المرأة بين الفكر الإسلامي والعلماني

2015-11-14
كلما كانت الرؤية للعالم لها واقعية أي تكون لها مصداقية يمكننا ان نقول ان هذه الفكرة سوف تنعكس على كل المنظومات الأخرى الاجتماعية والتربوية والبحث المهم الذي يجعل الضابطة في صحة الفكرة وعدمها هو تحديد الضوابط الصحيحة للحريات والحقوق والواجبات فلا التوسعة في الحقوق والحريات يؤدي الى الحقيقة ولا الضيق في الحريات والحقوق يؤدي الى صحة الفكرة او العقيدة او المذهب لذا يكون المقياس الحقيقي توافق تلك العقيدة او الفكرة او المذهب مع الواقع.

وفي الفكر الإسلامي لا يوجد اتجاه واحد كي نقول ان الإسلام له رؤية معينة باعتبار ان هناك اتجاهات مختلفة.

الاتجاه الاول : الرؤية السلفية للمرأة هنا يكون الفهم الحرفي للنص مع إلغاء دور العقل بالإضافة التي وجود أفكار تأصلية لا يتنازل عليها الفكر السفلي تجعل من المؤكد حصول خلل في دائرة الحقوق والحريات اتجاه المرأة لذلك كان هناك كثير من الفهم التعسفي للنص الشرعي ومن ضمنها أصبح رؤية سلبية للمرأة لذلك كان النقاب مثلا هو الشكل السائد في الفكر السلفي بالإضافة الى كون الفكر التحريمي هو السائد والغالب.

الاتجاه الثاني : الفكر الذي يفهم الإسلام فهما ناقصا كذلك يشترك مع ذلك الفكر ببعض الجزيئات وقد يختلف معه في أمور الا ان الاعتماد على الفهم الحرفي هو العنصر المشترك وهذا الفكر يتراوح بين الاعتدال لدى البعض وبين وعدم الاعتدال في أمور لكن بصورة عامة الفكر السائد هو عبارة عن الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية والسبب في ذلك هو الاعتماد على الأدوات الظنية عند عدم النص قد يقع في سوء تحديد الحقوق والحريات اتجاه المرأة.

الاتجاه الثالث : هو الاتجاه الذي يجمع بين الحداثة ويتنكرللدين وان هذا الاتجاه في الغالب لم تكن له الآليات الصحيحة لفهم الإسلام بل ترى هذا الفكر يركز على الواقع ومن خلال التركيز على الواقع يحاول ان يسلط الأضواء على جملة من السلبيات وقد يكون له الحق بعض الأحيان ولكن علاجه خاطئ لأنه يحاول غالبا التوسع في دائرة الحقوق والحريات مما يسبب التخلف عن الحقيقة والمطلوب هو الحقيقة لا اعطاء الحقوق بصورة تساهم في ظهور مشاكل جديدة وفي هذا الفكر هناك من يحاول ان يتمسك بكل ما طرحته الحضارة الغربية من تصورات ومفاهيم ويحاول ان يقدمها للمجتمعات الإسلامية لذلك يكون علاجه لهذه المسألة خاطئة وهذا الاتجاه يتنكر نهائيا للقيم والمبادئ والمثل ويدخل ضمن هذه الزاوية الفكر الذي يساعد ويساهم على تمرد المرأة على القيم والمبادئ والمثل من خلال جملة من الكتابات أمثال نوال السعداوي وغيرها.

الاتجاه الرابع : الذي يجمع بين الحداثة والدين

وهو الاتجاه الذي يحاول الإصلاح ولا يتنكر للقيم نهائيا أمثال حامد أبو زيد وجمال البنا والعشماوي والسيد القمني وغيرهم الا ان هؤلاء فهمهم للإسلام خاطئ والعلاج كذلك يكون خاطئ فهناك أمور طرحها جمال البنا نوافقه عليها كما هو الحال في ختان المرأة فهذه مسألة مرفوضة ولا يوجد نص شرعي يثبت ذلك الا انه هناك أمور طرحها لا نوافقه عليه نهائيا كما في كون الحجاب ليس له مشروعية حيث يدعي ان الحجاب غير شرعي وغيرها من الأمور الأخرى.

الاتجاه الخامس: الفكر الشيعي كذلك يوجد في الفكر الشيعي اتجاهان:

الاول : التقليدي مع كونه تابع للمدرسة الأصولية التي توفق بين العقل والوحي الا ان الفهم الحرفي بنسب متفاوته لديهم.

الثاني : الاتجاه التجديدي : الذي يمثله السيد محمد باقر الصدر وجملة من العلماء فله موقف متفهم لكثير من الأمور خصوصا الأمور التي تتعلق بدائرة الحقوق والحريات فموقفه متوازن يحاول ان يظهر الحقوق والحريات كما في مجال العمل للمرأة بالإضافة الى الطلاق اذا ما تعرضت المرأة الى الضرر الشديد فمن حقها ان تطلب من الحاكم الشرعي الطلاق والحاكم يستطيع ان يطلقها وليس هذا فحسب بل يمكن ان يعرض الشخص للعقاب اذا ما تدعي زوجته الى المحكمة اذ ان مفهوم القيمومة لا يعني ان الرجل أفضل من المرأة بل يعني ان من ناجية ترتيب شئون الأسرة لئلا تتعرض الأسرة الى التفتيت والتمزيق والتشتت يقول الشيخ حسن الجواهري ( ان اعطاء صلاحية الطلاق بيد الرجل لا يدل على ان الرجل اكمل من المراة من الناحية الانسانية بل لان الطلاق امر خطير جدا ) واذا ما كان القرار بيد المرأة كما هو ملاحظ في الغرب حيث تجد لكون المرأة لهما كذلك الحق في الطلاق فأضحت مسألة الطلاق عادية ونسبة كبيرة جدا حتى بين أوساط المسلمين والاجانب من غير المسلمين.

لذلك كان التشريع في الغرب قد ساهم مساهمة كبيرة في تمرد المرأة بسبب سوء فهم المساواة بين الرجل والمرأة اذا الفكر الغربي والتيار الحداثي يفهم المساومة وفق المدلول السلبي اي المساواة في كل شيء حتى في الطلاق بينما الله تعالى يعلم بطبيعة المرأة فاذا ما كان القرار بيد المرأة كذلك سوف يساهم في تدمير حياة الأسرة اما فهم الإسلام وفق الاتجاه التجديدي كذلك يحق المرأة الطلاق لكن لا بد من سبب عقلائي كما في تعرض المراة الى العدوان او الظلم او اي سبب يراه الحاكم مقنعا.

واما الدلالة الثانية للمساواة هو إعطاء كل ذي حق حقه كما نلاحظ في دلالة كلمة الوسط قال تعالى ( قال أوسطهم ) اي أفضلهم وليس به دلالة على الشخص يكون بين الكبير والصغير ومعنى الوسط بين الكبير والصغير معنى عرفي وليس شرعي والمطلوب هو المعنى الشرعي الا اذا لم يحدده الشارع نرجع الى العرف في بعض الأمور كذلك الصلاة حيث ذكر القران فضل الصلاة الوسطى لذلك كانت كثير من أراء المفسرين يفسروها بمعنى هي الوسط بين الصبح والعصر مثلا فاختلف الآراء فيها الا ان المعنى الراجح هو صلاة الجمعة كما جاء ببعض التفاسير وهكذا نفهم معنى المساواة بإعطاء كل ذي حق حقه بغض النظر عن كونه رجل او امراة ويقول الشيخ حسن الجواهري حول مسالة المساواة ( ان المساواة التي ينادي بها الاسلام تكمن في الانسانية والحقوق والواجبات الفطرية الطبيعية والقيم وليست المماثلة بكل شيء).

وكذلك بالنسبة الى عدم فرض بعض الواجبات على المرأة فلا يعني نقص المرأة بل يعني من باب الامتنان على المرأة وعدم تضيق الخناق عليها وليس كما اعترض البعض ان الإسلام يعتبر المرأة ناقصة الحقوق والحريات اذ حاول البعض ان يكون منصفا للإسلام حيث يدعي ان الإسلام أعطى الإسلام بعض الحقوق ولكن بادعائه ان الإسلام لم يعطي للمرأة كل الحقوق مدعيا لان الظروف في ذلك الوقت لم تسمح لإعطاء تلك الحقوق وهذه تبريرات وتأويلات لا قيمة لها لان الأساس هو إعطاء كل ذي حق حقه من قبل الله تعالى نعم قد يكون سوء فهم البعض كونه سبب الإخلال في دائرة الحقوق والحريات والواجبات.

وهكذا بالنسبة الى الشهود فحينما فرض الإسلام الشهود في بعض القضايا على ان يكون رجلين او رجل وامرأتين لا يعني ان المرأة ناقصة بل يعني في سبيل ضمان ضابطة المسألة القانونية لأنه من المكن قد تكون المرأة غالبا وليس كل النساء قد تضعف حول الشهادة مما يساعد وجود امرأة أخرى لتتذكريقول الشيخ حسن الجواهري ( ان شهادة المراة في القضاء ليس مرتبط بحقوق المراة بل مرتبط بادوات الاثبات الجنائي).

نعم لا ننسى دور الأعراف والثقافة السائدة قد ساهمت في التخلف للعالم الإسلامي من خلال بروز عقلية الذكورة على ان تكون هي المسيطرة ولا يسمح للمرأة ان تظهر اي رأي وغيرها من الأمور السلبية فساهمت في زيادة فعالية الظلم اتجاه المرأة وكذلك لا ننسى ان المرأة كذلك قد تكون لها نفس العقلية في حب السيطرة على الرجل وتحاول ان تسلب اي حق من حقوق الرجل اذا المسألة تتعلق بجانب الضعف الإنساني في سوء التصرف الناتج تارة على التخلف في الجانب الثقافي من خلال العادات او من سوء الفهم للاسلام.

ان أهم مشكلة تواجه الإنسان هي ظاهرة التمرد سواء أكان رجل او امرأة فالإنسان حسب فطرته يحب الخير ويكره الشر ويحب الصدق ويكره الكذب ويحب الحق ويكره الباطل ويحب الفضيلة ويكره الرذيلة ولكن ما هو السبب الذي يجعل الإنسان هكذا فتنقلب لديه الموازين فيكره الحق ويحب الباطل ويحب الشر ويكره الخير ويحب الكذب ويكره الصدق ويحب الرذيلة ويكره الفضيلة علما ان الإنسان حينما يكره الحق والخير والصدق والفضيلة ويحب الباطل والشر والكذب والرذيلة فهو يعتقد او يتصور او يظن او يتوهم او يتخيل حسب اعتقاده او تصوره بأنه يمثل الحق ولكن حسب الواقع عكس ذلك.

ونتيجة لحصول تلك الأوهام والتصورات الخاطئة والتخيلات والسبب في حصول هذا هو الخلل في المنظومة الفكرية التي يمتلكها الإنسان وتساهم عوامل كثيرة في زيادة فعالية وترسيخ هذه التصورات الخاطئة والأوهام والتخيلات منها حصول صدمات نفسية او من خلال الضغوطات الاجتماعية او السياسية والمثال على ذلك فالمعروف لدى اغلب الفقهاء خصوصا أصحاب الفهم الواقعي للأمور ان قيادة السيارة للمرأة لا يمثل أي حرمة ولكن بعض أصحاب الفهم الخاطئ للإسلام يحرم هذا الشيء هذا مما يخلق ردة فعل لدى الغير ويسبب حصول تمرد لدى البعض وكذلك بالنسبة الى النقاب فالمعروف لدى الفقهاء أصحاب الفهم الواقعي انه غير واجب بل الواجب الحجاب المتعارف فان مثل هذا الشيء قد يولد لدى بعض النساء ردة فعل خصوصا مع وجود الجهل وعدم فهم الإسلام سوف يولد كذلك لدى البعض هذه الحالة.

. هناك عوامل أخرى تساهم في زيادة فعالية التمرد وترسيخه منها ضعف النفس وارتكاب الذنوب وتزين الشيطان ومع عدم محاسبة النفس يساهم في ظهور صفة التمرد والكفر والعصيان وعدم الطاعة وتسفيه الأمور والوقوع بالظلم ولكن مثل هؤلاء يتصورا ويعتقدوا أنهم يحسنوا صنعا وان أفكارهم وتصوراتهم وآراءهم تمثل عين الواقع ولكن في حقيقة الأمر هو خلاف ذلك.

ومن المسائل التي تواجه الإنسان هي ظاهرة الحب والكرة بمعناه العام بشتى مصاديقها فالمعروف ان الإنسان له جملة من المشاعر النفسية منها الحب والكره فالحب والكره ينبع من النفس كما لو أحب الإنسان منظر جميل او صورة جميلة او كتاب او فكرة او عقيدة وهناك مشاعر تعبر عن الكره كما لو كره الإنسان منظر مؤلم او كره صورة قبيحة او كتاب به أفكار خاطئة او كره فكر معين لأنها تعبر عن العنصرية او كره عقيدة معينة لأنها تحط من كرامة الإنسان كما في الأديان الوثنية المهم ما هو المقياس التي يمكن من خلالها يجعل الإنسان بان حبه او كره صحيح او غير صحيح هل يرجع الى الوحي ام يرجع الى العقل ام الى العادات والأعراف ؟ والمهم من كل هذا الكلام يريد الإنسان ان يعرف حبه او كره هل يعبر عن الواقع الصحيح ام لا ؟

فلو رجع الى الأعراف فهنا الأعراف قد تختلف بين مكان وأخر وقد تتفق مع الواقع او تختلف واذا رجع للعقل فيمكن للعقل في الجزئيات يصيب او يخطأ وإذا رجع الى الوحي يكون التشخيص أدق ولكن هنا مشكلة يحتاج الى الفهم الصحيح اي ما يريده الله فهنا يكون نوع الفهم في زيادة او تضيق دائرة الحرمة او الحلية فان الحب والكره كلمنا اعتمد نا على أسس صحيحة في الاستنباط يكون الدليل اقرب الى الواقع وكلما كان الدليل يعتمد على أدلة ضعيفة تكون النتيجة ابعد عن الواقع اما بخصوص الحب بالمعنى الخاص المعروف لدى العرف فكل إنسان لا ينكر ان هناك ميول للإنسان في حبه وكلما تكامل الإنسان سوف يكون عنصر الاختيار يساعده على الاختيار فالرجل او المرأة قد يعجب احداهما بالأخر ويحصل عملية تقارب لكن تبقى هناك مساحة كبيرة لا يمكن اكتشافها لا من قبل الرجل ولا والمرأة وذلك لان حقيقة الإنسان تنكشف في المعاملة ووقت الأزمات والمحن ووقت السفر ووقت الضيق لذلك العلاقات بين الرجل والمرأة عن طريق الحب لا يمكن معرفة الأخر لأنها العلاقات تكون مجاملتيه أكثر مما هي واقعية وهناك حالة التغيرات في المشاعر هي الأصعب والتي لا يمكن اكتشافها لذلك لا بد من المرأة او الرجل يحاولا البحث عن المؤهلات من قوة الشخصية والثبات في المواقف وليس على أساس الإعجاب بالشكل والمنظر فقط اي في القضايا الشكلية لان الإعجاب بالشكل والجمال غالبا ما يوقع الإنسان في ضعف الاختيار هذا الكلام بصورة عامة.

اما الكلام من الناحية الشرعية فالإسلام لا يمنع التعارف بين الناس ولكن الإسلام يخشى من وصل تلك العلاقات من إساءة للمرأة نتيجة للعاطفة الشديدة قد يضعفها وتقع فريسة إطماع الرجل لذلك حاول الإسلام وضع ضوابط لئلا يؤدي الاختلاط الى وقوع الأطراف الى منزلق فلا يوجد حكم أولي في الإسلام يمنع التعارف ولكن هناك الأحكام الثانوية فان اي علاقة اذا سببت إساءة للمرأة من خلال محاولة الطرف الأخر استغلال المرأة او يصل بالطرفين الى ارتكاب المحرم هنا يقف الإسلام بالمنع من استمرار العلاقة ويعتبر مثل هذه العلاقة غير صحيحة ولا يجوز الاستمرار فيها والحقيقة هناك خطا في أسلوبين من التعارف فتارة يجهل الرجل والمرأة احداهما للأخر ويتزوجا هذا مما يسبب وقوع في مشاكل او قد يتحقق الانسجام بينهما فهنا القضية غير صحيحة ولا التعارف الذي لا يتصف بالضوابط هذا مما يؤدي الى الوقوع في المنزلقات لذلك لا بد ان تكون المرأة على حذر دائم وهناك قضية لها علاقة في الاقتصاد ولكن يمكن ان نستفد منها في قضيتنا ففي النظام الرأسمالي بعمد النظام الرأسمالي في المحافظة على حقوق أصحاب الأموال فيقع الشخص المستدين ضحية أطماع هؤلاء والإسلام جاء من خلال منع الربا للمحافظة على الشخص الذي يقترض اي المستدين كذلك هنا في قضيتنا فالإسلام حينما يحرم او يحلل لأجل مصلحة تخدم المرأة لئلا تقع ضحية أطماع الآخرين فالتحريم والتحليل قائم على وجود مصالح او مفاسد واقعية نعم هناك الفهم الخاطئ للإسلام قد يوسع او يضيق من دائرة الحرمة وهنا لا بد من الإنسان الذكي من محاولة على البحث على أصحاب الفهم الصحيح للإسلام لئلا يقع ضحية البعض الذين يوقعوه في متاهات.

إشكالات الآخرين على الفكر الإسلامي اتجاه المرأة

الإشكال الاول : يقول البعض ان الخطاب الديني اتجاه الحقوق للمرأة كحقوقها الفردية السياسية والاجتماعية لم يؤيدونها انطلاقا من النظرة الحقوقية والاجتماعية والجواب على ذلك ان في الإسلام تعامل مع المرأة كانسان وليس كامرأة ولكن كما قلنا الخلل لدى البعض في المنظومة الفكرية لديه كما في الفهم السلفي والفهم الناقص وغيرهما سبب إخلال في المنظومة الحقوقية للمرأة مما سبب نقصان غالبا في الحقوق والحريات وزيادة في الواجبات بخلاف الفكر الحداثي الذي زاد من دائرة الحقوق والحريات وقلل في الواجبات فالحقيقة كلا الاتجاهين خاطئ بل الاتجاه الصحيح هو إعطاء الحقوق والحريات من خلال التصور الإلهي باعتبار ان دائرة الكشف الإلهي أوسع من دائرة كشف العقل بخلاف الاعتماد على العقل فقط فلا التوسع من دائرة الحقوق والحريات هو الحل ولا الاعتماد على النص فقط مع إلغاء دور العقل مما يسبب تضييق في دائرة الحقوق والحريات.

الإشكال الثاني : ان البعض أشكل اذا اعتبر الحجاب امر عرضي وليس ذاتي لذلك اعتبر الحجاب لا يرتبط من بعيد او قريب بالإيمان اذ قد تكون أمرآة غير محجبة أكثر إيمانا وقد تكون محجبة واقل إيمانا ونحن نقول صحيح لم يكن الحجاب هو عنصر التميز الدقيق لان الإيمان في القلب لكن من جملة عناصر الإيمان في الحقيقة هو عنصر الطاعة والانقياد فالمرأة حينما تلبس الحجاب هو تعبير عن طاعة الله فهنا يدخل في دائرة الإيمان وان كان أمر شكلي ظاهرا فالمهم هو الطاعة ويتكامل عنصر الإيمان الحقيقي مع الحجاب وقد يضعف الإيمان مع ليبس الحجاب وضعف الإيمان اذ ان مستوى الإيمان يتكون من جملة أمور لكن أهمها عنصر الانقياد والطاعة فالحجاب إحدى الطاعات من مئات الطاعات فالمرأة التي تقدس الرجل وتحترمه وتحاول ان تزيل الإتعاب عنه وتحاول ان تزيل الهموم عنه وان تسدده في حياته العملية بالإضافة الى حسن التربية الى الأولاد وغيرها من الأمور كلها عناصر تساهم في عنصر الإيمان فان مثل هذا الاعتراض يعبر عن ضعف عنصر فهم الإسلام بل ينظر الى المسألة من زاوية الرؤية الجزئية المحدودة في الحياة اليومية فقد تكون امرأة غير محجبة لديها تصرفات متكاملة في الأخلاق الا انها مثلا لا تلبس الحجاب ولا تصلي بيما قد نرى العكس ولكن المطلوب في الواقع هو حسن الأخلاق وحسن العبادة ولكن لو حصل تخلف فهو ناتج عن جانب الضعف الإنساني بالإضافة الى ضعف التفاعل مع الرسالة وهذا التخلف يحصل في كل الأفكار والعقائد فليس محصورة بالفكر الديني ولكن الاتهام يوجه للفكر الديني لأسباب كثيرة لأنها تعبير عن صراع الأفكار والتصورات والمفاهيم .

الإشكال الثالث : يقول البعض لماذا تحرم المرأة من ان تكون إمام في الصلاة وكذلك ان تكون قاضية وغيرها من الأمور اما حق الرئاسة هذه المسألة تختلف حسب المباني الفقهية وكذلك حسب مستوى فهم النصوص الا ان هناك بعض الفتاوى المعاصرة أقرت بالسماح ان تكون المرأة رئيسا للدولة او تكون قاضية كما هو راي الشيخ محمد مهدي شمس الدين وهذه الامور من المسائل الخلافية التي اختلف فيها الفقهاء .
عن رابطة المراة العراقية 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved