المربّيةُ القديرةُ مريم برجاس حاج أقامتْ في روضتها لقاءً بين الأجيال بتاريخ 2-2-2011، ويُعدّ سابقة في عبلّين، واستضافتْ قرابةَ مئة شخصٍ، وقد تضمّنَ اللّقاءُ الثّقافيُّ التّربويُّ برنامجًا حافلاً بالفعاليّات المشتركةِ بينَ أطفالِ الرّوضةِ ونادي حاملاتِ الطّيبِ النّسائيّ ونادي المُسنّات في البلد، بتعاونٍ ملفِتٍ للانتباهِ والافتخارِ مع لجنةِ أمّهات الأطفال، اللّواتي أشرفنَ بصمتِ النّحلِ مثمراتٍ رحيقَ نجاحٍ ثقافيٍّ شهيٍّ، وبتواضعٍ محسوسٍ كانتْ تختبئُ المربّيةُ الفاضلةُ مريم حاج خلفَ طلاّبِها، وعيناها تلمعانِ تأثّرًا وفرحًا، إذ تَجمعُ مختلفَ الأجيالِ والأطيافِ مِن أهالي عبلّين العامرة بالوحدةِ والأخوّة.
قدّمَ الأطفالُ وصلةً طفوليّةً رائعةً مِن رقصٍ وتمثيلٍ وإلقاءِ شعرٍ وتحايا، وقدّمتِ النّساءُ للأطفالِ هدايا صنعنَها بأيديهنّ، وفقراتٍ مشترَكةً مع الأطفالِ مِن حكاياتٍ شعبيّةٍ، وألعابٍ تراثيّةٍ قديمةٍ، وأغانٍ ورقصاتٍ فولكلوريّة خاصّةٍ بالأطفال.
قامَ السّيّد مأمون الشّيخ أحمد رئيسُ المجلس المَحلّيّ بزيارةِ الرّوضة أثناءَ الفعاليّات، وباركَ خطوةَ لقاء الأجيال، كما حضرتْ مديرةُ المدرسةِ أنجاد إدلبي والمفتّشة دلال بدرة.
كان قلبي الرّاقصُ يَرقبُ أماراتِ الغبطةِ والبهجةِ المرتسمةَ على وجوهِ الحاضرينَ صغارًا وكبارًا، إضافةً إلى المشاركةِ الفعّالةِ للحضورِ والاندماجِ والانغماسِ في الفعّاليّاتِ التّراثيّةِ المتنوّعةِ الّتي قدّمَتْها النّساءُ بمختلفِ الأجيالِ غنائيًّا ورقصًا ولعبًا وتمثيلاً معَ الأطفال، منذ السّاعةِ التّاسعة صباحًا وحتى الثّانية، والأطفالُ والنّساءُ والمُسنّاتُ في نشاطٍ وابتهاجٍ وحيويّة!
هذا الدّمجُ المتآلفُ بينَ أجيالٍ متفاوتةِ الأعمار ما أروعَهُ وما أبدعَهُ!
وما أجملَهنّ النّساء حين يَعُدْنَ طفلاتٍ يَضحكنَ ويَلعبْنَ ويرقصْنَ ويَمرحْنَ معَ الأطفال، ويُقدّمنَ أقدسَ ابتساماتِهنّ وأطهرَ قبلاتِهنّ لأطفالٍ تتفتّحُ مداركُهم لاستقبالِ الآتي واحتضانِ الماضي!
كانتْ تلكَ المبادرة للّقاءِ منظّمةً ومنسَقةً وعفويّةً في آن، إذ اعتمدتِ الفكرةُ على لقاءِ الأجيالِ مِن شرائحَ مختلفةٍ مِن المجتمعِ العبلّينيّ مِن أحفادٍ وأمّهاتٍ وجدّاتٍ، ووجهًا لوجهٍ تلتقي ثقافاتٌ متباينةٌ زمنيًّا، كخطوةٍ أولى تدْرُجُ في إحياءِ ثقافاتٍ كادتْ تزولُ مِن تراثِنا الثّريّ بأغانيهِ الفولكلوريّة وحكاياتِهِ وألعابِهِ وحزازيرِهِ ورقصاتِهِ الشّعبيّةِ وفنونِهِ اليدويّةِ وأطعمتِهِ وحلوياتِهِ القديمة!
مبادرةٌ ضمن برنامجٍ ثقافيٍّ وتربويٍّ مدروسٍ بعُمقٍ، يهدفُ إلى احترامِ قيمةِ التّراثِ وقيمةِ المحبّةِ الإنسانيّة، وتذويتِ قيمةِ التّآلفِ الاجتماعيّ المتعدّدِ بينَ الأجيالِ والطّوائف، وتقديرِ الفنونِ اليدويّةِ!
وقد قدّمتْ الممثّلةُ علا إسحق فقرةً للأطفالِ، حكتْ فيها قصّةَ ليلى الحمراء بشكلٍ تربويٍّ ومُغاير، وعيونُ وآذان وحواسّ الأطفالِ مشدودةٌ لأدائِها المميّز، وقدّمتْ فقرةً فكاهيّةً ضاحكةً أخرى للسّيّدات، طرحتْ خلالَها موضوعَ حاجةِ السّيّدةِ للزّواج في سِنٍّ متأخّر!
التأمَ جميعُ الحضورِ على مائدةِ المحبّةِ، وفي نهايةِ اللّقاءِ قدّمت المربّيةُ مريم باقةَ وردٍ لكلّ نادٍ، وشكرت النّساءَ وتألّقَهنّ المُشرّفَ لها ولطلاّبِها ولبلدِها عبلّين