"الكلينيك"

2014-02-05
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/49d98a13-5bc4-496d-82a0-a30f93e98c1c.jpegرن هاتفي النقال، قلت : 
- " ألو "...
من الطرف الآخر من الخط أجابتني أختي؛ وحشرجة البكاء جعلتني بالكاد أُجمِّعُ معلومة تفيد أن 
" عشماوي " (طبيب المستشفى العمومي) طلب نقل أبي للعيادة الخاصة " الكلينيك" المجاورة للمستشفى على وجه الاستعجال، قصد بتر رجله اليمنى وإلا مات. 
دخلت إدارة " الكلينيك " الخاصة، فوجئت لما رأيت أن مديرها هو نفسه طبيب المستشفى العمومي، وهو نفسه من سيقوم بإجراءات الاستئصال. لم يرد على التحية، ولا التفت ناحيتي، بل صاح بانفعال شديد:
- من فضلك،" فواتيرنا" غير قابلة للمساومة.
قاطعته قائلا:
- أبهذه السرعة قررت بتر رجل أبي، يا دكتور؟! 
أجابني مستهزئا:
- وهل سألعب بها  كرة القدم؟.
آنئذ انفعلت فوق انفعاله وصحت:
- والله لن أدع يدك القذرة تمس ظفر أصغر أصبع بقدم أبي الطاهرة.
ثم غادرت  " الكلينيك "  رفقة أبي مشيا على الأقدام. عاش أبي عشرين سنة بعد قرار البتر الذي كان من المفترض أن ينفذه الطبيب  " عشماوي " إلى أن مات موتا طبيعيا.
 علمت في ما بعد أن " عشماوي " هو من بترت رجلاه معا، ورغم ذلك مات.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved