منذ صدّام حسين ، شقِيّ الحارة ، والمجرم الأول ، كاسر إضرابات الطلبة ، والقاتل المبكِّر جداً ، دأبت الولايات المتحدة الأميركية على تنصيب مجرمينَ محترفين، حُكّاماً بالنيابة، في العراق .
كان المجرمون يأتون، أساساً، من المؤسسة العسكرية : البكر . حردان . النايف ... إلى آخر السلسلة القذرة ...
لكن الكذبة الكبرى عن الديمقراطية، استدعتْ تحسيناً شكليّاً معيَّناً، كأنْ يكون المجرمُ المنتقى خارج المؤسسة العسكرية، بمعنى أنه ليس من دائرتِها الضيّقة .
هكذا، بعد الاحتلال، نصّبت الولايات المتحدة، على البلد المسكين، غيرِ المستكين، مجرمين، أمثال إياد علاّوي ( أبو إبَر )، وجلال الطالباني ( مجرم بشت آشان الشهير )، وأبو حفصة الجعفري ( بائع حزب الدعوة وقاتِلُ الحزب )...
الآن !
يدور الحديثُ عن الإتيان بعادل عبد المهدي المنتفجي ، رئيساً للوزراء !
كلُّنا تابَعَ حملةَ التأهيل السياسي لعادل عبد المهدي، بدءاً من أبيه، وانتهاءً به، كأنه ابنُ أبيه !
وهكذا قيل للناس إن المنتفجي جرّبَ حزبَ البعث والشيوعية الماويّة والإسلام، حتى هداه الله إلى كوندوليزا رايس السوداء والبيت الأبيض !
حملة التأهيل لن تذكر أن عادل عبد المهدي، مجرمٌ، قاتلٌ، مسؤولٌ عن قتل يساريّين ...
حملة التأهيل لن تذكر أن عادل عبد المهدي المنتفجي، في باريس، كان في خدمة الأجهزة السرية الإيرانية، وأنه بسببٍ من بدلتِه الماويّة ( نسبةً إلى الرفيق ماو، لا إلى اللون ) استدرجَ مناضلين إيرانيّن، إلى بيتٍ في باريس، ليُقتَلوا، جميعاً، برصاص المخابرات الإيرانية، وليخرج عادل عبد المهدي المنتفـجي، من البيت إيّـاه، سليماً، معافى ...
بل ليشقّ طريقَه العجيبَ، حدَّ الحصولِ على إعجاب الأميركيّين .
*
أعتقدُ أن الولايات المتحدة، تُخَوِّضُ في مياهٍ عراقيّةٍ، عكِرةٍ جدّاً !
لندن 06.10.2005