يرى الآخرون
بقلم أستريد رايمان
تتيح سالمة صالح في معرضها المقام تحت عنوان "نوافذ" للمشاهد أن يلقي نظرة في عالم مدهش للرسم بالكومبيوتر.
تمارس الكاتبة والمترجمة والرسامة هذا النمط من الرسم والكرافيك منذ عدة سنوات، يجتذبها إليه ما لا ينضب: التنوع، "الحقل الواسع"، وقد عرضت أعمالها أكثر من مرة بنجاح. وسيرة حياة الفنانة هي في مثل تنوع وإثارة أعمالها، فقد ولدت في الموصل/العراق، وهي تعيش وتعمل منذ 1978 في ألمانيا. وقد درست القانون في بغداد والصحافة في لايبزك.
وإذا كانت نصوصها هادئة وشعرية تمس القلب وتسري تحت الجلد، فإن رسومها تتكلم بصوت عال، تنادي: أنظر، دع نفسك تسقط، تُفاجأ. لا تفرض نفسها قسرا ولكنها تقول الكثير.
تقول الفنانة: "ليس ما أبغيه هو تقليد الطبيعة، فالطبيعة كاملة، وثمة عناصر جميلة تستحق الاكتشاف حتى في الزوايا الأكثر قبحا. إنني أقوم برحلة اكتشاف مع كل لوحة، أحاول أن أجعل غير المرئي مرئيا."
لقد اكتشف الضيوف الذين حضروا افتتاح المعرض في 9 كانون الأول ما هو غير مرئي أيضا، وقد بوغتوا وفتنوا بما رأوه. لقد ذكروني بالأطفال الذين ينظرون إلى العالم بانفتاح وبراءة، بحرية وفضول. ذكروني كيف كنت أرى وأنا طفلة الغيوم في السماء وأكتشف فيها دائما صورا جديدة.
هكذا هو الحال مع رسوم سالمة صالح - يكتشف المشاهد جديدا مرة بعد أخرى، وكل شخص يكتشف شيئا مختلفا، هذا هو الأمر الرائع.
أستريد رايمان ، القنطرة 2004