الهولُ الأعظمُ آتٍ ...

2015-04-20
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/5bef7017-8ffc-4f9b-9052-9fd83a88acb3.jpeg
بعد إطاحة المالكيّ ، ومجيء العبادي ، في انقلابٍ أميركيّ واضح ، شرعت الخبايا تُتْلِعُ رؤوسَها ، لا رأساً بعد رأس ، لكن دفعةً واحدةً مثل رؤوس الهيدرا  ...
في عواصم المتروبول ، يتوعّدُ القادةُ السياسيون والعسكريون ، من برلين ميركل إلى سيدني البعيدة ، ويهدِّدون بإرســــال قاذفــاتهم وجنودهم ومدرِّبيهم إلى بلاد ما بين النهرَين ، بل لقد أرسلَ هــــــولانـــــد  (الإشتراكي ) رئيس وزرائه إلى بغداد المهدَّدة ، عارضاً رُمحَه الذي برتْهُ النساء.
عرس بناتِ آوى !
الخوَنة من عرب العراق يتبارَون في الضجيج :
نرجوكم ... نبوسُ نعالَكم :
اقذفونا  بقنابلكم .
وإقطاعيّو أربيل الأكراد  يتصارخون :
سلِّحونا  !
درِّبونا !
أرسلوا قاذفاتكم ...
نحن ندافعُ عنكم  !
أمّا الشعب ، المسكين حقاً ، فـمُـغَيّبٌ قهراً وذلاًّ .
حتى القوى التي تستلزمُ فلسفتُها  ( إن وُجِدَتْ ) الدفاع عن العمال والفلاّحين ، انضمّتْ إلى جوقة المستعينين بالأجنبي المحتلّ .
*
لكنّ الأمور ليستْ باليُسْرِ الذي يتمنّاه  الخوَنة من العرب والأكراد .
دول المتروبول لن تأتي بجنودها لتحمي  جوقة الفساد واللصوصيّة والخيانة .
دول المتروبول سوف تُشْرِفُ على إدامة عمليةٍ قائمةٍ بالفعل هي إبادة النسيج العراقي بأيدي
العناصر المحلّيّة  ...
التسميات ليستْ هامّةً .
الوقائعُ وحدها تتكلّم .
والهولُ الأعظمُ آتٍ ...

 لندن 04.09.2014

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved