كلّما جئتُ برشلونة، تذكّرتُ كاتالونيا، حتى كأنّ الأمرَين واحدٌ . رُبّتَما كان مَرَدُّ ذلك أنني عرفتُ برشلونة، قراءةً أوّلاً، عبر كاتالونيا .
صحيحٌ أن برشلونة هي العاصمة التاريخية لكاتالونيا الأبيّة، التي طال ما استعصتْ على الطغاةِ والغُزاةِ، إلاّ أن علاقتي الثقافية بالمكان، صهرَت الإثنين في واحدٍ .
وأنت تتجوّل حراً، في قلب العاصمة، قد تبْلغُ ساحةً صغيرةً، هي " ساحة جورج أورويل".
وقد يتساءلُ متسائلٌ :
ما علاقة أورويل، صاحب " مزرعة الحيوان " و 1984، و " متشرِّداً بين باريس ولندن " إلخ، بهذه المدينة ؟
أقولُ : علاقة الرجل هي بكاتالونيا، كان يقاتل إلى جانب الجمهوريين في الحرب الأهلية،
إلى جانب الحقّ . وعن تجربته الخطيرة المجيدة، كتب سِفْرَه العظيم " لنتذكّرْ كاتالونيا " .
Hommage to Catalunya
جورج أورويل، المناضلُ، حُجِبَ عن القاريء العربي .
ولم يبلغْنا منه إلاّ ما استخدمَه قادةُ الحرب الباردة أيّامَ كان العالَمُ ذا قطبَين .
*
في زورتي السابقة لبرشلونة، انضممتُ إلى تظاهرة الأول من أيّار، كان ذلك قبل سنواتٍ خمسٍ ...
رايات المتظاهرين ذكّرَتْني برايات الفوضويّين، في 1936 : الأسود والأحمر ... الرايات هي هيَ !ّ
وقبل أيام كانت هناك تظاهرةٌ، أمام برلمان كاتالونيا ...
لكني لم أنضمّ إلى المتظاهرين .
احترازاً !
*
جميلٌ أن ينعَمَ المرءُ، بمآكلِ الكاتالانيّين الشهية، والنبيذ المسودِّ احمراراً :
Vino Negro !
لكنّ الأجملَ :
أن يتملّى مسيرةَ شعبٍ نحو الانعتاق .
برشلونة 11.07.2016