الهتلية : مفردها هتلي وتعني المنحرف الذي لايعير اهمية للخلق والادب والعرف وهي عثمانية الأصل وسببها كان في ظهور طبقة من هذا الصنف المتحلل في زمن الرجل المريض .
والبلشتية :هي الاخرى ايرانية الأصل مرادفة في المعنى وكلا المفردتين الأيرانية والتركية دخلتا <بمرور الزمن > معجم اللهجات العامية في العراق .
والسفلية: مفردها سافل عربية الأصل و صاحبها في ادنى درجات الأخلاق وهي الأكثر شيوعا في العراق .
المفردات الثلاث قواسمها مشتركة في الانحطاط والأنحدار والأحتقار وقد درج العراقيون في مختلف الأزمان على اعتبارها سبّة لمن يتقمص ثوبها !!
وما يهمنا الآن عنوان المقال فالهتلي لايوجدعلى رأسه ريشة ممكن ان يكون من البسطاء والفقراء اومن الأثرياء الموسرين على حد سواء .
في القاموس السياسي للدولة العراقية المعاصرة كان اغلب القادة السياسيين وبطانة الأحزاب الحاكمة من طبقة الهتلية ولم ننسى العديد من شخوص العهد الملكي الذين استعانوا بشقاوات بغداد أيام المحن التي مروا بها وقد تضاهروا امام الناس باحترام القانون !
العهد الجمهوري كان اسوء بكثير من سابقه وقد اظهر لنا مجموعة من الهتلية المحترفين احتلوا مواقع كبيرة في مراكز الدولة بدءا من ناظم كزار وسليم الزيبق وعلي رضا وجبار كردي الى القائد الضرورة وبقية الحاشية بدءا من علي حسن المجيد الى الجزراوي وسمير الشيخلي وعشرات بل المئات غيرهم .
ورثنا للأسف منهم ثقافة الهتلية التي تعني اغتصاب العرض ومصادرة المال والتهجير القسري والقتل على الهوية ومحاباة الأهل والأقارب !
اما العهد الديمقراطي فحكايته تشبه الفيلم الهندي الزاخر بمجموعة من الممثلين الهتلية !
رئيس احدى الكتل البرلمانية والمعروف بأفلاسه السياسي يتوعد بتحويل مؤتمر القمة العربي المزمع اقامته نهاية الشهر الحالي في بغداد الى < طربكَة > عراقية من اجل افشاله وقد استبقه بزيارات مكوكية لعدد من دول الأقليم العراقي لتحريضها على حكومة بغداد .
لم يكتف بذلك حينما اوعز الى العانس الناطق بأسم قائمته بالنفخ في بوق اغتياله قبل موعد القمة ليضرب بذلك حجر في عصفورين بأن الحكومة التي رجاله طرف فيها قد وضعته على قائمة الاغتيال والثانية بارسال رسالة للقادة العرب ان بغداد غير آمنة اطلاقا ولاتصلح لاستضافة القادة العرب !
تفكير < هتلي >بامتياز يحمل عنوان < لو العب لو اخرب الملعب > !
جاءنا العهد الديمقراطي ايضا بشريحة كبيرة من البرلمانيين الهتلية الذين لايفكرون الا بامتيازاتهم ومنافعهم الشخصية وبفضلهم سيصبح للعراق اول برلمان مصفح في العالم ولاضير في ذلك فأولاد حارتنا نسوا < الجوخ والبلداوي > الذي كان يلعبون به يوم امس !
شر البلية ان الهتلي في كل زمان ومكان لديه أكثر من وجه يستخدم كل واحد منه وقت الحاجة وفي هذا السياق شاهدنا يوم امس 220 نائبا من الذين صوتوا للسيارات المصفحة في البرلمان ثم ظهروا لاحقا < بعد النقمة الشعبية> امام الأعلام ناقمين على من صوت لهذا القرار !!
طبقة الهتلية لم تتوقف على البرلمانيين فقط فقد ركب قطارها حفنة من المدلكجية النافذين الذين احترفوا غسيل الاموال او اللعب علنا أو سرا بالورقات الثلاث وغزوا بأهلهم وأقاربهم كل مرافق الدولة ونموذج آخر لانجد نظيرا له حتى في دولة المريخ شركاء العملية السياسية في النهار وارهابيون قتلة في الليل !
ومن الهتلية ايضا من كان يرتدي الزيتوني امس، ولبس اليوم اللحية ولايبالي قطعـــا بشفط <البعير> تحت اي عنوان اصبح بفضل ديمقراطيتنا الجميلة تاجرا في بازار الدين على طريقة الشيخ متولي ليتوعد بمناسبة او غيرها شاربي الخمر والأيمو بالويل والثبور لكي يزيد رصيده عند القطيع الذي جاء به لموقع السلطة ! وهناك هتلي آخر من خمسة نجوم وعدنا قبل خمس سنوات< بمترو بغداد > والحمد لله قد انجز وعده بالتمام والكمال ولم يبق للمترو غير قدوم الحمار الذي يجرّه !
الهتلي حينما يمتلك المال او عندما يكون في موقع صنع القرار كثيرا ما يعجبه عذابات الناس والأمثلة عندنا لاتعد ولاتحصى فلا احد يفكر بواقع اليتامى والفقراء والأرامل والمفقودين الذين يزدادون سوءا على سوء يوما بعد آخر ولا بالواقع المزري للمتقاعدين الذين يعتاشون على الخردة من المال في وسط غلاء فاحش بينما الميزانية العامة عندنا ضربت ارقاما فلكية !
كلنا يرى الآن فنان الشعب فؤاد سالم يقضي ايامه الأخيرة على فراش المرض وقد استنجد بالمسؤولين مرارا لعلاجه ولكن ليس من مجيب وهنا لابد لي ان اشير بتقدير الى الصرخة الكريمة التي اطلقها كاتبنا المبدع حسن الخفاجي بأنقاذ هذا الفنان ومع هذا التزم الهتلية بصمت اهل القبور لتنطلق قناة الفيحاء لوحدها < رغم امكاناتها المالية المحدودة >بمهمة الأنقاذ على القدر الذي تتمكن عليه .
ايها الهتلية في العراق : تنعموا بالرواتب والأمتيازات الخرافية واحتالوا على الناس بطرقكم الخاصة فلن تزدادوا والله الا بغضا واحتقارا من شعبكم الكريم !
عبــــاس العــــلوي
هاتف: 0046704215718
السويد في 12 / 3 / 2012