
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/31730a6f-a3e1-4659-a124-cc95930cc2b4.jpeg
في الذكرى المئوية لميلاد فلاديمير. إ. لينين "

نحن لم نحملْ على قمصاننا وجهَكَ …
لم نحملْ نحاسا
لم نقُلْ للكتبِ السرّيّةِ التوزيعِ " آمَنّا بما أُنْزِلَ " ،
ما كنتَ لنا نجماً
فما كنّا مجوسا
إنما أنتَ مقاتلْ
معنا ، جنباً إلى جنبٍ ، تقاتلْ .

مساءٌ باريسيّ

ينهمرُ المطرْ
على مظلاّتِ المقاهي ، وعلى أرصفةِ الصوَرْ
وكانَ في أغنيةِ المطرْ
يُسْرِعُ ..
منْفيّاً
وحيداً ، ثابتَ الخَطْوِ ، ويمضي هو والمطرْ
أبعدَ من نور المقاهي ، حيثُ لا ينهمرُ المطرْ
إلاّ على معاطفِ العمّالِ ، والأرصفةِ الحَجَرْ .

مكتبة زيوريخ

من أجْلِ أن يقرأَ كلُّ الناسْ
يقرأُ كلَّ وقتِهِ …
من أجْلِ أن تغادرَ الأجراسْ
كنائسَ العالَمِ ، لبّى رنّةَ الأجراسْ
من أجلِ أن يولَدَ في الأوراقْ
أكتوبرُ الأحمرُ ، شقّتْ عينٌهُ الأوراقْ .

ثلجٌ

يهبطُ الثلجُ السيبيريُّ ، على القريةِ ، تَبْيَضُّ المنازلْ
تحتَهُ ، والشجرُ الأعجفُ يبْيَضُّ ، وتلتاثُ المسالكْ
وغداً يهبط فوق القرية الثلجُ ، فتبْيَضُّ المنازلْ
مرةً أُخرى ، وهذا الشجرُ الأبيضُ يَبْيَضُّ ،
وتُمحى دونَ عينيه المَسالكْ
يهبطُ الثلجٌ السيبيريُّ
وفي زاويةٍ تهبطُ كفٌّ
فوقَ صُدْغِ الرجلِ الجالسِ :
ما أبهى المسالكْ !

الضريح

لم تكن نائماً حينَ زرتُكْ
لم تكن مغمَضَ المقلتَينْ
لم تكن في القميصِ الـمُنَشّى
كنتَ مبتسماً واقفا
لامعَ المقلتَينْ
دامعَ المقلتَينْ
في دخانِ المتاريسِ … يعلو قميصُكَ رايةْ

نشيدٌ للعالَم الذي يولَدُ

وقوفاً
وإنْ حَزّتْ قيودٌ ، وأَثقلَتْ سدودٌ
وقوفاً …
إن راياتِنا تعلو
وإنّ الوفاءَ المحْضَ ، والأرضَ والمَدى
لها قالةٌ هيهات يُخْلِفُها القولُ
فإنْ كانت الدنيا القديمةُ موطِئاً
لأقدامِنا حيناً ، وجبهتُنا ظِلُّ
فللقممِ البيضاءِ تسمو عيونُنا
وإثرَ خُطانا الخُضْرِ يندفعُ النخلُ
وهبْنا سماءَ الحقِّ غصناً ورايةً
وعانقَنا الصُّبحانِ  والعالَمُ الكُلُّ
فوارسُ من هذا الزمانِ وأهلِهِ
ونحنُ ، لآتيهِ ، إذا ما أتى ، أهلُ
فيا غصُناً يعلو
ويا رايةً تعلو
هنا نحنُ ، لم نبْرَحْ ، كأنّ وجوهَنا
شواهدُ ، لكنْ للطريقِ التي تعلو  ….

الجزائر  3.1.1970




سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved