قصيدة للشاعر يفغيني يفتوشينكو
ترجمة : جزدت هوشيار
أهدى يفتوشينكو هذه القصيدة الى ذكرى البطل الوطني الكوبي خوسيه انطونيو أتشيفاليري ، وكان إسمه السري " مانسانا" ويعني باللغة الإسبانية " التفاح "
كان شاب اسمه مانسانا
عيناه صافيتان كينبوع
وروحه صاخبة كسطح مأهول
يعج بالحمام والجيتارات واللوحات التي لم تتم
كان يحب كيزان الذرة
والبيسبول
والأطفال
والأشجار
والطيور
وعيني فتاته المعجزتين
حين تشرقان من تحت اهدابها
وتلتقيان عفوا بعينيه و...
وقد التهبت رقصة الباتشانجا
كان مانسانا أشبه بطفل
لكن نفوراً صارماً كان يومض في عينيه
عندما يرى النفاق والكذب
كان الكذب في كوبا يرتدي أفخر الثياب
ويذرع ردهات القصور
ويجلس في سيارة الرئيس
مضطجعا كأنه في منزله
وينشر الهراء في جميع الصحف
ويبدأ نهاره بالصياح
ومن وقت لآخر
بستبدل بالصياح الروك آند رول
وينفخ في الراديو الأبواق
وقرر الشاب الصغير مانسانا
أن يستولي هو وأصدقاؤه على محطة الإذاعة
لا من أجل المجد
وإنما من أجل الجميع
ولكي تعرف كوبا الحقيقة
وهكذا
هجم وفي يده المسدس
وانتزع الميكروفون من المغنية
واخذ يقول للشعب الحقيقة
كصوت كوبا ، والشجاعة ، والإيمان
لمدة ثلاث دقائق فقط !
ثلاث دقائق لا أكثر
ثمّ ... طلق ناري
وبعده لم يسمع شيء
أصبحت رصاصة باتستا نقطة
في خطبة مانسانا التي لم تكتمل
ومن جديد دوى الروك آند رول بانتظام
اما هو فلم يعد يمكن أن يقهر
بعد أن أعطى حياته مقابل ثلاث دقائق من الحقيقة
وأغفى بوجه سعيد شاب
فيا شباب العالم
حينما يحكم الزيف بلدا ما
وتأخذ الصحف في الكذب بلا سأم
تذكروا مانسانا
أيها الشباب
هكذا يجب أن تعيشوا
لا تشغلوا أنفسكم بالتفاهات
واجهوا الموت
ناسين الراحة
والهدوء
وقولوا الحقيقة
ولو لثلاث دقائق
ثلاث دقائق فقط
وبعد ذلك فليقتلوكم