اليوم هو الثاني عشر من أيلول 2015 . أنا في لندن الضواحي ...
في أيلول أيضاً ، لكن في العام 1982 كنتُ في " شمس المتوسط " السفينة التي ستنقلنا من بيروت المحتلّة إلى ميناء طرطوس السوريّ .
على السفينة كان أبو إياد والعميد سعد صايل ( استشهِدا في ظرفَين مختلفَين ومكانَين متباعدَين )، وكانت ليلى خالد.
أناشيدُ الثورة ما زالت تتباهى في آذانِنا :
يا أهلاً بالمعارك!
*
اليوم هو الثاني عشر من أيلول 2015 . أنا في لندن الضواحي ، أُطِلُّ من نافذتي على الساحة الصغيرة ، وأكتبُ ما أتمنى أن يكون صالحاً للقراءة .
الغيم خفيفٌ . ظلَّ المطر الناعمُ يَنِثُّ، الليلَ كلّه .
شميمٌ من خريفٍ مبكرٍ .
الطيورُ تأخّرتْ في وُكُناتِها ، وكذلك الأغاريدُ .
وأنا متكاسلٌ : لن أخرج من المنزل اليومَ .
*
لكنّ الدنيا موّارةٌ ، كعهدِها :
في منتصف النهارِ ، سوف يكون جيرِمي كوربِنْ ، زعيماً لحزب العمّال، أكيداً . وسوف يأخذُ الحزبَ والبلادَ والعِبادَ إلى منعطَفٍ بَهيٍّ .
قال التلفزيون البريطاني : زلزالٌ سياسيّ .
أمّا صحيفة الغارديان فقد شرعتْ، منذ اليوم ، تتحدّث عن السياسة الإقتصادية لجيريمي كورْبِنْ .
*
قلتُ إنني سأظلُّ في المنزل .
سوف أنتظرُ منتصفَ النهارِ، وبي لهفةٌ إلى أمرَينِ :
إعلان فوز اليسار
وكأسِ الويسكي المعتاد ...
لندن 12.09.2015