يبدأُ المرسمُ حيثُ تنتهي السلالِــمُ . لن يأتي أحدٌ هنا
غيركِ ، وغير رسّامَينِ : أحدهما محترِفٌ ، والآخرُ مِسكين.
موظّفو المبنى البلديّ والباحثون عن عملٍ لن يرتقوا هذه
السلالِـمَ التي تكادُ لا تنتهي. كأنّكِ في غرفةِ خادمـةٍ
في السماء السابعةِ لباريس. لم نتحدّثْ من قبلُ. كنتِ ترسُمين.
مغرمةً بالمثلّثِ ، كما أنتِ الآنَ. مغرمةً بالدلتا.كنتِ ترسُمين
الدلتا ربما للمـرّةِ الألفِ .زجاجةُ نبيذٍ أبيضَ أسفل حاملِ
اللوحةِ . وحبّاتُ عنبٍ .الظهيرةُ اللندنيّةُ كانت واضحةً ذلكَ
اليومَ .قلتُ لكِ : دلتا فينوس . سألـتُكِ : أقرأتِ " دلتا فينوس "
لأناييس نين ؟ نظرتِ إليّ نظرةً طويلةً. ابتسمتِ في داخلِكِ.
كانت شفتاكِ الدقيقتانِ شِبْهَ مزمومتَينِ.ملأتِ الكأسَ حتـى
نِصْفِها بالنبيذ الأبيض. لم يكُنْ فرنسيّاً .قدّمتِ لي ثلاثَ حبّاتِ
عنبٍ . قلتِ : قرأتُ أناييس نين. لم أسألْ بأيّ لغةٍ ؟ هل
تفَضِّلينَ الألمانيّةَ بلهجةِ الجنوبِ الألمانيّ ؟ أنتِ من لِينتس .
LINZ
لم أفارقْكِ تلكَ الظهيرةَ. لا أتذكّرُ الآنَ إلى أيّ مكانٍ انتهَينا.
إلى بار " الأسد الأحمر " في هانوَيل؟
غرفتِكِ المحتشدةِ في نورثهولت.
أم إلى اللامكان؟
فارموند 05.05.2011