الأكواريوم تفتتح مقرها الرئيسي/فتيحة النوحو

2007-11-29
هنا ليس مستعجلاً ان تؤسس فرقة مسرحية، ولا ان تبدع عرضاً مسرحياً، ولا أن تكون فناناً، كل هذا غير ضروري للحياة، لذلك فحينما أسسنا فرقة" مسرح الأكواروم " كنا نعلم مسبقاً اننا لا ننجز عملاً عظيماً، بل علمنا اننا نغامر، وأن علينا ان نقنع كل من حولنا باعمالنا التي سننجزها فيما بعد، وان لا احد سيُهنئنا على ذلك ..
في " لوبيرا " ( ليست الأوبرا الباريسية ) إنه حيٌ فقير في الرباط، وبالضبط في المدينة العتيقة، كانت لقاءاتنا اليومية تدور حول الأبداع وأشياءً اوخرى، تدخل في اطار عبث وفوضى الحياة، هناك انطلقنا بأول نص، والذي سيصبح بعد خمسة أشهر من الإشتغال عرضاً مسرحياً،حدث هذا سنة 1994، بعدهاعلمنا اننا ندخل في لعبةٍ اسمها المسرح، وسوف لن نخرج منها، داخلها سنعيش لحظات الفرح الصغيرة، وداخلها نعمق وحدتنا الجماعية، وداخلها نحاول امتصاص غضبنا واحباطاتنا .
وها نحن بعد هنا، نمارس نفس الشغب، نزعج من يزعجه الفن، ونفرح من يفرح له، ننتقل به لاكتشاف فضاءآت هزمت حلمنا " حلم لوبرا " .
في المعامل، في السجون، في المسارح، في الأسواق في المساجد، نلتق بوجوه تطرح كل الأسئلة الممكنة، تجرجرنا،تدعونا لكأس شاي ساخن ..
ولا نملك شيئاً نمنحها اياه سوى ساعة زمن من الفرجة الممزوجة بالفرح والحزن، بحسب العرض وليس الطلب
.
نعيمة زيطان//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/68b25e54-86e5-45a1-bf4b-fdf62a0384cd.jpeg


الأكواريوم تفتتح مقرها الرئيسي

احتفل مسرح الأكواريوم بافتتاح مقره بالرباط بعد سنوات من النضال لإحداث فضاء يُتيح العمل في شروط اكثر احترافية،
وعن ذلك تقول مخرجة الفرقة الفنانة نعيمة زيطان :

تعمل الفرق المسرحية بالمغرب بدون مقرات، أو فضاءآت تحتضن تدريباتها ولقاءآت اعضائها، فتعتمد دائماً على المؤسسات التابعة للدولة أو المراكز الثقافية الأجنبية بالمغرب، لتضع رهن إشارتها مقرات لإجراء التدريبات المسرحية، لذا تَحمَّلَ اعضاء الفرقة ومنذ تأسيسها عام 1994 هم إحداث مقر خاص بها يمنحها حق العمل في شروط أكثر احترافية، لذا كنا من جهة نتقدم بطلبات دعم، ومن جهة أخرى كنا نقتطع جزءاً من عائد العرض لتأسيس هذا المقر الذي كان كشروعٌ حلم،و ليتحقق الآن، وهذا ما يجب ان تفكر فيه الفرق المسرحية الأخرى اقتداءاً بنظيراتها في أوربا، وفي بعض الدول العربية التي تمتلك مراكزها أو بما يسمى بمسارح الأحياء . واختيارنا لحي العكاري الشعبي، لم يكن اعتباطياً، بل للتمكن من اختراق هذه الشريحة الإجتماعية المهمة من خلال اعتزامها تنظيم حلقات تدريبية في التشكيل السينو غرافيا والكتابة الدرامية وغيرها، اضافة بالطبع ان المقر هو مجال لاحتضان تدريبات الفرقة، ناهيك عن تنظيم انشطة ثقافية كتوقيعات للإصدارات الجديدة وامسيات شعرية وادبية .. وايظاً عقد مشاركات مع مراكز ثقافية عربية لخلق تبادل ثقافي وفني ..
وتنتهي زيطان الى ان الفضاء ليس حكراً على الإكواريوم بل هو لكل الفاعلين بالمغرب وخارجه لكن شرط احترام مبادئ حقوق الإنسان، وبالخصوص احترام حق الإختلاف .



أحمر على أزرق يساوي عنف


تناولت الكاتبة والصحفية ال//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/34f7fd15-a041-489e-afe0-75eb8c603368.jpeg مغربية فتيحة النوحو العمل المسرحي احمر + أزرق = عنف، للمخرجة نعيمة زيطان بالعرض والتحليل فقالت :

اختارت المخرجة المغربية نعيمة زيطان عنواناً مثيراً بالفرنسية ( احمر + ازرق = بنفسجي ) التي قدمتها فرقتها "الاكواريوم"، لإبراز درجة العنف الممارس على المرأة بمختلف تجلياته، فهو عنف مادي جسدي ونفسي وهذا هو المعنى المكثف الذي تتيحه الفرنسيةviolet كلمة
، فإذا حذفنا حرف "تي" من الكلمة وأضفنا إليها "أوه" فإن الكلمة تعني المغتصبة وإذا حذفنا "تي" أيضا وأضفنا "نس" فإننا نريد بها العنف.
فكاتبة النص نعيمة زيطان وهي نفسها مخرجة العمل حاولت أن تبعد قضية العنف من نطاق الخطاب المباشر الذي سقطت فيه الكثير من الأعمال الفنية وتضعها في اطار ايحائي فني إ، فإذا كان الضرب الذي تتعرض له المرأة ينتج كدمات حمراء فإن فعل الزمن يحولها إلى زرقة لتتطور إلى اللون البنفسجي.

ولإقحام تيمة اللون هاته في العمل المسرحي كان لابد أن تجسد إحدى البطلتين دور الرسامة الذي أدتّه الممثلة المغربية لطيفة أحرار، كما قامت الممثلة دنيا بوتزوت بدور الموديل وكانت هذه الإشارة مميزة من المخرجة خاصة بتوظيفها لتقنية "ديابورما" من خلال عرض صور للرسامة وهي تحمل كدمات بنفسجية وتحاول عبر تقنية الفلاش باك أن تحكي للموديل عن آلامها وجراحها الغائرة من جراء العنف الذي مورس عليها، أو الذي مورس عليها من قبل، من خلال ترسبات اختزنتها بذاكرتها تحمل مشاهد عنف عاشتها أمها من طرف الأب، وتتوقف البطلة عند اللون البنفسجي المثبت على عينيها في الصورة المستعرضة على الشاشة المتنقلة، لتشير أنه من الصعب على أي فنان تشكيلي كيفما كانت مهارته أن يحصل على هذا اللون بالذات، وهذه إشارة لعنف الفعل الذي يمارس على المرأة بشتى صوره والذي تسبب في انحرافات نفسية متعددة تضمنها النص وأفصحت عنها الإيحاءات الرمزية.//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/62804bcd-232a-475f-b8ea-f714a203b061.jpeg
وهذا ما سعت إليه بدرية حسون في سينوغرافيتها من خلال تحنيط الرجل وتواجده كحاضر غائب بالعرض، والعمل بمثابة نسيج حاكته أنامل أنثوية محضة فريق العمل مكون من خمس نساء وبطلتي العرض هما لطيفة أحرار ودنيا بوتزوت والإخراج لنعيمة زيطان وهي نفسها كاتبة النص فيما قامت بدرية حسون بالسينوغرافيا، أما نعيمة أولمكي، فتكلفت بالعلاقات العامة فيما صاحبت دندنات المطربة حياة بورخيص بصوتٍ رخيم بعض مشاهد العرض.

 

 

 

فتيحة النوحو

صحفية، شاعرة، وكاتبة، حاصلة على الإجازة في شعبة العلوم السياسية عام 1993

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved