أعزائي وإخوتي الكتبة والشعراء والانشائيين .. رجائي لكم ان تتوقفوا عن التغزل بالاهوار . فنحن بحاجة الى عمل جاد ومضني لا أريد منكم أن تكتبوا عن تاريخ الاهوار وجمالها .. فالكتب التي وضعها قبلكم العراقيون والمستشرقون، تحتوي على معلومات فائضة عن حاجاتنا الى مقالاتكم التي تتوحم بتطور السياحة في الأهوار ومردوداتها .
وما هو مهم ان نعرفهة ونعيه، هو اننا اليوم نجد أنفسنا امام ورطة، وامام إمتحان عسير .. بل لا اكون مبالغا حين أقول نحن دخلنا في قتال ضاري بين الماضي والمستقبل .. فالموافقة التي تهللون لها، وبعد أن حصلنا عليها بشق الأنفس من هيئات عالمية ( فهي لا تنسوا بأنها مشروطة ) .. وان أخفقنا في تغطية متطلباتها سنلاقي إنتكاسة على مختلف الاصعدة، تضاف الى النكبات المتراكمة على مجتمعنا الذي بات تحت ضرباتها الموجعة، وهي تعصف بمستقبل شعب ووطن يخطط له ان يزال من خريطة العالم .
وليست تنمية السياحة هي الهدف الأساس والأوحد الذي يجب ان نعمل على تسويقه، فهنالك جوانب متعدة مهمة، يجب الإلتفات اليها، قبل التفكير بالسياحة .. فكفانا رقصا على الدفوف ( على طريقة إخواننا المصريين في خمسينات القرن الماضي، عندما كان الروس وغيرهم من الشعوب يشيدون لهم مشروع السد العالي، وهم يغنون ويرقصون : (( احنا بنينا .. واحنا حنبني السد العالي )) .
هذا الموضوع برمتة ( محميات الاهوار ) يحتاج الى تشكيل هيئة او لجنة إستشارية عليا من إختصاصيين ذوي الأفق الواسع، تتمتع بصلاحيات وزارة ( دون ان ندخل مسألة المحاصصة العقيمة في هذا المشروع ).. وان يكون أعضاؤها من الحريصين على تاريخ وشرف الوطن الذي ينتمون إليه .. وان تبتعد عقلياتهم عن تيارات الإظلام التي تريد ان تبقى الحالة الاجتماعية للبشر الذين يعيشون هناك على ما هم عليه منذ أن وجدت الخليقة . لقد مر اكثر من شهر على القرار الدولي ونحن لا نرى سوى ألسنة ثعابين الجدران ( من نوع أبو بريص ) ممدودة تنتظر السائحين، وكما خبرنا مجتمعنا والسلطة السياسية الحاكمة فيه .. فاني جازم بان التغيير لدى تفكيرهم، لا يحدث بين ليلة وضحاها . وكما اردت ان اشير اليه ضرورة البدء باطلاق طاقات التغيير الفردية والجماعية لدى كل مؤسسات ومنظمات المجتمع .. وقد ننجح في هذا المضمار، شريطة الحفاظ على قوة الدفع والمكتسبات الاولى، والتفعيل طويل الاجل لطاقات التغيير من اجل بناء بيئة جديدة ومتطورة، قد تؤدي الى طفرة وتطور لاحق لكل معالم وطننا برمتة .
هنالك خطوات عملية يجب ان تسرع الحكومة وبمساعدة منظمات ومؤسسات المجتمع ان تبدأ باطلاقها من خلال حملة توظّف فيها جهودها باتجاه المستثمرين العراقيين والاجانب، وإطلاعهم من خلال لجان مختصة مكونة من ( بيولوجيين، وآثاريين، ومهندسين ..
معماريين اكفاء ومخططي مدن وقرى، وباحثين مهتمين بدارسة المنطقة، وفنانين، ومسوقي السياحة ممن يحملون فكرا غير بيروقراطي ) .
وهنا يجب أن نتذكر بان كافة التوجهات التي ننوي القبام بها، يجب الا تؤدي الى نهب الطبيعة وتخريب توازنها البيئي بل يجب ايجاد دراسات علمية متطورة وشروط تنمية مستدامة تراعي عدم إجهاد موارد الطبيعة مستقبلا .
كما يمكن دراسة حالات مناطق طبيعية في شمال افريقيا مثل : "سبيطلة " في تونس .. و "أصيلة " في المغرب، وأخذ المثل منها، والتي تحولت من مناطق طبيعية متواضعة الى مدن جاذبة للسياح، تقام فيها الندوات والفعاليات الثقافية والفنية بمشاركة مبدعين وباحثين من انحاء العالم .
الفرصة الذهبية التي وفرها المجتمع الدولي أظهرت رغبة في التعاون مع العراق ومساعدتة والوقوف الى جانبة في ظرفه الصعب الذي يعيشة منذ عقود . علينا ان لا نفرط بها وسيكون دورنا كمجتمع عراقي كبيرا وخطيرا في استيعاب المهمة الواقعة علينا للتعريف باقدم مستوطنة بشرية في التاريخ ( تكاد تكون منسية ) .
نمط الكتل المعمارية التي يقترحها كاتب المقال لتتناسب مع البيئة المعاشة من قبل سكان الاهوار :
مقترح تصميم مطعم او قاعة استقبال
مقترح تصميم مطعم او متحف
مقترح تصميم غرفة لاقامة الزائرين والسياح
