المثقف العراقي المغترب بين محنتي الاغتراب والتجاهل

2013-02-13

هج//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/9c7612e4-4f64-4fbd-bd05-cc8da1ff3f3f.jpegرو الاوطان..وخلقوا اوطان...اجبروا على الرحيل..ومضطرون للبقاء ولوك آلام الغربة وحسرات على وطن استعقهم فلم يعقوه..هذا هو حال المثقف العراقي المغترب...اجبرته سنوات القمع والترهيب والحصار ودوامات عنف لا متناهية على البحث عن وطن بديل فذاق مر المنافي وحسرة على وطن لا سبيل للعودة له..لكن هجرة الجسد لم ترافقها هجرة الروح..فالروح ضلت متواصلة مع الوطن تناجيه وتصوغ احزانه شعرا ونثرا وقصة ورواية ولوحة...فذابت الحدود امام طوفان ابداع عراقي جسد لوعة الغربة واحزانها بصورة روايات او قصص قصيرة او مقالات تنشر في الصحف او على مواقع الانترنيت, والامثلة كثيرة, رواية اقمار عراقية سوداء في السويد للكاتب العراقي المبدع علي عبد العال والتي تصب في هذا المعنى, وكذلك قصصه الثلاث التي بعنوان ازمان للمنافي, ورواية التوأم المفقود لسليم مطر , وشوفوني شوفوني لسميرة المانع, وعراقي في باريس لصموئيل شمعون, وسيرة بن سباهي لعبد الرزاق حرج.. وآلاف المؤلفات الاخرى التي تعكس حنين الروح الى الاوطان وتنثر عبق الام المنافي..اينما حلوا تركوا بصماتهم. يعلون الصوت ليسمعوا من لم يسمع او لا يريد ان يسمع فلا يعود لهم الا صدى الصوت..فما كان منهم الا الانسحاب الى الابدية بعد ان تمكن من اغلبهم آفات الفاقة والعوز والمرض دون ان تمتد يد لهم سواء لتاخذ منهم نتاجهم الابداعي او لتساعدهم في محنتهم ..اخذوا يتسللون الواحد بعد الاخر.. محمد مهدي الجواهري وجليل القيسي وذنون ايوب وجلال الحنفي وعبد الوهاب البياتي وشمران الياسري وعزيز السماوي وكمال سبتي وغائب طعمة فرمان ومير بصري وجلال الخياط وعناد غزوان وعواطف نعيم ومحمود البريكان وسامي سعيد الأحمد ويوسف الصائغ وعزيز عبد الصاحب وعوني كرومي وبدري حسون فريد ومحمد كاظم الطريحي وعبد الأمير جرص ومهدي الراضي في امريكا ومحمود صبري في براغ وامير الدراجي في النروج...فواحسرتاه على عقول ابداعية ماتت غريبة معوزة متحسرة..
ماالحل؟؟؟؟؟
ماالحل وعراقنا اليوم احوج مايكون لهذه العقول التي ترفد الساحة الثقافية بعطائها المميز والمتكون من نسيج اختلطت فيه مختلف الثقافات دون ان تبتعد عن اصالة الجذور..
ولنكون موضوعيين في الطرح وعلينا ان نعالج القضية من خلال طرفيها الطرف الاول هو المثقف العراقي المغترب والطرف الاخر هو السلطات التنفيذية والتشريعية العراقية..
ماالمطلوب من المثقف العراقي المغترب لانهاء المحنة؟؟.
- قبل كل شيء بات ضروريا ان يفكر المثقفون المغتربون بتوحيد جهودهم وتشكيل مجلس اعلى للمثقفين العراقيين في المهجر يعقد مؤتمرا سنويا يناقش فيه هموم المثقف المغترب ويخرج بتوصيات هادفة وآليات لتنفيذ هذه التوصيات.
- من الضروري ان يشكل المثقفون قوة ضغط على صانع القرار السياسي من خلال ترك الانكفاء على الذات ومحاولة التغلغل في دوائر ومؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية ليكون لهم اصبعا في عملية صنع القرار المتعلق بالساحة الثقافية.
- التعشيق مابين المثقفين في المهجر ومثقفي الداخل وايصال نتاجاتهم الابداعية الى متلقي الداخل عبر وسائل الاتصال المتاحة امر لا يمكن اغفاله.


ما دور وزارة الثقافة ؟؟؟؟؟

- طالما ان وزارة الثقافة هي المرجعية الاولى في الساحة العراقية للاحتكام في الشأن الثقافي فهي اذن صاحبة اليد الطولى في الاخذ بيد المثقف العراقي المغترب من جهة ودعم الساحة الثقافية العراقية بنتاجاته من جهة اخرى...ويتجلى هذا الدور من خلال مايلي:
- الدعوة لمؤتمر تاسيسي للمثقفين العراقيين المغتربين.
- تشكيل مجلس اعلى للثقافة .
- استحداث الجائزة السنوية لثقافة المهجر.
- التفات وزارة الثقافة للمبدعين العراقيين في المهجر من خلال تبني طبع نتاجاتهم الابداعية.
- مراعاة وزارة الثقافة الاستحقاق الابداعي عند توجيهها الدعوات للمشاركة في المؤتمرات والمهرجانات والفعاليات المختلفة للمثقفين العراقيين في المهجر.
- تفعيل دور المراكز الثقافية ورفدها بعناصر كفوءة ومؤهلة وغير بعيدة عن الساحة الثقافية وتوسيع صلاحياتها لتكون صلة وصل حقيقية بين المثقف المغترب وبين مثقفي الداخل في نفس الوقت الذي ترعى فيه نشاطات المثقف في الخارج وتكون همزة الوصل بينه وبين صناع القرار.

ا.م.د.بتول الموسوي
مستشار العراق الثقافي في السويد والدول الاسكندنافية

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved