زخرفة مغربية
تبدأُ الرباطُ معي بالنشيد :
ليس لي من أعالي الرباط
سوى وردةٍ ذبُلَتْ وقميصِ امرأةْ
فلنكن في المساء العجيب
ولْنَقُلْ : أنتِ مَن ضوّأهْ
أيُّنا قاربَ الإقتراب ؟
أيُّنا حاورَ المنتأى ...
أيُّنا كان في راحتَيه غيرُ جمرتِه المطفأةْ ؟
*
لقد أحببتُ في الرباط ، سيدةً كانت تسكنُ " أكدال " !
*
في " نادي البولنغ" كنت ألتقي إدريس خوري ، طالع السعود الأطلسي ، عبد الحميد عقّار .
كنت أقول لنفسي ، أنا الذي ألِفْتُ رهبةَ الأسوار :
كيف يستريحُ رفقتي إلى مجاورة الأسوار الملَكية حتى الإلتصاق؟
لكني تذكرتُ أن تلك الأسوار من طينٍ لازبٍ ، وأن أبراجها بلا حرس مدجّجين .
*
نهر بورقراق يعيدني إلى البصرة البعيدة أبداً .
في عهد الأشعري رافقني فريقٌ تلفزيّ مغربيّ على امتداد النهر .
الرباط وســلا !
لا رباط بدون ســلا ...
الآن تكاد سلا تحجب بهاء الرباط !
*
تبدو الرباط مدينةً داخلية ، بل بلدةً.
لا شــيء يجمع بين الرباط والموانيء.
الرباط تنام مبكّرةً جداً كأنها قريةٌ في أقاصي الريف.
*
روحُ الرباط لديّ هي في ساحلها ، حيث المدافع القديمة .
رباطُ الفتح كانت هناك ، تحمي العَدْوَتَين.
الرباط " الفرنسية " ليست الرباط .
في المغرب أحببتُ " الــمْــدِينة " ... حيث أرى نفسي.
في مكناس ، أحب ملازمةَ " الهديم " لأتقرّى بوّابةَ المنصور.
في الرباط ، أزور ضريح محمد الخامس ، لأنه يحمل نفحةً قدسيّةً من " الـمْـدِينــة " .
" الملك الشعبيّ "
زار العراقَ الجمهوريّ في مطالعِه.
وعليّ أن أردَّ الزيارة !
سعدي يوسف
لندن 27.08.2012