نشر الموضوع في معكم في : 2010-12-26
امراة سكنها الشعر وبقي في أعماقها وهجاً متقداً لم تنطفئ جذوته، هربت من أرض الشعر، كي تستنشق اوكسجين الحرية، بعد أن تفشت الأوبئة والأمراض السياسية، فكتبت قصائد حب ممزوجة بالوجع والحنين ودجلة وليالي بغداد والناس الطيبين، إنها المرأة البغدادية الميسانية التي ولدت في بغداد عام 1929 في منطقة الشواكة بجانب الكرخ ونشأت وترعرعت في العمارة وتسكن منذ سنوات في مدينة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمربكية .
لا أحد يتذكر طبيعة تلك المرأة التي عشقها السياب وألهمته في كتابة العديد من القصائد وكانت من أخلص صديقاته، حين بدأت علاقتها به في دار المعلمين العالية التي تخرجت منها عام 1950، ويذكر الأستاذ عبدالبطاط، أن السياب قال فيها قصائد كثيرة ودعاها لزيارة قريته جيكور وبقيت في ضيافته ثلاثة أيام، كانا يخرجان سوية إلى بساتين قريته ويقرأ لها من شعره وهما في زورق صغير.
لميعة عباس عمارة شاعرة عراقية بامتياز، فهي تنحدر من سلالة اتخذت من الماء - وهو أصل الحياة - مكاناً لعبادتِها وحياتِها، وقومها من تلك الأقوام الموجودة بالعراق قبل أن يكون العراق عراقاً، ولأنها جنوبية فهي مترعة بالحنان الذي تستمده من بلل مياه الأهوار وهي شاعرة حلقت في فضاءِ طويلِ كطيور الماء في بلدتها الأولى .
تعود أصول الشاعرة لميعة إلى ميسان، في جنوب العراق، حيث أنشأ السومريون حضارتهم، لكنها فتحت عينيها في بغداد حتى صار التبغدد جزءاً من حياتِها تتمثله وتدافع عنه، فكان انتماؤها إلى بغداد قوياً، بعد أن اغترب أبوها الرسام بعيداً عن العراق، وحين سعت إليه فأدركته، مات بعد شهرين من ذاك اللقاء، فعاد انتماؤها إلى العراق أقوى، فصار هو الأب والأم والحبيب .
نظمت الشعر وهي صغيرة بالّلهجة العامية، وتفتحت موهبتها الشعرية في وقت مبكر من عمرها، ونشرت أول قصيدة لها عام 1944 في مجلة السمير، تخرجت من دار المعلمين العالية وعملت مدرسة للغة العربية وآدابِها .
أصدرت عدة دواوين منها : الزاويه الخالية، وعراقية، ولو أنبأني العراق، والبعد الأخير .
يشاء القدر أن تُنتزع هذه الشاعرة الرقيقة من العراق كنخلة اجتثت من أرضها، وهي اللصيقة بها حد الوله، لتنبت في أرض غير أرضها وناس غير ناسها وسماء غير سمائها . حيث تقيم الشاعرة لميعة اليوم وقد تجاوزت السبعين، في أمريكا التي دمرت مدينتها الأثيرة بغداد، تعيش مثل نبت بري، فتتذكر بغداد ولياليها فيها، وأيامها مع السياب الذي كنّاها بوفيقة في قصائده حسب ما تعترف هي بذلك، ويبدو أنه سلك طريقة الشعراء القدامى في عدم الإفصاح عن اسم الحبيبة .
في الثانية عشرة، كانت تكتب القصائد وترسلها الى الشاعر المهحري (ايليا بو ماضي) صديق والدها الذي يشاركه في الأغتراب، ونشرت لها مجلة السمير أول قصيدة وهي في الرابعة عشر من عمرها، وقد عززها إيليا ابو ماضي بنقد وتعليق مع احتلالها الصفحة الأُولى من المجلة اذ قال ( اذا كان في العراق مثل هؤلاء الأطفال فعلى أية نهضة شعرية مقبل ..) وتحقق توقع الشاعر وصارت تلك الطفلة شاعرة كبيرة فيما بعد .
عندما درست الشاعرة في دار المعلمين العالية - كلية الآداب - صادف أن اجتمع عدد من الشعراء في تلك السنوات في ذلك المعهد، السياب والبياتي والعيسى وعبد الرزاق عبد الواحد وغيرهم، وكان التنافس الفني بينهم شديداً، وتمخض عنه ولادة الشعر الحر الذي لا تكترث الشاعرة كثيراً في مسألة الريادة فيه . بدأت بنشر قصائدها في الصحافة العراقية والعربية وكان اسمها يتردد بين شعراء تلك المرحلة .
وممن أشاروا إلى شاعريتها المستعرب الفرنسي البروفسور (جاك بيرك) فذكرها في كتابه الذي صدر بفرنسا عن الشاعرات العربيات فذكرها ونازك الملائكة وفدوى طوقان.. فقال : لميعة عباس عماره شاعرة الرقة والجمال والانوثة التي لاتنتهي ...
كما أنها تتميز بالذكاء وسرعة البديهة، فحين كرمتها الحكومة اللبنانية بوسام الأرز تقديراً لمكانتها الادبية- لم تتسلم الوسام (لان الحرب الأهلية قائمة) وكتبت تقول :
على أي صدر احط الوسام
ولبنان جرح بقلبي ينام
إن لميعة ترى في اللغة العربية الفصحى وسيلتها الأوسع للتواصل مع الآخرين، لكنها تجد في لهجتها العراقية (العامية) ما يقربها من جمهورها المحلي الذي استعذب قصائدها فتحول بعضها الى أغنيات يرددها الناس .
ومن يقرأ قصائد الشاعرة لميعة يتوقف عند ملمحين أساسيين، الأول سعيها للتعبير عن أنوثتها أمام الرجل بوصفه صنوها لا عدواً لها تحاول استفزاز رجولته وإثارته، والثاني هذا الإعتزاز بانتمائها العراقي الواضح بعيداً عن المزايدات الوطنية، إنه التعبير عن ذلك الإرتباط الروحي بأرض تعرف مدى عمقها الحضاري وأصالته، وكثيراً ما تغنت ببغداد، فبغداد هي العراق، تقول :
لان العراقة معنى العراق
ويعني التبغدد عزاً وجاها
ولتعلقها بلهجتها العراقية تستهل أحدى قصائدها بمفردتين محليتين هما "هلا" و"عيوني" فتغني لقرى العراق ومدنه وناسه وتجد كل شئ جميل فيه، حتى قمر بغداد ترى أن له خصوصية وإن كان مشتركاً بين الجميع، كما سبق لحبيبها القديم الشاعر السياب أن قال "حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق ؟" . تقول لميعة :
(هلا) و(عيوني) بلادي رضاها
وأزكى القرى للضيوف قراها
بلادي ويملاني الزهو اني لها أنتمي وبها أتباهى
لان العراقة معنى العراق
ويعني التبغدد عزاً وجاها
أُغني لبغداد تصغي القلوب
والفي دموع الحنين صداها
وأن قلت بغداد أعني العراق الحبيب
بلادي باقصى قراها
من الموصل النرجسيه أُم الربعيين
والزاب يجلو حصاها
إلى بصرة الصامدين نخيلا
تشبث من أزل في ثراها
وأسكنت نفسي أقصى البعيد
وقلت غبار السنين علاها
فما نستني عيون النخيل
ولا القلب والله يوما سلاها
وأعرف أنه قمر للجميع
ولكنه قمر في سماها
وهكذا تغدو بغداد هي العراق لذا فالشاعرة تعشق كل ما فيها من أرض وجو وبشر، فأحبت ملايينها العشرة وحين تضطر لمغادرتها تحملهم في قلبها تتذكرهم وتتذكرها وتغني لهم وقد مر قطار العمر سريعاً، ورغم اتساع الأرض يبقى الهوى بغداد (شعر عامي) :
عشر الملايين الهواهم ولا لي عوض،
فاركتهم بالرغم فرض علي انفرض
وما صاحبي بعدهم غير التعب والمرض
والدمعتين التنام بشعري تالي الليل
اكول خلصت وثاري الخلص
بس الحيل أدري جبيرة الأرض
بس مالي بيهاغرض
ولفرط حبها لبغداد ومعالمها تغني لجسرها المعلق الذي يربط بين جانبي الكرخ والرصافة في أجمل مناطقهما يقول مطلعها :
لِمها الرّصافةِ في الهوى سِفْرُ
لعيونها يتفجّرُ الشِعْرُ
وبعد أن تستذكر أبا نؤاس وغيره تقول في حيرة ممزوجة بالحب لا يدركها إلّا من أحب وطنه بصدق، فيتحول هذا الجسر الحديدي إلى روح متحركة تشعر بنا مثلما نشعر بها :
يا ثِقْلَ (كرخِيَّ) نُجاذِبـــهُ
لُطفَ الهَوى ووِصالُه نَزْرُ
مُتَرَدِّنٍ بالزَهـــوِ، أعْجَبَهُ
أنَّ الأحبــةَ حَوْلَهُ كُثــرُ يدنو،
فتَحْسَبُ أنتَ لامسـهُ
ويغيبُ ليس لليلـهِ فجرُ
ويقولُ: "مشتاقٌ" وفي غَـدِهِ
يتمازجانِ:الشوقُ والهجرُ
ونُريدُهُ، ونُلِــــحُّ نطلبهُ
فيجيئُنا مِنْ صوبهِ عُـذِرُ
ويظَلُ هذا الجسرُ يُفصــلنا
وكأنَ دَجلةَ تحتهُ بــحرُ
خُلقَتْ جسـورُ الكـونِ موصــلةٌ
إلا "المعــــلقِ" أمرهُ أمــــرُ
ورواية أخرى
خلّفتُ جسورَ الكونِ موحلةً
إلا "المعلقَ" أمرهُ أمــرُ
تعمدت الشاعرة بمياه دجلة، حيث ولدت في بغداد وترعرعت على مياه الفرات، وبين هذين النهرين العظيمين أشادت مجدها الشعري، وقد كانت شاعرة تمتلك من الجرأة والتمرد ما سبق عصرها وهي التي أكملت الجامعة في الخمسينات، تعيش هذه الشاعرة غريبة في الولايات المتحدة تلوك غربتها وحدها، وكلما زارت بلداً عربياً قالت هذه فرصة أن لا أموت في أمريكا، هذه السومرية التي ما زالت تتميز بصوت أنثوي يمنح ألقاءها سحراً أخاذاً .
(أصدرت الشاعرة العراقية الكبيرة لميعة عباس عمارة ديوانا شعريا باللهجة العامية، وهو السابع في سلسلة نتاجاتها الشعرية والوحيد الذي خرجت به عن الفصحى، وقد حاولت تفسير ذلك بأنه جاء بناء على دعوات اصدقائها مخافة ان يسرق او يضيع شعرها العامي، وبخلاف ذلك فانها تتمسك بالفصحى لغة وحيدة للشعر .
ذكرتها موسوعة WHO IS WHO ضمن النساء المشهورات في العالم، وترأس حاليا مجلة (مندائي) التي تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية وهي مجلة ناطقة باسم الطائفة المندائية- الصوت الآخر-) .
أنها واحدة من أكثر الشاعرات جزالة وعذوبة، كما أنها جمعت إلى جانب إجادتها كتابة القصيدة الفصحى والمت باصول ومفاهيم الحداثة، اجادة مماثلة في نظم الشعر الشعبي والقصيدة العامية، بل أن القصيدة الشعبية كانت هي المنطلق الأول في مسارها الأدبي (نظمت الشعر العامي في سن مبكرة بالعامية تماشيا مع المحيط -العمارة- وكانت الصدمة الأُولى) حيث ثار جدها وشتمها، فهربت وهي لا تعرف سبباً واضحاً لغضبه، لأن الجميع هناك، في العمارة، يقولون مثل هذا الكلام من غير أن يغضب احد !
وايا كان الأمر، فما كان بمقدور العصا يوماً أن تقتل روح الفنان أو تجفف بحر الشعر في حنجرة الشاعر الأصيل، وهكذا اختطت لميعة عباس عمارة طريقها بنجاح، وفاض ماؤها الدافق ببحور الشعر واللآلئ...
تعد الشاعرة المحدثة المبدعة (لميعة عباس عمارة) محطة مهمة من محطات الشعر في العراق، ولدت لعائلة صابئية مندائية عراقية في بغداد قرب الشوّاكة في جانب الكرخ سنة 1929م
ونشأت في مدينة العمارة ( محافظة ميسان )، وأخذت الثانوية العامة في بغداد، وحصلت على إجازة دار المعلمين العالية سنة1950م،
عينت مدرسة في دار المعلمات، تخرجت في دار المعلمين العالية سنة 1955
وكانت عضوة الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء العراقيين في بغداد[ 1958 - 1963] .
كذلك عضوة الهيئة الإدارية للمجمع السرياني في بغداد .
وهي أيضا نائب الممثل الدائم للعراق في منظمة اليونسكو في باريس [ 1973-1975] .
مديرة الثقافة والفنون / الجامعة التكنولوجية / بغداد. وفي العام [ 1974] منحت درجة فارسة من دولة لبنان .
ذكرت في موسوعة who is who ضمن النساء المشهورات في العالم
لها سبعة دواوين شعرية مع ديوان ( بالعامية ) والعديد من المؤلفات المنشورة والغير المنشورة وترأس حاليا تحرير مجلة ( مندائي ) التي تصدر في امريكا .
دواوينها الشعرية:
-عودة الربيع 1963
- أغانى عشتار 1969
- يسمونه الحب 1972
- لو أنبأني العراف 1980
- البعد الأخير
قراءات
جـحـــــود
أهواك عنيفًا جبارا
أهواك كما أنتَ,
كن بركانًا أو إعصارا
كن ما شئتَ.
أهواك بكل مساويك المنسيهْ
وبكل كلومك في قلبي,
يقصينا الضوء وتجمعنا الأمسيّهْ
فأمد شفاهي في عجل
للثغر المترع بالقبلِ
وأنام.. أنام بلا عتب
أهواك أنا
هذا ذنبي
أهواك,
وما عندك ما يستهويني
ألوان الظل.. وصمت السر المدفون
وخطوط من غيرتك الحمقاء
شلت كل حياةٍ فيَّ,
لفّتها بالسحب السوداءْ
وسنين خصام متصل,
وأحبك بعد... فيا خجلي
من روائع ديوان لميعة عباس عمارة ( لو انبأني العراف )
لو أنبأني العرّاف
أنك يوماً ستكونُ حبيبي
لم أكتُبْ غزلاً في رجلٍ
خرساء أظلّ
لتظلَّ حبيبي
لو أنبأني العراف
أني سألامس وجه القمرٍ العالي
لم ألعب بحصى الغدران
ولم أنظم من خرز آمالي
لو أنبأني العراف
أن حبيبي
سيكونُ أميراً فوق حصانٍ من ياقوت
شدَّتني الدنيا بجدائلها الشقرِ
لم أحلُمْ أني سأموت
لو أنبأني العرّاف
أن حبيبي في الليلِ الثلجيِّ
سيأتيني بيديهِ الشمسْ
لم تجمد رئتايَ
ولم تكبُرْ في عينيَّ هموم الأمس
لو أنبأني العراف
إني سألاقيك بهذا التيه
لم أبكِ لشيءٍ في الدنيا
وجمعتُ دموعي
كلُّ الدمعٍ
ليوم قد تهجرني فيه ..
قصيدة عاد الربيع
عاد الربيع..
وانت لم تعد
ياحرقة تقتات من كبدي
عاد الربيع فألف وا أسفي
الا تحس به.. الى الابد
أنساك! كيف؟ والف تذكرة
في بيتنا تترى على خلد
هذا مكانك في حديقتنا
متشوقا لطرائف جدد
كم قد سهرنا والحديث ند
وعلى ذراعك كم غفا ولدي
وتهيب أمي شبه غاضبة
«برد الهواء، فأكملوا بغد»
تخشى عليك وكلها وله
ان تستمر وان تقول زد
وهنا مكانك حين يجمعنا
وقت الطعام يداك قرب يدي
وهنا كتابك في هوامشه
رأي وتعليل لمنتقد
ورسائل وردت وأعوزها
رد عليها بعد لم يرد
ياوجهة الريان من أمل
كيف احتملت تجهم اللحد.
قصيدة لبغداد
اغني لبغداد
هلا وعيوني بلادي رضاها
وازكى القرى للضيوف قراها
بلادي ويملؤني الزهو اني
لها انتمي وبها اتباهى
لاان العراقه معنى العراق
ويعني التبغداد عزا وجاها
اغني لبغداد تصغي القلوب
والفي دموع الحنين صداها
وان قلت بغداداعني العراق
الحبييب بلادي باقصى قراها
من الموصل النرجسبه ام الربيعين
والزاب يجلو حصاها
الى بصرة الصامدين نخيلا
تشبت من ازل في ثراها
واسكنت نفسي اقصى البعيد
وقلت غبار السنين علاها
فما نسيتني عيون النخيل
ولا القلب والله يوما سلاها
واعرف ان قمر للجميع
ولكنه قمر في سماها
أنا كل النساء
لا تقلها إن لجلجت فى حناياك
ودعنى أشتفها من عيونك
وارتعاشات هدبك الخجل الخفق
وهذى الغصون فوق جبينك
خل هذا الغموض وحيا تقيا
لصلاة ما هومت فى يقينك
وإذا الآدمى فيك تنزى
و تمطى العناق بين جفونك
فاحتضن أيهن شئت ، تجدنى
لماذا اعشقك انت..؟
لم اخترتك بين امجادك الزاهره؟
ومثلك يحلم كرم الجنان
يسيل على كفه العاصره
* **************
لماذا جعلت طريقي انتهاء
والغيت قدسية الذاكره ؟
اكان اكتمالا لمجدك ان سيقال
......وهامت به الشاعره ؟
**************
لماذا يحط المساء
حزينا على نظرتي الحائره
وفي القرب اكثر من معجب
واني اكثر من قادره؟
انا طائر الحب
كيف اختصرت سمائي
بنظرتك الآسره ؟
لماذا اعشقك انت..؟
لم اخترتك بين امجادك الزاهره؟
ومثلك يحلم كرم الجنان
يسيل على كفه العاصره
* **************
لماذا جعلت طريقي انتهاء
والغيت قدسية الذاكره ؟
اكان اكتمالا لمجدك ان سيقال
......وهامت به الشاعره ؟
**************
لماذا يحط المساء
حزينا على نظرتي الحائره
وفي القرب اكثر من معجب
واني اكثر من قادره؟
انا طائر الحب
كيف اختصرت سمائي
بنظرتك الآسره ؟
شعر شعبي
عمرك ابد يا ابد متباهي بسيله
وعمري اشكثر
جم شهر .. جم يوم .. جم ليلة؟
موجه على صدرك نبض .. نسمه اتشيله؟
بلياك يا ضيعتي والعمر ياويله
التغريب كلله تعب
دير البله محدار
وخلي الليالي تمر
نكته وسهر واشعار
تشرب عيوني الكمر بس الخدود اتغار
من يسكفون السمج واتلالي بيك النار
كلك حلو
خابط وصافي وسخي
مهيوب تتباهى؟ ..
حكه يتباها الها كثر محبوب
من منبعك للمصب فيّت عليك كلوب
ياما رويت الغزل .. ياما غسلت ذنوب
يبقى الهوى بغداد (شعر عامي):
عشر الملايين الهواهم ولا لي عوض
فاركتهم بالرغم فرض علي انفرض
وما صاحبي بعدهم غير التعب والمرض
والدمعتين التنام بشعري تالي الليل
اكول خلصت وثاري الخلص بس الحيل
أدري چبيرة الأرض بس مالي بيها غرض
ولها في الزهيري :-
يسألني وين الصبر .....كتـلـه يصاحب ذهـب
أو ظل الحزن صاحبي ...عـن كل صاحـب ذهـب
من ألف صاحب دغـش ... تحظى بصاحب ذهـب
خليه بـكلبك تراهو كل عوض مايلـه
أو لو مال حملك يعـدل بالوفا مـايلـه
الفكر مثل الزرع حلو الحـﭽي ما يلــه
وقلال أهل الثقافة المثل (صاحب ذهب)
أما آخر نتاجها بالعامية فهو (أهازيج مندائية ) منها :-
أمبارك دهفه ديمانه
مبارك دهفه ديمانه
وماري ايبارك المندي
ويحفظ هذي الديانه
مبارك دهفه ديمانه ([2])
ولها( الجسر المعلق) الذي كانت مولعة به فتكتب عنه بالعامية والفصحى ,ففي العامية قولها :-
ضلعي أحسه المنكسر موش الجسر
يا جسر المعلق أو يا أحلى جسر
يحزام دجلة ايلالي حدره الماي ويوج العصر
يمصافحة صوبين ما مل الرصافة الكرخ من وكت الزغر
يا جسر المعلق ويا أحلى جسر
وفي قصيدة (رهينة الدارين) تقول:
يعلم الله أنني أتعذب
رهبة من مشاعري أترهب
لا تقل لي ( أحب )
هذا بعينيك اشتهاء
ونزوة
سوف تذهب .
لست أيوب ،
لن تطيق وصالي
هو شيء من الخرافة أقرب
أن تراني وحشية التوق للحب
وتبقى معي الرفيق المهذب
أبعد الشعلتين - كفيك - عني
لا تلامس هذا الكيان المتعب
أنا رهن الديرين
أنساني الحرمان جسمي
ولذتي أن أصلب
وفي (لست غيري) تقول:
سيدي طفلي
تُرى أين قضيتَ الليلَ ،
ليلَ الأحدِ ؟
مُثقَلاً بالشُّغْلِ ؟
أمْ بينَ ذراعَيْ أغيَدِ ؟
يا نَديَّ الثَّغْرِ ، ثغري عَطِشٌ
لم يَبرُدِ ،
كم تمنَّيتُكَ بالأمسِ ...
فما نَعِمَتْ عيني ،
ولا ضمَّتْ يدي ؛
أنا خوفٌ مُزمِنٌ تجهلُهُ
وحقولٌ مُرَّةٌ لم تُحْصَدِ ،
يائساً تَـرْجِعُ من وَصلي
فإنْ قَرَّبَ الشَّوقُ وِساداً
أُبـعِـدِ .
لستُ غَيْـرَى
أنتَ إن أحبَبْتَني
عانِقِ الأرضَ ، ونَـمْ في الفرقَدِ
كلُّهُ حُبٌّ
فصدري صدرُها
وبها مِنِّيَ لينُ المسندِ
وبها من حُرَقي أروَعُها
رِعشةُ النارِ ، وحِضْنُ الموقِدِ .