الأمن الإنساني والمتغيرات المجتمعية في العراق/ تحليل سوسيولوجي

2009-06-27
لعله بات من المسلم به أن أمن الإنسان هو جوهر الحق في التنمية، وليس ثمة تنمية بدون بيئة مؤاتية تتميز بالاستقرار ، وتخضع لقوانين نافذة وعادلة، وحكم رشيد، وفرص متساوية، ومشاركة حقيقية. لذا يمكن النظر إلى تهديد البيئة المجتمعية بوصفها انتهاكاً فظْاً لأمن الانسان بكل ما يتضمنه من عناصر، فهو يحرم الإنسان من حقه في الأمن والخصوصية، وفي السكن مكاناً، وملكيةً، ونسيجَ علاقاتٍ اجتماعيةٍ، وتاريخاً من الخبرات والمصالح المشتركة، وانتماءً للمكان بكل ما يعنيه من رموز وذكريات.
وإذا دققنا النظر بما يحدث في العرق اليوم، نجد أنه أشكال متعددة من الانتهاكات، بعضها عرضي، لكن آثارها مباشرة، كما في حالات العنف المباشرة التي يكون الإنسان موجوداً في دائرة مخاطرها، وفي بعضها الآخر يكون الإنسان ذاته هدفاً لها، كما في عمليات استهداف الناس عن طريق الخطف والاغتيال. وبين هذه وتلك، تتعدد مصادر الخطر والانتهاك والتهديد، وتتداخل لتؤسس بيئة يفتقر فيها الناس إلى الأمن على نحو يصبح فيها الخوف رديفاً للموت، والأمن رديفاً للحياة. لذا يمكن القول إن المرحلة التي يخوض غمارها المجتمع العراقي راهناً لعلها الأصعب في مراحل تاريخه الحديث فثمة مخاطر جسام تسد عليه الآفاق، وتتربص به الدوائر، سيما وإن التدخلات الخارجية تترك بصماتها على مساراته التنموية.
إن تجربة السنوات التي اعقبت الاحتلال عام 2003 بقدر ما عمَّقت وعقَّدت مشكلات كانت قائمة، فإنها في الوقت نفسه خلقت مشكلات جديدة لا تقل خطورة وتعقيداً. إذ إلى جانب تدهور الأمن، بعد الانهيار المؤسسي الشامل الذي شهده المجتمع العراقي، فرضت البطالة على الآف من العراقيين، واتسعت دائرة الفقر لتشمل آلافا جديدة من العراقيين، إلى جانب الدمار الذي لحق بالنظام التعليمي وبالنظام الصحي، والشلل الذي أصاب وظائف شبكات الأمان الاجتماعي، وتوقف النظام الاقتصادي. لقد فرضت تلك الازمات تكاليف باهظة وفورية على التنمية البشرية، وبات فقدان الحياة والإصابات والإعاقة والتهجير كلها من النتائج المباشرة. أما النتائج غير المباشرة، فتشمل تفكك الخدمات الصحية والتعليمية، وانهيار منظومات الرعاية، والضغوط والصدمات النفسية.
إن مراجعة للمتغيرات المجتمعية في مجال الأمن الإنساني تنمي إدراكنا بحقيقة مهمة هي أن السلطة هي التي تؤمن ترابط عناصر الهوية، فمنها تستمد شرعيتها وتؤمن استمرارها، وان الوضع المنسجم على الصعيد الاجتماعي ينتج عنه شعور الفرد بالأمان. وحين يحدث العكس نشهد ظواهر تصنف تحت مسمى النزاعات أو الفوضى وفقدان الأمن والمعايير. إن سلطة الدولة، وخصوصاً حين تكن نزيهة وعادلة، هي التي تؤسس قاعدة للمواطنة والتماسك المجتمعي، وتحرر الفرد من ولاءاته الضيقة.
وبما أن مؤسسات السلطة هي التي تؤمن وحدة الهوية، فإن انهيارها أدى إلى تشظي الهوية الوطنية، والتحول نحو الولاءات الفرعية، ذات الطبيعة الانقسامية، التي اصبحت البديل لما كانت توفره المؤسسات الرسمية من بيئة آمنة. ان التهجير القسري، على سيبل المثال، هو تعبير سلوكي وعاطفي عن ذلك التشظي، مع ضرورة الاعتراف بأن استمرار عمليات التهجير القسري أو تراجعها يتعلق بعوامل مثل قدرة السلطة على فرض القانون وقوة المؤسسات المدنية غير الرسمية (القطاع الخاص).

" إن هذه المقدمة إنما هي، مستلات عن مقدمة كتاب صدر حديثاً حمل عنوان الموضوع.. عنوانه الأصلي "

عنوان الكتاب وتخريجه مفصلاً:
- الأمن الإنساني والمتغيّرات المجتمعية في العراق.. تحليل سوسيولوجي.
- تأليف: أ.د. عدنان ياسين مصطفى.
- من إصدارات: معهد الأبحاث والتنمية الحضارية - بغداد، abhath_dv@yahoo.com .
- الناشر: العارف للمطبوعات، بيروت، arafli@hotmail.com
- الطبعة الأولى، نيسان - ابريل، 1430هـ - 2009م.
- عرض وإيجاز ونشر على شبكة الانترنت: السفير انترناشونال للعلوم الإنسانية(مؤسسة مجتمع مدني - قطاع خاص)،
alsafeerint@yahoo.com، TEL: 964 7901780841

محتويات الكتاب ومحاوره:
- المقدمة
- الفصل الأول: الأمن الإنساني - أمن الدول أم امن الناس، قراءة في المضامين والاتجاهات الدولية.
- الفصل الثاني: الأمن الإنساني وتحديات الاندماج الاجتماعي في العراق، تحليل سوسيولوجي.
- الفصل الثالث: المجتمع العراق: الأمن الإنساني في مفترق طرق تحليل سوسيولوجي.
- الفصل الرابع: الأمن الاجتماعي وشبكات الأمان الاجتماعي في العراق نحو تنمية تمكينية للأدوار التقليدية والحداثية.
- علم الاجتماع والأمن الاجتماعي في العراق، الحاجة إلى دور تنموي فاعل.
- الخاتمة: وقد أوجزت بالاتي..

1- الشروع برسم البرامج والخطط التي من شأنها زيادة الدراسات الامبريقية* عن الظواهر والمتغيرات المجتمعية التي يشهدها مجتمعنا وفي القطاعات كافة، مع تركيز على الجماعات الأكثر ضعفاً واستهدافاً وتضرراً. فما هو قائم وموجود بين أيدينا إن هو إلا دراسات انطباعية قد تكون قائمة عند البعض على مشاهدات فردية تحتاج إلى قدر من المعالجة العلمية والأكاديمية والشواهد العلمية لدعمها. من هنا تأتي أهمية والبدء في دراسة عمليات التحول المجتمعي ابتداء من البنى التحتية وتأثير ظروف الأزمات على النسيج الاجتماعي والتركيز على تأثير عمليات العولمة على الجماعات المستهدفة كالطفولة والمرأة والبناء التدرجي (الطبقي للمجتمع)، والبحث في طبيعة وحجم التغير الذي جاء عليها. وهنا لا بد من البحث في تفعيل الدور التنموي لعلم الاجتماع ضمن الخصوصية الحضارية لمجتمعنا.
2- بناءاً على ما تقدم تدفع التوصية الأولى إلى البحث في حالة السياسات الاجتماعية، وهي الجانب المنسي في كل السياسيات أو الاستعدادات في مجتمعاتنا لمواجهة المتغيرات السريعة ومنها الآثار المصاحبة للعولمة، بل إن شبكات الأمان الاجتماعي تعاني من التكلس الإداري والضعف التشريعي والقصور المجتمعي والشحة المادية، الأمر الذي يتطلب وقفة جادة لتفعيل وتعزيز الدور التنموي لعلم الاجتماع للتدخل في رسم السياسيات ومتابعة التحولات والمشاركة في بناء التوصيات واتخاذ القرارت.
3- يستتبع القول إنه لابد من إعادة الاعتبار لمصفوفة الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة والتي تداعت أوضاعها نتيجة ظروف الأزمات وعمليات الهيكلة ورسم السياسيات، فإعادة الاعتبار لها كما ونوعاً، يعني ردم الفجوة الطبقية المتصاعدة، كما هي تمثل حق كل الناس في المجتمع في الحصول على الافضل فيما يتعلق بخدمات الرعاية الاجتماعية على أسس جديدة تنقلها من طابعها الرعائي إلى حالة تنموية جديدة. وهنا يأتي دور علم الاجتماع في دراسة تجارب البلدان القريبة من سمات وميزات مجتمعنا، وتحديد مجالات الاستفادة منها كتجارب التنمية في كوريا الجنوبية وماليزيا واندنوسيا.

ختاماً، يمكن القول إن مواجهة وتجاوز التحديات التي يمر بها المجتمع العراقي، يتطلبان من علم الاجتماع اليوم دوراً فاعلاً وحقيقياً ينبع من دروس التاريخ الحقيقية التي علمتنا أن المحنة هي فرصة للزوال أو لتجديد البقاء.
وينبغي أن يعد المعنيون هذه المحنة فرصة لبناء المجتمع واإنسان، ولتحقيق ذلك لا بد من العودة الى ثوابت المجتمع برصيده الحضاري وجوهره القيمي، إلى جانب العودة الى معطيات العقل العلمي والمعرفي، عندها سيدرك الجميع أن الصراع خياراته صعبة، ولكن من أجل أن يتجاوز الجميع هذه المصاعب، لا بد من العودة إلى مل ما في تراثنا من قوى روحية وإلى ما ذكاء العالم من حداثة، عندها سيكون الجميع قادراً على خلق قياسات النهوض المجتمعي.
فالجهد التنموي الحقيقي هو الذي يعي الأصالة والمعاصرة وعياً عميقاً ويحقق بينهما نمواً متواصلاً لا ثنائية منفصلة، أو تناقضاً منفرداً، فالأصالة صنعتها أجيال مضت لكنها، وهي تضرب جذورها في التاريخ، ترسم لمسارات المستقبل أفقاً روحياً وأخلاقياً. 

                        * * * *                                                


* الأمبريقية Empiricism/Empiricisme:

تتضمن الأمبريقية اكتساب المعرفة من خلال الملاحظة- أي أن نتعرف على الأشياء والظواهر من خلال تجربتنا بواسطة حواسنا. وهذه التقنية هي قديمة منذ قدم الحضارة. فبالنسبة للأمبريقي لا يكفي أن نتعرف على الأشياء والظواهر ونفهمها من خلال الفكر (أو التشبث، أو الحدس، أو السلطة) فقط. بل من الضروري أن نختبر العالم- أي أن نرى، أن نسمع، أن نلمس، وأن نشم. فشعار الأمبريقي هو: أنا لا أؤمن بذلك إلا حينما أرى ذلك!". ولقد بنى كل من طاليس، وأبيقراط، وغالن، وكوبرنيكوس وغاليليو، وداروين استنتاجاتهم حول الطبيعة، إلى حد كبير، من خلال ملاحظاتهم. فلقد رفضوا المفاهيم غير الأمبريقية، المعززة دينيا، التي كانت شائعة في عصرهم متجاوبة مع السلطة والعقلانية. إن الأمبريقي الجيد هو الذي يقرر، حين يرى تلبد الغيوم في السماء ووميض البرق ويسمع صوت الرعد، أن يأخذ معه، عند خروجه من منزله، مظلة. فحواسه هي التي تشير إليه وتقوده إلى العمل الصائب.
إلا أن الأمبريقية كتقنية وحيدة، نعتمدها للتوصل إلى المعرفة الحقيقية، هي غير كافية، ولها حدودها. كما أنها قد تؤدي بنا إلى استنتاجات خاطئة وأحيانا خطرة. تتمحور المشكلة، هنا، حول ما يسمى بالأمبريقية البسيطة مقابل الأمبريقية المتطورة. وعبارة "أنا لا أؤمن بذلك إلا حينما أرى ذلك إ" تعثر عن المقاربة الأمبريقية البسيطة التي تؤذي إلى أخطاء ومشاكل عديدة. ففي حال لم يتسنَ لي رؤية القاهرة أو القدس فهذا لا يعني أن هاتين المدينتين هما غير موجودتين! ولأنني لم أر في حياتي الجاذبية أو فيروس الحصبة، هل هذا يخولني أن أستنتج بأنني لا أقع أبدأ على الأرض، كما أنني سوف لا أصاب بالحصبة؟ إن هكذا تساؤلات تجيب عليها وتتخطاها الأمبريقية المتطورة.
فليس باستطاعتنا رؤية الجاذبية أو الحرارة، أو، من دون أية مساعدة بصرية، رؤية فيروس الحصبة. ولكن باستطاعتنا قياس ارتفاع الحرارة كلما رقعنا الحرارة في مصدر لها، أو، وأيضا، قياس سرعة سقوط جسم ما، كما أنه باستطاعتنا رؤية الفيروس من خلال المجهر. ولا تتحدد الملاحظات الأمبريقية بالأدوات والوسائل المساعدة في الملاحظة فقط، بل باستطاعتنا أيضا ملاحظة الظواهر، بشكل غير مباشر، من خلال ملاحظتنا المباشرة لتأثيراتها على أشياء وظواهر أخرى (مثلا: تأثير الجاذبية على سقوط الأجسام).
وفي حال انحصر نشاط العلماء في تجميع الوقائع فقط، فهنا كل ما نستطيع التوصل إليه هو لائحة حول هذه الوقائع. فليس باستطاعتنا، عندئذ، معرفة كيفية ترابط الوقائع وعلاقتها ببعضها بعضا، وماذا يمكن أن يكون معناها. فللوقائع والظواهر الملاحظة فائدة كبيرة للكائن البشري حينما يعتمد هذا الأخير في ملاحظته وتنظيمه لها على ذكائه واستدلالاته، مستنتجا من خلالها المعاني التي تساعده في تنبؤاته حول مسار المظاهر الكونية التي تحيط به. وبعبارات أخرى، على الأمبريقية أن تتدامج مع العقلانية، مع التفكير المنطقي، بشكل يدعم كل منهما الآخر.

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة:
الامبريقية أو تجريبية (باليونانية εμπειρισμός، ، اللاتينية experientia - بمعنى الخبرة)، (بالإنكليزية:Empirique) توجه فلسفي يؤمن أن كامل المعرفة الإنسانية تاتي بشكل رئيسي عن طريق الحواس و الخبرة . تنكر التجريبية وجود أية أفكار فطرية عند الإنسان أو أي معرفة سابقة للخبرة العملية .
النظرية هي المفاهيم التي يتوصل إليها الباحث بناءا على ملاحظته لتجربة أو مجموعة تجارب أو حدث أو مجموعة أحداث وعلى الرغم من اختلاف الباحثين في دراسة الاعلام والاتصال لمفهوم النظرية لكنها في معظمها تتفق على أن الهدفي منها هو الوصول إلى استنتاجات علمية تصف علاقات وظيفية بين متغيرات يتم قياسها أو استقرائها ويسبق ذلك فروض علمية يضعها الباحث لمعرفة العلاقة بين تلك المتغيرات بهدف الوصف أو التنبؤ أو التحكم في الظاهرة المدروسة .
أما مصطلح امبيريقية فيعبر عن الخبرة، والخبرة مصدرها الحواس وبالتالي فإن المعرفة الإنسانية تستمد شرعيتها من مرورها بهذه الحواس حتى تصبح بذلك قابلة للتحقق من صحتها ومفهوم الامبريقية يدل عن كل ما يتعلق بدراسة المجتمع الإنساني بالاحتكام إلى الواقع المحسوس سواء في اختيار المشكلة وجمع الحقائق أو تصنيف البيانات وتحليلها .
بدأت الدراسات التجريبية الخاصة بآثار وسائل الاتصال الجماهيرية خلال القرن 20م مع الدرسات التي أجراها بالخصوص باين فاند وهو عبارة عن برنامج شامل يستهدف التعرف على آثار الأفلام السينمائية على الأطفال والتي انتشرت وازداد الإقبال عليها خاصة في أعقاب الحرب العالمية الأولى إذ أصبحت الأفلام السينمائية الوسيلة الترفيهية المفضلة لأغلبية أفراد المجتمع وكانت الملايين من الأسر الأميركية في أواسط العشرينات تشاهد هذه الأفلام كل أسبوع وكان هناك نحو 45 مليون طفل أقل من 14 سنة من مجموع الجمهور وهو ما جعل الآباء يهتمون اهتماما كبيرا بالآثار الضارة الكامنة في مشاهدة هذه الأفلام . ما يجب التنبيه إليه هو أن تقسيم مناهج البحث في تأثير وسائل الإعلام على الجمهور هو تقسيم مصطنع لأن كل المناهج تتداخل فيما بينها عندما نتكلم عن البحث في موضوع التأثير فهذا المصطلح في غالب الأحيان يرمز فقط إلى المقاربة التجربية الإمبريقية الأمريكية ولأن كل هذه الطرق تعتني بتأثير وسائل الإعلام فيمكن أن تجمع تحت عنوان " البحث في آثار وسائل الإعلام " فالإنسان من طبيعته أن يقسم ويصنف الأشياء حتى يتسنى له استيعاب المعلومات . فالمنهج التجريبي يتصف بحساب أعضاء الجمهور وتصنيفهم ثم محاولة قياس الآثار المباشرة للاتصال على الجمهور وهذا المنهج ظهر في أقسام الإعلام بالجامعات يمول من طرف الشركات والأحزاب السياسية فهؤلاء الممولين يطلبون من الجامعات دراسة إشكاليات محددة ثم انتشر هذا النوع من البحوث في بريطانيا ودول أوروبا الأخرى علما بأنه تقليد أمريكي بحت. 

*** *** ***
باقة ورد وامنيات عطرة بعبق الفراتين..
لكل من اختار
العراق ديناً
وبغداد مذهباً
تحياتي مع الود الاكيد


مهدي فهمي التميمي
بغداد

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved