المرأة و القيثارة

2011-12-30

المرأة في نظر واعتقاد الرجل المتربي والمتمدن والمتحضر والمثقف والواعي الراقي إنها كائن بشري ذو إحساس ومشاعر وعواطف وعقل جبار وذكاء قوي وروح سامية، فهي نصف المجتمع الإنساني فوق هذا الكون العجيب، كذلك رمز الحضارة والجمال واستمرار الحياة.

تقلدت المرأة عدة مناصب هامة قادت شعوب وساهمت في تطوير التطور الحضاري في شتى الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
قامت بدور التربية وتعليم الأبناء بفطرة وغريزة الأمومة قبل وجود المعرفة والدراسة. يبرهن التاريخ على أن وجود المرأة كعنصر فعال وتيار قوي في المجتمعات البشرية يجب أن نكن لها احترامنا وتقديرنا، هي أولا أمهتنا ثانيا أخواتنا ثم زوجاتنا وأخيرا بناتنا.
وهناك عدة أمثلة في الموضوع: المرأة والقيثارة
شهرزاد التي سيطرت على نفس وعواطف شهريار لمدة ألف ليلة وليلة تحكي له أروع الحكايات والقيثارة بين يديها، ثم بلقيس ملكة سبأ التي أتت عند سيدنا سليمان ومعها قيثارتها الموجودة في متحف ليدن بهولاندا يرجع تاريخها الى 2000 سنة ق.م. عثر عليها في الحفر والتنقيب بمأرب (اليمن). زوليخا الفرعونية زوجة بوتيفار ومعناها باللغة الفرعونية ( المرأة الجميلة ) وهي تعزف على آلة النبلا أي القيثارة. و في الأساطير الإغريقية هيرا زوجة زيوس تعزف الليرة ، وفي الميثولوجية العبرية دليلة عازفة النبل بما استهوت قلب شمشون حتى قضي عليه وفي الهند القديمة إلهة سرسوا جالسة على الطاووس وهي تنقر على الرجا.
حتى أصبحت المرأة عند الشعوب المتقدمة تفرض وجودها و كيانها ورأيها، أكملت مسيرة التقدم والازدهار، في ميدان العلوم والفنون، ففي عصرنا تواجدت على الساحات الموسيقية خصوصا في القيثارة عازفات عالميات من كل الأجناس أذكر منها من التقيت بها ومن تتلمذت على يدها:
الأستاذة أميريكا مارتينس كاتدراتيكية عالمية للقيثارة بالمعهد العالي للموسيقى بإشبيلية تتلمذت على يدها سنة 1987 ، في سنة 2006 منحها المجلس الإقليمي بإشبيليا الوسام الشرفي وفي 30/9/2010 فارقت الحياة عن سن 87 سنة حافلة بالعطاءات الموسيقية وتعليم القيثارة وتركت أجيالا عالمية في ذاكرة حياتها.
الأستاذة إيبيلين شونفيلد حيث تدربت على يدها لمعرفة تقنية فيلا لوبوس سنة 1982 تعتبر من أمهر العازفات الفرنسيات على القيثارة عالميا.
العازفة الألمانية سونيا برانبوير التقيت بها في لقاء البحر المتوسط فتدربت على يدها لمعرفة أسلوب العزف لأعمال ج. س. باخ، فهي متخصصة في أعمال باخ وأستاذة ماهرة عالميا.
لا ننسى نساء عازفات ماهرات دخلن تاريخ القيثارة في العالم إزاء نصفها الثاني الرجل مثل إيدا بريستي ولدت بفرنسا 1924 فتعرفت على زوجها ألكسندر لاغويا في إحدى اللقاءات ومنذ ذلك التاريخ وهما يمثلان الثنائي الدائم للقيثارة إلى أن توفيت بداء المالاريا عندما عادت من ماليزيا حينما كانا يقومان بجولة لإحياء حفلات موسيقية وقد فارقت الحياة بالولايات المتحدة سنة 1967 فتركت ذاكرة موسيقية زاخرة مع زوجها الذي توفي سنة 2007.
ثم العازفة الماهرة الأرجنتينية ازدادت بوينوس أيريس 1907 إيزابيل ماريا لويزا أنيدو كونساليز تتلمذت على يد تلميذ فرانسيسكو طاريغا هو ميكيل جوبيط وهي في سن 12 من عمرها بمدينة طاراغونا من هنا اكتسبت مقدرة وعزيمة لحبها الشديد للقيثارة فأصبحت إحدى النساء الشهيرات عالميا توفيت بمدينة طاراغونا سنة 1996 .
هناك عازفة أخرى فرنسية هي تانيا شانيو، التي درست القيثارة في سن 8 على يد موريس باسيط وفي سن 16 تخصصت لدراسة القيثارة الكلاسيكية ثم التحقت بالمعهد العالي بمدينة باريس وتتلمذت على المايسترو ألبيرتو بونس حتى أصبحت ذو شهرة عالمية في عصرنا الحالي.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة قدمنا روائع المعزوفات الموسيقية للقيثارة الكلاسيكية لبعض تلميذات قسم القيثارة بالمعهد الموسيقي بشفشاون مع أستاذهم المؤطرأحمد حبصاين لهذه الأمسية الشاعرية.
وكما يعلم الجميع القيثارة فينوس في عالم الجمال لا تدع أحد يسمعها إلا الذي يحبها.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved