الـقَـتْـلُ ... دِيـنــاً

2013-08-14
منذ أمدٍ ، قرّرتُ التغاضي عن متابعةِ الشأن العراقيّ العامّ ، ليس لأني تخلّيتُ عن مسؤوليةٍ ما ، شــخصيةٍ على أيّ حال ، متّصلةٍ بالبلد وأهله ، وإنما لأن هذا الشأن العراقيّ العام ، سيظلّ ثابتاً ، يبعث على الملال والقرف ، إلى يومٍ
يُطْرَد  فيه ،  الأوباشُ المتسلِّطون ، المتحكِّمون نيابةً عن الاحتلال، هؤلاء الذين حوّلوا جمهورية العراق، إلى جمهورية العراق الإسلامية  المزوَّرة.
لكني بين حين وآخر ، أتلقّى رسائل وإشارات من أصدقاء ، ومعارفَ ، في البلد ، تُعينني في أن ألـمُسَ جانباً ممّا يحدثُ يوميّاً.
آخر رسالة تلقّيتُها كانت من شاعرٍ في محافظةٍ جنوبية ، يقولُ فيها :
سابقاً، كنا نعرف البعثيّ، ورجل الأمن، فنتصرّفُ كما يلزم لضمان سلامتنا .
أمّا الآن، فهناك العشرات من الميليشيات الإسلامية؛ فلم يَعُدْ بمقدورنا معرفة طريق السلامة ...
أمسِ تلقّيتُ رسالةَ تهديدٍ جديدة .
لكن هذه الرسالة تختلف عن سابقاتها :
هذه الرسالة فيها رصاصة !
لم يطلبْ مني الصديق أن أفعل شيئاً .
ربما لأن الفعلَ لم يَعُدّ مُجْدِياً، في هذه الـمَـقْـتـلـةِ، المسمّاةِ عراقاً .
إلاّ أنني لم أستطع التغاضي عن المحنة اليومية لمئات من المبدعين العراقيين، الذين يعيشون تحت الخطر الدائم،
بالرغم من صمتهم .
رصاصةٌ في رسالة.
رصاصةٌ في مؤخّرة الرأس .

لندن 29.10.2012



سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved