كانت تبشرنا الرياح
بان غيما سوف يأتي
حاملا للعشب أحلام السنين
والأرض تترع بالخصوبهْ
وسوف يأتي العائدون
بسفائن غنت لها الأمواجْ
في عرض البحار
لكنها ارتدت تباعدها الرياح
... ... ...
وقاتلي المجهول قد خط العبارهْ ..
دسها من تحت بابي
ألا أعود كظل شُجيرةٍ
وقت الظَهيرهْ
فكيف لي أن أستريحْ
والريح نفس الريحْ
في عصف تصيحْ
ويفوح لي عطر التراب
ذاك الذي
قد كان عفر وَجْهيَّ
بالبراءة والطفولةْ
* * *
عند اكتظاظ الحزن
يجلدني السؤال
ماذا جنينا يا عراق
إنا تعبنا يا إلهي
لم نزل بشرا سويا
آواه من كل الرزيا والذنوب
آواه من سجن .. إ بي أغريب ..
وسجن الحاكمية
آ واه من صحراء تعرفها السماوهْ
آواه من صبح ..
يبشر بالثبور
من أين يا بغداد
قد جاء الرعاع
ليصبغوا لون السماء
بما تناثر من دماء
* * *
من حطنا في هذه الأرض
وأودعنا السلامهْ ؟
والريح نفس الريحْ
لا تقبل يوما تستريح
ونشرة الأخبار
مازالت تولول
تعلن كل يومْ
ما تشتهي منا المنايا والقبورْ
وتفجر العبواتِ
في سوقٍ , ومدرسةٍ ..
وساحةِ انتظارْ
قبل الصلاة وبعدها
يترحم المترَحمونْ
... ... ...
هي ذي أشلاءُ بعض الحالمينْ
وبقايا من بقايا عابرينْ
نزفها نُذرا لمعركة البسوس
وربما انتصر البعوضُ
على البعوضْ
والكل تذروه الرياحْ
لن يأتي معتصماه
يسرج خيله عند الصباح
لصراخ طفل يستغيثْ
ولهاث شيخ يستغيثْ
وعويل أم تستغيثْ
بؤساء في زمن السياسة والفجورْ
فكفى التستر بالريّاء
وكفى التستر باللحى
وكفى بغاء
الأرض قد شبعت دماء...
د.هاشم عبود الموسوي